صامويل إيتو: الأسد الكاميروني

67
محمد باكا

محمد صلاح باكا

كاتب صحفي

• لا يختلف عشاق الساحرة المستديرة على أن صامويل إيتو كان أحد أبرز النجوم الأفارقة الذين سطّروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية. بدأ مسيرته الكروية مبكراً مع ريال مدريد وهو في السادسة عشرة من عمره، لكن صعوبة المنافسة في صفوف الفريق الملكي دفعته لخوض عدة تجارب إعارة قبل أن يجد موطئ قدم له مع مايوركا، حيث أذهل الجميع بتسجيله 70 هدفاً.

في عام 2004، انتقل إيتو إلى برشلونة ليبدأ حقبة ذهبية مع النادي الكاتالوني. خلال خمسة مواسم فقط، سجل 130 هدفاً، محطماً الأرقام القياسية كأكثر لاعب أفريقي مشاركة في الدوري الإسباني. كان إيتو عنصراً أساسياً في تشكيلة البارسا الذهبية، حيث شكل ثنائياً رائعاً مع رونالدينيو وقاد الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا 2005-2006 ليسجل في المباراة النهائية.

لم يتوقف إبداع الأسد الكاميروني عند هذا الحد، ففي 2009 شكل ثلاثياً هجومياً أسطورياً مع ميسي وهنري، قاد خلاله برشلونة للتتويج بدوري الأبطال مرة أخرى، مسجلاً في النهائي للمرة الثانية على التوالي ليصبح ثاني لاعب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز. كما حل ثالثاً في جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2005، وتم اختياره ضمن تشكيلة الفيفبرو لعامين متتاليين.

في 2010، انتقل إيتو إلى إنتر ميلان ليكتب فصلاً جديداً من الإنجازات، حيث أصبح أول لاعب في التاريخ يفوز بالثلاثية (الدوري المحلي، الكأس، دوري الأبطال) في موسمين متتاليين مع ناديين مختلفين. كما أصبح رابع لاعب في تاريخ المسابقة الأوروبية يفوز بالبطولة مع فريقين مختلفين في سنتين متتاليتين.

على الصعيد الدولي، حمل إيتو شارة قيادة المنتخب الكاميروني لتحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها الميدالية الذهبية في أولمبياد سيدني 2000، وكأس الأمم الأفريقية مرتين في 2000 و2002. كما يمتلك إيتو سجلاً قياسياً كأفضل هداف في تاريخ كأس الأمم الأفريقية برصيد 18 هدفاً، وهو أيضاً الهداف التاريخي للكاميرون بتسجيله 56 هدفاً في 118 مباراة دولية.

بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، اتجه إيتو إلى عالم الإدارة حيث يشغل حالياً منصب رئيس اتحاد الكرة الكاميروني منذ 2021، ليستكمل مسيرته في خدمة كرة القدم التي منحته المجد والشهرة.

يبقى صامويل إيتو أحد أعظم لاعبي كرة القدم الأفارقة في التاريخ، أسطورة كروية جمعت بين القوة والذكاء والأناقة، ترك بصمة لا تنسى في الملاعب الأوروبية والعالمية، ومهد الطريق لجيل جديد من المواهب الأفريقية لتحقيق أحلامها.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *