الشاعرة رانية عمر فى جلسة عائلية: الأجيال الجديدة المبدعة لا تجد مظلة تحميها
Admin 6 سبتمبر، 2025 18
كانت رسالتي في الماجستير عن علاج مرض الإيدز
حوار: محمد نجيب محمد علي
• كانت صرخة ميلادها الأولي في بلاد المهجر في (الرياض). حيث عاشت طفولتها وتعليمها حتي نهاية المرحلة الثانوية، وعادت إلي وطنها الأم لتدرس الأحياء الدقيقة بالجامعة .. ثم لتواصل بعد ذلك دراساتها العليا في الجامعة العثمانية بحيدر أباد بالهند .. قالت لي: منذ أن كنت في المرحلة الإبتدائية كان لي (كشكول) أكتب عليه خواطري عن مآسي الأطفال اليتامي والمحرومين …وبعض اللوحات بقلم الرصاص .. وبعض الكلمات التي تشبه الشعر.
• متى كتبت رانية قصيدتها الأولي ؟
– في الجامعة .. حين كنت طالبة بالسنة الأولي .. من خلال تحريض الأصدقاء والصديقات .. كنا نكتب قصائد مشتركة .. كان هنالك شوق للحب .. وبعد التخرج توقف ملاك الشعر عني .. وعاودني في بلاد الهند ..
• وماذا تقول رانية عن الحب .. عن ذلك الشوق؟
– الحب هو الحياة .. كل شيء نفعله في حياتنا يأتي عن حب .. كل خطواتنا وعلاقاتنا الإنسانية تولد عن حب .. حتي قصائد الهجاء .. الحب هو والد القصيدة .. في الهند يوميا تحدث جريمة إنتحار عاطفي الهنود يمتازون بالصدق في المشاعر وإحاس الغربة …
• يقولون: في الهند المرأة هي التي تخطب الرجل .. وتدفع مهره ؟
– الهند وطن يمتليء بالخيال .. وطبيعة الحياة تختلف بين الهند والسودان .. البنت الهندية هي التي تخطب فارسها علي عكس ما يحدث هنا ، وهي التي تدفع مهر زواجها منه ، وكان ذلك من شريعة الهندوس ولكنه أصبح عادة ( هندية ) لا يقتصر أمرها علي الهندوس فقط .. أذكر في ذات مرة إنتحر أحد الأزواج لأن زوجته أنجبت له ستة بنات .. وهو رجل فقير ..

• تري أي أثر تركته الهند في نفس رانية؟
– الهند وطن جميل وملهم .. كتبت هنالك ثلاثين قصيدة .. كانت الهند مرحلة مهمة في حياتي .. وجدت حريتي مع ذاتي وزمني النفسي والداخلي .. وشعب الهند شعب واضح وعلي طبيعته …
• هل تحلمين بقصة حب هندية ؟؟
– لا لا … الحب في الأفلام الهندية ( مبالغة ) أنا أحلم بقصة تشبهني .. بدرجة عميقة الإحساس .. شاروخان ليس فارس البنت السودانية ..
• أنت تكتبين القصيدة الفصيحة والعامية والرواية؟
– القصيدة تأتيني لوحدها ،أحيانا بين الأصحاب ، وأحيانا أخري بين ( النوم والصحيان ) وأحيانا في الحلم .. ولكن كتابة الرواية والقصة متعبة جدا … في خاطري عشرة عناوين لروايات تتجول معي من العام 2001 لم أكتب منها سوي واحدة ( عن الحب أتحدث ) وهي تجسد شخصية البنت السودانية التي نراها عادية وداخلها خلاف ذلك .. الرواية تتحدث عن طموحاتها وإنكساراتها وتجاربها
• وماذا عن القصيدة مابين اللغة الفصيحة والعامية ؟
– إني أتنفس عشقا .. مابين الفصيح والعامي ، وكتابة العامية أصعب عندي من الفصيح .. ربما لأنني تعلقت بقراءة القرآن والمعلقات .. وبحكم أنني كنت أعيش طفولتي بالسعودية كنت أتكلم بعامية أخري .. تختلف عن عاميتنا السودانية .. وفي لغتنا العامية هناك مصطلحات توضع في غير محلها مثلا كلمة ( تدشين ) ، الصحيح أن نقول حفل توقيع أو إصدار كتاب معين …والإختلاف مابين اللغة العامية السودانية والسعودية يبدو واضحا مثلا كلمة ( براي ) السودانية تقابلها كلمة ( لحالي ) السعودية ، وكلمة (داير) تقابلها كلمة (أبغي) .
• وماذا تقول رانية عن المشهد الثقافي الآن؟
– يوجد إبداع ومبدعون ولكن ليس هناك ترابط بينهم ، الأجيال الجديدة لا تجد مظلة وحماية لها .. وتعتمد علي مجهودها الشخصي ..
• كيف ذلك ؟
– روضة الحاج مثلا شقت طريقها بنفسها ووصلت إلي أقصي الدول العربية ، وهناك كاتب مجيد إسمه ابو القاسم عثمان شاب يكتب الشعر والرواية وغير معرووف إعلاميا ..مشكلتنا في الإعلام والتسويق للمبدع .. التسويق يعتمد الآن علي المبدع فقط .. !!!!
• أنت جئت من الغربة للوطن ؟
– عدت وأحسست بغربة بشكل مختلف .. غربة الروح .. مشكلة المجتمع السوداني تتمثل في إحتواء أبناء المغتربين ( الإعتقاد بأن أولاد المغتربين بلهاء .. ومدللين .. هذه الصورة حتي في الإعلام كنا نواجهها) لذلك حين نزلت الجامعة لم أقل أنني ( شهادة عربية) والآن عدنا للغربة على وقع الحرب

• رانية هل من إختلاف مابين الشعر والأحياء الدقيقة ؟
– لا لا يوجد إختلاف كلاهما يتأملان في العمق..
• أنت تخرجت من الجامعة في تخصص أحياء دقيقة ونلت درجة الماجستير في دراستك عن مرض الإيدز والآن .. تعملين في وظيفة لا علاقة لها بما درست ؟
– بعد تخرجي وحصولي علي درجة الماجستير ظللت أبحث من عام 2011 حتي 2014 عن عمل مابين الجامعات ومراكز البحوث لوظيفة تليق بدراستي .. ولم أجد .. وكان أن وضعت شهاداتي في المنزل ووجدت فرصة موظفة في شركة إتصالات في قسم خدمات المشتركين ، فلم أضع الفرصة تفوت مني حتي لا أظل ( عاطلة ) الآن أقوم بالرد علي إستفسارات المشتركين وحل مشكلات الشرائح والشكاوي والإقتراحات والخدمات الجديدة .. أنا راضية بهذه الوظيفة ولكني أنوي العودة لعمل أوراق علمية متعلقة بدراستي ..من المنزل والآن عدت إلى سبيل امنياتي ودراستي
• وبماذا تحلمين الآن ؟
– بصدور ديواني الثالث الذي أتمني أن يرى النور سيري النور واريد أن أحقق أحلامي وهواياتي .. واريد أن يكون السودان أفضل وأجمل .. ( والدنيا ما مستاهلة .. ليست سوي لحظات نعيشها…).
شارك الحوار