الوطن لا يبكي على من يتركه

30
جمال محجوب
Picture of عزالدين ميرغني

عزالدين ميرغني

(الطائر الذي يندس بين الاغصان ، يقرض جناحيه)

(مثل إثيوبي) 

• في السنوات الاخيرة ، اصاب الشباب هوس الهجرة النهائية من الوطن ، وخاصة الي دول الغرب . وقد صوره البعض لهم ، بأنه الجنة الموعودة . وهذه ليست حقيقة . فالدعاية المغرضة تصوره بأن فيه ما تشتهيه الأنفس ، وما يشرح الصدور . ويلبي الحاجات ، ويحترم آدمية البشر ، وحقوق الانسان . وهي سياسة مقصودة ومغرضة . لكي يعيش الشاب مشتت البال ، هش الوطنية ، حاردا للوطن ، ولاعنا له . ظهر هذا واضحا في كل انواع الكتابة عند الشباب . فالشاب المزعزع ، وذا البال المشتت لا يمكن أن يبني وطنا ، أو يصلح أمة . والسعيد دائما من كان رزقه في بلده.

 وجاهل من كان يعتبر بأن أهل الغرب يرحبون بالمهاجرين . بل قد قامت احزابا ومنظمات عنصرية تبيح قتلهم ، وازداد كثيرا قتل المهاجرين في أوروبا . والقاتل دائما برئ ، لأن المهاجر يستفزه ، بشكله ، وبتخلفه ، وبمزاحمته له في كل مكان . ومن أبجديات القانون أن الاستفزاز ، يبرئ المتهم ، ويعجل بالبراءة . وما أقسي أن يترك الانسان وطنه ، ليقاسي من أبشع أنواع العنصرية . أن تعمل في أدني الوظائف ، وأن تسكن في أحقر الأحياء ، وأن تتعرض للإساءة حتي من أهل الإدمان ، وساكني الشوارع . وقصة المبعوث السوداني المشهورة وقد صدم بعربته عربة مواطن اصلي ، وكان مستعجلا ، وقال له مستهزئا ( give me your address if you have any.). 

وقد شوه الأدباء اليهود في رواياتهم صورة العربي المهاجر أبشع تصوير . ودائما ما يدفع الثمن للهجرة ابناء المهاجرين . فقد قالت احدي العربيات من ابناء المهاجرين : – ( أنا لست عربية ، ولست فرنسية ، لست مسلمة ، ولست مسيحية ، أنا لا شيء ) . وهنالك كتابات كثيرة تبين مآسي الهجرة وآلامها ( روايات طاهر بن جلون ، والسوداني جمال محجوب ، والصومالي عبدالرحمن نور الدين وغيرهم). 

وقد صور جمال محجوب مأساة المهاجر عندما يكون هجينا ، أم اوربية ، وأب من جنسية أخرى . فهو نصف مواطن ، وهي ما يمكن ا، نسميه الانسان  ، (المجوبك) . تذكرت كل ذلك وانا اسمع احدي القادمات من اوروبا وهي من ( فاتيات ) المواقع الالكترونية واللاتي دائما ما يلعنن الوطن ( كيف بالله تعيشون في وطن مثل هذا؟ . ). فالمهاجر من وطنه ، يصبح كالطائر الذي يندس بين الأغصان ، فلا يجد ما يأكله غير جناحيه .

&: -المهاجر اما ان ينساه الوطن فيصبح بلا مكان ، أو ينسي هو الوطن ، فيصبح بلا هوية.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *