الثقافة مفتاح الحل في السودان (٣-٥) 

37
يوسف عبدالرضي2

يوسف عبدالرضي

شاعر وكاتب صحفي

 • ما بين السياسي والمثقف عداء مستتر، السياسي يرى أنه لا بقاء له إلا بتدجين المثقف، دوماً يسعى لأن يكون الشاعر أو المغني بوقاً يتحدث بلسانه،

ولا يحتمل أن يسمع من المبدع ولو كلمة، لو صبروا لسماع المبدع ما كنا نحن الآن في هذه الحالة. 

هل تعلم أن السينما في أمريكا تنتج أكثر من سبعمائة فيلم سنوياً بلغة واحدة؟

صُدّرت للعالم «الأمريكي الذي لا يُهزم» ثقافةً،

وأرسلت لنا السلاح،

وسيطرت على الاقتصاد العالمي.

هذا كمثال، ما يفعله عمل ثقافي تعجز عنه كل الخطب.

والآن…

ندعو السياسي أن يسمع هلاوي ويوسف الموصلي، عندما قالا:

• بلدنا نعلي شأنا

ياناس سودانا نادانا

في الفجرية زارع بيزرع في المزارع

أريد زُراع بلدنا

ونور الشمس ساطع

في الفجرية صانع بيصنع في المصانع

أريد عمّال بلدنا

وصوت المكنة طالع

يا الحارسين حمانا.. بعزة وأمانة

أريتو يسيل عرقنا.. بدل ما تسيل دمانا

نحلك يا قضية.. بدون صوت بندقية

أخوي خليك معاي.. أخوي ما تكون عليّ

سؤال: هل من سياسي سمع هذا المانفستو؟

قطعاً لا.

هذا العمل البسيط يُعادل آلاف الخطب السياسية

التي تُحشد لها الجموع، وتُعدُّ لها المواكب، وتُرفع لها الصيوانات.

ليتهم يسمعون الآن حميد، عندما قال:

• السلام ملح المشاعر

محمد الحسن سالم حميد

السلام ملح المشاعر

ومافي حب إلا انبدابو

وبالعديلة الجانا ساير

يا حبابو الجاب عقابو

همبريب السلم يقدل

والأمان يربط سحابو

والدمقراطية تنزل

والوطن يخضر ترابو

الفتح نيران في خيّو

يمّه أخير يفتح كتابو

المعارف تبقى ضيّو

من بدل يدقس في غابو

كل طاير فرّ يرجع

للعشيش المرة سابو

أصلو مما ازهارو تبقى

الربيع يحلو دابو

البلاد في صباها لسه

والوطن في عز شبابو

دار يشوفنا ودايرة تسمع

حس أنيسا الطال غيابو

أسألوا النيل شيمة شيمة

طول جريفاتو وضفافو

عن تواريخنا المقيمة

والعز الشوف عينو شافو

أمة ما بنعرف هزيمة

لا انكسارات لا خلافو

واليهش طيرن في نيمة

وإحراق شدرُو ونشافو

والوطن دفتر عزيمة

ويوت جلودنا سمر غِلافو

والعلينا قليبو ديمة

حقو فيهو الله نخافو

عندما نقول:

ما تفعله قصيدة تعجز عنه ألف دبابة،

فهذا لأن القصيدة تصنع الحياة،

ويصنع الرصاص الموت.

هل انتبهنا؟

هل جلسنا «القرفصا» وزرعنا بذرة الثقافة لكي نجني المحبة؟

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *