‏آن لجامعة الدول العربية ‏أن تنعتق!

137
جمال الصديق الإمام

جمال الصديق الإمام

كاتب صحفي

‏• جامعة الدول العربية منظمة إقليمية، تجمع بين الدول العربية التي توجد في قارتي آسيا وأفريقيا، ومقرها الحالي مصر.

‏كان المأمول أن يكون للجامعة دور دولي وإقليمي تجاه قضايا الدول العربية، خاصة في المناخ السائد دولياً وإقليمياً، ولكن!

‏في ظل رئاسة مصر – التي قضت شبه دائمة- أصبح وجود الجامعة وعدمه واحداً بالنسبة للدول الأعضاء، وأصبحت كأنّها شركة مساهمة عامة موقوفة لخدمة مصر!

‏الجامعة العربية في كل عهود وجودها في مصر وتحت رئاسة مصر لها، عبارة عن قط (كيوت) جداً، منزوع الأنياب والأظافر تجاه كل ما يمس الدول الأعضاء، بل يكاد أن نقول إن موقف الجامعة العربية في كثير من الأحيان ضد مصلحة الدول الأعضاء!

‏آن الأوان أن يقول العرب كلمة تجاه هذه المنظمة، وأن يدفعوها في اتجاه الواقعية العملية، بدلاً من حالة الصورية التي ظلت راكضة فيها بلا حراك، إلا في اتجاه مصلحة دولة الرئاسة والمقر!

‏كفاية حداً أن تكون مصر هي الراعية والمسيطر على كلمة الجامعة العربية، التي أصبحت قراراتها ومواقفها تمثل صدمة للدول الأعضاء، إن لم تكن مواقف خزي وعار!

‏كفاية امتداد واستمرار مواقف الشجب والإدانة التي أصبحت ماركة مسجلة للجامعة العربية تجاه كل عدوان على الدول الأعضاء.

‏صارت مواقف الجامعة العربية متماهية مع الموقف الرسمي والمصلحي لجمهورية مصر العربية!

‏آن الأوان أن تنتقل رئاسة الجامعة لدولة أخرى، وأن ينتقل تبعاً لذلك مقرها، وعلى إثر ذلك تنقل مواقفها من السلبية المصاحبة لها كل هذه السنين، إلى مواقف إيجابية تعبّر عن صلابة وقوة الدول الأعضاء، تجاه الراهن الدولي والإقليمي!

‏أعتقد بما لدول الخليج من تأثير باين على سطح الأحداث، ولما اكتسبته من خبرة في مضمار سباق الشعوب نحو وضع بصمة على الأحداث، ولما تملكه من موارد اقتصادية لها كلامها في سوق مداورة الأقوال، ورسم التدابير الرامزة، هي الأحق بالموقع والرئاسة، لأنها الأنسب والأصلح لإدارة شأن الجامعة العربية وتقوية مواقفها، بدلاً عن مصر التي كبلت الجامعة العربية وأقعدتها عن مهامها، وأفرغتها من مضمونها!

‏ولعل المملكة السعودية هي الأصلح الآن لنقل مقر الجامعة العربية إليها، وأن عادل الجبير هو الأقوم لتبوؤ رئاستها!

‏إن مصر قد فشلت وأفشلت دور الجامعة العربية، بل كفاية عليها كل هذه السنين وإن نجحت، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عزل خالد بن الوليد بسبب انتصاراته الدائمة في الحروب، حتى لا يعتقد المؤمنون أن الانتصارات لا تتحقق إلا في وجود خالد بن الوليد!

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *