لالوب بلدي ولا عنبهم

85
Izaldin bagori

عزالدين باقوري

كاتب صحفي

• (أبوظبي تعلن إيقاف إصدار تأشيرات العمل والسياحة للمواطنين السودانيين اعتباراً من يناير المقبل، في خطوة وُصفت بالمفاجئة)

   سلف أن كتبت مندهشاً لسلوك الجالية السودانية في الإمارات. جراء قبولهم الضمني والعلني لاعتداءات حكام وزعماء الإمارات على بلادهم، ولم يجرؤ أحد للاستهجان أو الامتعاض.

 بل ذهبت دويلة الشر إلى إذلالهم بجمعهم في تظاهرة احتفالية لتحسين صورتها ولبوا هذه الاحتفالية، وتم شكرهم على تقبل الإذلال. حقاً (من يهن يسهل الهوان عليه).

وظللت أسائل نفسي هل هؤلاء منا نحن الذين نتغنى بالعز والفخار ورفض الذل والانكسار . أم هؤلاء جفوا قبائلهم  ببتر علاقاتها بالأصل وآثرت حياة المدن وانفصمت عرى التواصل بالقرى.

وأصبحوا ضالين لا وجهة لهم ولا أهل وجعة يتأصلون بهم؟

وهنا أنحني إجلالاً لقيقم اللاهج في سياق ما أسرد ويعزز.. يا ضالي الطريق ميل على أهل القرى. ولعل معينه الذى امتاح منه (من تكن الحضارة أعجبته فأي بادية ترانا) ولذا قيل إن الحضارة منتهى البداوة والبداوة أصل الحضارة. 

والانبهار بالحضارة يخرجك من الأصل، والخروج من الأصل هو ضل الطريق،

ومن ثم التزود بالميل لأهل القرى أوجب لغرس مفاهيم العيش في الحضارة بأصل وتأصيل. ومن ثم يغرس:- الانتماء 

والوطنية ولوازمها من العزة والكرامة. 

وأرجع للتذكير بقول الأنطاكي: (من تكن الحضارة أعجبته فأي بادية ترانا) واستطرد معه في (البداوة أصل الحضارة)، 

وترجمها قيقم ببسيط الكلم (يا ضالي الطريق ميل على أهل القرى). 

   ولعلنا قد تلمسنا إفرازات حرب سميت حرب الكرامة، نعم حرب الكرامة. ولقد هب لنصرة البلاد أبناء القرى وبعض أبناء المدن المتريفة من بهم كثير قروية.

وهذا في مضابط التاريخ ماثل ومثل، فكانت العرب ترسل أبناءها للبادية لتعلم الفروسية. وكذلك الأسبرطيون يرسلون أبناءهم لسفوح الجبال ليكونوا أشداء عند القتال. 

 دعوني أسوقكم لتأكيد أن حياة الدعة مفسدة للقيم، ولقد أكد ذلك ول ديورانت في (الدين لا يزدهر في حياة الثراء. إذ الحواس في ظل حياة الترف تتحرر من قيود الروح، وتخلق من الفلسفات ما يبرر هذا التحرر ). وكأني به شارحاً لقول الله تعالى (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)، ولقد ورد في السنة (اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم).

   إن الذين استمرؤوا حياة الأبراج والشواطئ قلّ عندهم حس الوطن المقيم في الحديث (حب الوطن من الإيمان). 

 وكثير من ثقافة التحلل المزدرية الواقع اتتنا على متن طيران المهجر العربي، ومثالاً حصر لباس البرمودا والفنيلة فى مقابل السروال والعرّاقي. وسوف تختفي العمامة. بينما أهل وأصل بلاد المهجر العربي لا يبارحون الجلباب والعقال. 

 وما أخطر على الثقافة والقيم من غواية الملابس.

   وبعد هذه السرحة الشارحة للذل الذي اعترى جاليتنا هناك، المرتمية في حضن العداء، والذين بهم تم جلب المدمر، أقول مذكراً وسائلاً: هل ستعودون عوداً أحمد؟ أم ستسدرون وتستجدون الإقامة الذهبيه كما نالتها عينة من العملاء معروفة ومعرفة لنفسها؟ 

  فقط سأعرض عليكم على قالب عرض نوح عليه لابنه ليكن في معية الركب، والقالب هو فليكن شعاركم (أهلي وإن جنيت عليهم كرام). 

 الوطن معطاء، يريد أيدي الأبناء فقط اخشوشنوا والخشونة ملف كبيييير، يحتاج إلى عمل عسير، ولكن ناتجه عصير. وأفتاكم محمد لطفي المنفلوطي في (اتعب لتشعر ببرد الراحة، وجُعْ لتشعر بلذة الشبع) وتذكروا أن الذين جاهدوا من أجل الوطن هم الأشداء، لأن الجهاد يعني المشقة وبذل الجهد. وقال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).

 وأدلف إلى الجحود:

تاريخ كمال حمزة الحسن في إعمار بلادهم لن يشفع لكم. 

 أفضال النميري في رهن مشروع الجزيرة لأجل استخراج بترول أصبح عائده وبالاً على وطن الرهن. 

 كل الكفاءات التي تساهم مغفلون نافعون. 

أما العاقون فالهناء لعيشهم بالذهبية.

عودوا والعود أحمد من الذل الممرحل. 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *