• فاجع هو رحيل الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم سيد الشعراء كما أطلق عليه هذا الوصف الشاعر محمد نجيب محمدعلي ومكي سيد الشعراء حقاَ إذ امتاز شعره بالجزالة والرصانة والصور الشعرية الباهرة.
حين رحل الشاعر محمد المهدي المجذوب كتب محمد المكي في نعيه عبارة علقت بذهني منذ مطلع الثمانينات « برحيلك ينفصل الجمر عن صندل الشعر» فهل لنا أن نقول الآن في نعيك يا محمد المكي. برحيلك ينفصل الفرح المعبأ عن خمر الشعر؟
في نهاية الثمانينات سافرت مع محمد المكي إبراهيم للمشاركة باسم الكتاب السودانيين في ملتقى كتاب آسيا وأفريقيا بتونس وهناك برزت دبلوماسيته الحاذقة إذ قادني خلالها للقاءات وفود الكتاب الأفارقة والآسيويين وكان يطلب عشاءً لكل وفد. وكانت اللقاءات مثمرة.
ومن بعد في مراسلاتي معه عبر المسنجر كنت أطلق عليه لقب The Bard وهو لقب كان يخص به النقاد الإنجليز الشاعر شكسبير لوحده.وكان مكي دائمأً يتفادى الإطراء عليه بدماثة.
بعد خروجه الأخير من السودان وقد كان ذلك في ظل كارثة الحرب المدمرة كتب مكي يرحمه الله قصيدة كأنه يرثي يها نفسه ويرثي الوطن إذ كتب يقول: