• حين أعشق أكون في تمام الجنون والحياة. أعشق كلي، كلي غير منقوصة. أكون عاصفة ونارًا ولا أعرف البين بين.
الحب عندي ثورة تغيير ذاتي نحو حالة عشق كوني. ملأوا (قُلّة) روحي بماء عذب ومالح. لم يكن لعقلي أي سلطة في هذه الخيارات. كان خيار الدم حين يندفع في الوريد حتى أحس أن قلبي يقفز من ضلوعي والأغنيات كلها تتطاير من المسام بكل جنوني وتمردي.
لم يحتمل أيٌّ منهم قلقي ولم يكتشف أيٌّ منهم الصبية الحلوة أم ضفائر التي تسكن قلبي، تلك الصبية البسيطة عاشقة الألوان والطبول وحصة الطين، تلك التي تُصلصل براءة النار المخبوءة بين حجرين.
لامسوا فقط قشرة قلبي فراعهم أني امرأة ذات بأس، ولم يحس أيٌّ منهم بأني أدير مآذن الليل بحناني وجنوني وشغفي ببريق العيون حين تشتبك الأصابع في تظاهرة طقطقات القصب المبلول على نار الرغبة.
لم يكتشف أيٌّ منهم أن سحارة الأحلام والكنز المفقود في مكان أقرب من رمشة العين.
لم ينتبه أيٌّ منهم أن شعاري: (منتهى العشق ليس إيلاجًا). ما أردته هو الولوج إلى الفضاء اللانهائي، ولكن لم يكن لأيٍّ منهم القدرة على التحليق معي فسرعتي من ثمار الريح.
لم يعرف أيٌّ منهم أن الرقص شجني المقيم تحت شجرة البن في (الحبشة)، والغناء فضاء روحي، وأن فراشاتي لا تنطفئ، وأن ملك نحلي لا يموت.
هم: من عشقتهم عبر النصف قرن من حياتي، وعلى قلتهم علموني الكثير، وغرسوا في دربي الشوك وزهرات حراق الروح، ثم مضيت في طريقي شاهقة كنداء الحديد نحو بأسه.
أما بعد… فالنصف الآخر أخصّ به مجنونًا مثلي، أعرف بأنه ينتظرني شغوفًا على ضفاف قمر ما، ينتظر معي شهقة الشمس وغروبها، وما بينهما لا يبحث عن امرأة سواي. يأتي كلما انتصف الشجن لنكمل رقصتنا حتى الأبد.