القاصة إستيلا قايتانو: أنا صنيعة الظروف السودانية

337
إستيلا

محمد نجيب محمد علي

شكلت قصص إستيلا قايتانو الكاتبة الجنوب سودانية المولودة في مدينة (الخرطوم بحري) جزءا من المشهد السردي السوداني .تميزت بتقديم لوحات عن النزاعات والصراعات التي كانت ولا تزال سائدة في السودان شمالا وجنوبا بحس إنساني يتفهم الأنا والآخر ..تقول قايتانو (التهميش والفقر والحرب والنزوح هي مرحلة نعيشها الآن ومهما كتبنا من قصص لا نستطيع حكيها كلها ،و هذه الكتابات لن تنتهي قريبا حسب الخيبات التي تدور حولنا ،فرقة وشتات والمزيد من الحروب العبثية )حسب قولها.

تجربة الكتابة 

وعن تجربتها في الكتابة تقول إستيلا (منذ الصغر كنت إنسانة منفتحة على الآخرين أحب الصداقات والإحتكاك مع ذوي الخبرة وأحب المعرفة وأحترمها ، لذا كان طبيعياً أن أتعثر بالمبدعين والكتاب والأصدقاء الجيدين والكتب الجامحة ، وهم الذين ساعدوني وقدموني للشارع السوداني وتطورت بصحبتهم . )وتضيف (ليس لدي طقس للكتابة ، عندما يستفزني نص وموقف أو جملة أو رائحة وطقس مناخي أو حتى هزة نفسية أمسك القلم وأكتب مباشرة ، أو أبدأ الكتابة في ذاكرتي إلى حين أن أجد أدوات الكتابة ). اللغة هي روح النص كما تعتقد إستيلا، هي التي تضيف الحياة إلي نصوصها ،تقول (أحب اللغة العربية وأعشق الكتابة بها واللغة العربية هي ماعوني اللغوي الذي أريد أن أعبئ فيه قصصا تخصني وثقافة تخصني بعيدة كل البعد عن العرب)وتضيف ( بعد العودة للجنوب  إنقلبت الموازين لدي وأصبح هناك تحدي بأن كيف أصل الجميع حتى قراء الإنجليزية ، والآن أعمل على محاولة تطوير نفسي لاكتب باللغتين)

مسألة الهوية 

وعن مشكلة الهوية تري قاتيانو أنها بهوية واحدة وإنتماءات متعددة تقول (  أنا كنت سودانية أنتمي إلى جنوب السودان لدي قبيلتي الخاصة لغتي الخاصة ، وكلما تدرجت في الحياة أكسب إنتماءات إخرى يشاركني في بعضها  آخرون ولهم إنتماءاتهم التي لا أشاركهم في بعض منها ولكنا كلنا نكون الهوية السودانية المتفردة بافريقيته  وعروبته)وتضيف (  بالنسبة لي كانت الانتماءات البسيطة مثل القبيلة والجنوب والإنتماء العرقي والإثني يشكلان   لي عقدة لأنهما مثار لكثير من الجدل والمشكلات، والتعمق في هذه المسائل يجلب واحدة من إثنين إما الشعور بالدونية او الإستعلاء).

وتؤكدإستيلا (الحقيقة أنا فخورة جدا لما أنا عليه الآن جنوبية الجذور ولدي لغتي الخاصة التي أجيدها ، شمالية بالميلاد والنشأة وإكتسبت اللغة العربية وأجيد التحدث والكتابة بها أيضا دون أي تحسس أو مخافة الإتهام بالإستلاب ، سودانية الوجدان ، فهذه أنا صنيعة الظروف السودانية لم أختر كل هذا وليس لي فيه يد ،) وتضيف (  رغم ذلك فإننا الآن على المحك بأن نختار خيارات مؤلمة ونحدد بالضبط هويتنا  )

المشهد الجنوبي 

وعن المشهد الثقافي في دولة الجنوب تقول قاتيانو (لا يوجد اي اهتمام بالثقافة والفعاليات إلا ما ندر وأيضاً عدد كبير من المبدعين لا يعرفون بعضهم لأن كل منا أتي من مدينة مختلفة أو دولة ما ، وهناك حاجز غير مرئي بين المبدعين الذين يستعملون العربية والاخرون الذي يستعملون الإنجليزية والتواصل بينهم صعب حتى الان ).

وتضيف (  ن أكبر الإنجازات المسرحية حتى الان هي فرقة مسرح جنوب السودان التي ترجمت مسرحية (سمبلين) لشكسبير إلى عربي جوبا ومثلت جنوب السودان في الخارج المرة الأولي  في الهند وكان على نفقتهم الخاصة بإهمال كامل من الحكومة والثانية في مسرح سكشبير بلندن على نفقة الفعالية وهى ذكرى لمسرح سكشبير العالمي وهذا ركوض تام سببه المبدعون أنفسهم بالإضافة إلى عدم إهتمام الدولة).

 

شارك الحوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *