
عادل صديق
كاتب صحفي
ولأن الصبر طيب وهذا يحسب لمجلس إدارة نادي الهلال بالتأكيد من خلال متابعة وقراءة في أضابير هذه المؤسسة العملاقة في إدارة كرة القدم في القارة الافريقية،
لأن (كاف) فجر مفاجأة سارة الهلال وأعلن مد فترة القيد حتى 28 فبراير والسماح لنفس اللاعب بالمشاركة قارياً مع فريقين في نفس الموسم.
هذا القرار مثل مفاجأة أكثر من سعيدة لأنه خلاف تمديد فترة القيد قد سمح بمشاركة اللاعب الذي شارك مع فريقه في نفس المنافسة أن يلعب مرة أخرى مع ناد آخر، مما يوفر الكثير في عناء البحث والمتابعة، لأن هناك الكثير من اللاعبين المميزين الذين كانت تقف مشاركتهم في نفس البطولة مع ناد آخر من انتدابهم، وهو قرار فيه الكثير من المصلحة والفائدة لمجلس إدارة نادي الهلال الذي صبر ونال مما يتيح له عدة خيارات ويمكن أن يستقدم أكثر من لاعب ولو حتى على سبيل الإعارة من اللاعبين الذي شاركوا مع أنديتهم وخرجوا من البطولة.
لأنني تابعت مباراة الأهلي وبيراميدز في الدوري المصري التي جرت على معلب استاد القاهرة وانتهت بتعادل الفريقين 2/2 ضمن مباريات الجولة العاشرة من دوري نايل المصري، كانت قمة في الأداء والجودة في كل شيء.
أبانت المباراة وأفصحت عن تطور الكرة المصرية وجودة اللاعب المصري على مستوى الأندية الكبيره التي تنافس على دوري أبطال أفريقيا.
أبهرني أداء حسين الشحات وإمام عاشور في الأهلي بصورة خاصة، وأعجبني إبراهيم عادل ومصطفى فتحي أجنحة بيراميدز المزعجة جداً لأي دفاع تقابله في الدوري المصري ودوري أبطال أفريقيا، وإبراهيم عادل لديه عروض اوربية على مستوى الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي لأن اللاعب المصري أصبح مطلوب عالمياً بعد تألق محمد صلاح وعمر مرموش القادم الجديد مع كتيبة الفيلسوف غوارديولا الذي لا يختار لاعب إلا قد يكون وصل مرحلة من الجودة تُقنع مدرب مثل بيب ليختاره في مان سيتي !!!
وجودة اللاعب المصري هي الفيصل والعلامة الفارقة في إحراز البطولات، وبيراميدز وصل مستوى من الجودة غير طبيعي ولديه اسكواد مخيف ومرعب خاصة عندما يلعب في مصر رغم أنه يفتقد الجماهيرية التي لدي الاهلي والزمالك وهي نقطة مهمة وهامة في مستوى التنافس وعامل يفتقده بيراميدز، لأن جمهور الأهلي بالامس كان هو كلمة السر بعد أن تأخر بهدفين، ولكن الأهلي لديه جمهور خيالي وخرافي في عشقه لناديه وأنه لا يتقبل خسارة ابداً تحت كل الظروف.
هل تصدق أن الاهلي دخل مباراة بيراميدز وهو يعاني من غيابات أولها هدافه الفلسطيني الخطير وسام أبو علي !!! ويفتقد جهود طاهر محمد طاهر والمغربي رضا سليم ويفتقد في طرفه الشمال علي معلول من فترة طويلة بسبب الإصابة وبل حتى بديله المغربي يحيى عطية الله مصاب بكسر على مستوى الوجه، وشارك لاعب بالامس لأول مرة في هذه الخانه اسمه مصطفى العشي سجله الأهلي إعارة من نادي زد أحد أندية الدوري الممتاز، وقدم أداءً جيداً، لأن نوعية اللاعب المصري جيدة كما ذكرت وكأنه يلعب مع الأهلي منذ سنوات، وكذلك شارك القادم الجديد السلوفيني نيج جراديسار وأحرز هدفاً وأُرتكبت معه ضربة جزاء !!! كم أنت محظوظ يا أهلي.
والأهلي افتقد كذلك جهود قلب دفاعه المغربي أشرف داري، وخط الدفاع أضعف خطوط الاهلي لأن رامي ربيعة أحرز هدف عكسي في مرماه من عكسية إبراهيم عادل جناح بيراميدز الخطير، ولكن رامي ربيعة احتل مكان محمد عبدالمنعم بعد احترافه في الدوري الفرنسي في إحراز الأهداف، وقد أحرز هدفاً من ضربة راسية تخصصية يجيدها، عوض بها الهدف العكسي الذي أحرزه في مرماه، كما كان يجيد ذلك محمد عبدالمنعم قلب دفاع الاهلي السابق.
خط دفاع الأهلي يعاني عند الضغط ولكن الأهلي يمتلك خط وسط على أعلى مستوى في خانة الإرتكاز بالتحديد تجد لاعب مثل مروان عطية نادراً ما يخطئ وهو الساتر أمام دفاع الأهلي والذي يبطل مفعول هجمات الخصوم ولاعب صاحب جودة عالية دفاعاً وهجوماً، والأهلي افتقد في هذا المكان محترفه اليو ديانق ولكنه سيعود حتما لانه رحل إلى الدوري السعودي على سبيل الإعارة.
بالتأكيد الجهاز الفني للهلال ومحللي الأداء قد تابعوا هذه المباراة المهمة للأهلي وبيراميدز لأن أحدهما مع صن داونز الجنوب الافريقي مرشحين لمواجهة الهلال في دور الثمانية الكبار.
إن أكثر مالفت نظري في المباراة هي الجودة ثم الجودة ثم الجودة، في مستوى اللاعبين حتى لو فقد الفريق أي لاعب مهما كان مستواه تجد أن الفريق يملك بديلاً لا يقل عن الأساسي، لأن بيراميدز افتقد كذلك بالأمس لاعب مثل رمضان صبحي في ديربي كبير ولكن بديله إبراهيم عادل يؤدي في نفس الخانه بمستوى عال وكبير.
الأهلي قدم مباراة هجومية على أعلى مستوى، رغم أن بيراميدز كان يلعب منقوصاً منذ نهاية الشوط الأول بطرد لاعب الطرف الأيمن أحمد توفيق بعد الرجوع للفار.
إذا كنت تريد أن تواجه الأهلي وبيراميدز سوف تعاني كثيراً من جودة الكرة الهجومية والضغط العالي في جميع مساحات الملعب ومن الأمام لاستعادة الكرة لإجبارك على ارتكاب الأخطاء، وهي النقطة التي تتفوق بها الأندية المصرية على جميع الأندية الأفريقية بلا استثناء ما عدا قلة قليلة عندما لا يكون الأهلي في يومه مثل مباراة اورلاندو الجنوب الافريقي الأخيرة التي تفوق فيها على الأهلي في ملعبه وفاز وتصدر المجموعة وترك للأهلي المركز الثاني.
لأنك إذا أردت أن توقف الأهلي يجب أن يخدمك الحظ ويكون الأهلي ولاعبيه ليس في يومهم.
أما بيراميدز فإنه لا يرحم في ملعبه كذلك وفاز على أندية كثيرة وكبيرة بسداسية لأن هجومه وأجنحته يجيدون الكرة الهجومية، لأنك إذا أردت أن توقف مصطفى فتحي وإبراهيم عادل ورمضان صبحي وخلفهم أطراف دفاعية تجيد العكسيات والناحية الدفاعية والهجومية كذلك، مثل المغربي الشيبي ومحمد حمدي وأحمد توفيق وجميعهم جودة تبهرك وتحتار كيف توقفهم بدون أن تخطئ أمامهم !!!
ويمكن من خلال تحليل هذه المباراة تحليلاً دقيقاً أن يحدد الهلال طبيعة من يختاره من لاعبين، لأن الأهلي وبيراميدز ومعهم صن داونز أكثر ما يميزهم هو جودة اللاعب، لأنك إذا لم تكن في نفس جودة لاعبهم لن تستطيع منافستهم
ولذلك ينبغي أن يبني الهلال خياراته في اختيار المحترفين علي هذه النقطة المهمة.
شارك المقال