والليل الذي اقصد ليس هو ليل العاشقين الطويل كما وصفه المتنبي أو كما جاء في رائئعة احمد الجابري والصادق الياس هوج الرياح « الليل يهود بيا ويبقى تلت أخير». وبالتاكيد ليس هو الذي قال فيه الشاعر امرؤ االقيس «وليل كموج البحر ارخى سدوله علي بانواع الهموم ليبتلي».وثمة هموم ظلت في اخبار الغيب وابتلاءات ظلت مخبأة في القدر حتى أطلقتها الحرب الغشوم المهبوشة..
وما هود بيا وجعلني اكافح النوم قبل الحرب المهبوشة باعوام وانا في شقتنا الصغيرة في الخرطوم ما كان يحدث في بلاد اليانكي حيث الانظار مشدودة إلى شاشات التلفاز في انتظار ما تفرزه صناديق الاقتر اع في الولايات المتحدة الأمريكية .. كنت انتظر ربما اكثر من العديد من الامريكيين أنفسهم ظهور النتيجة علها تبشرنا بذهاب ترمب الجمهوري وفوز بايدن الديمقراطي ظنا مني بأن خلاص البشرية في الخلاص من ترمب
.. وقد ذهب ترمب وجاء بايدن الذي اثبتت الايام انه فيما يخص العالم اجمع وغزة على وجه الخصوص لا يختلف كثيرا عن سلفه الذي عاد يبرطع بعد اربع سوات اخرى ليواصل سياسته القديمة الجديدة بكل صلفها وجبروتها كما تحكي مشاهد اجتثاث أمة باكملها تحت أنظار العالم اجمع وهذا الصمت المريب .
واذا كان فلويد قد هتف بجلاده «لا استطيع ان اتنفس» فصغار غزة ما زالوا يصرخون « لا نستطيع أن نعيش.».
الازمات الأمريكية مثل الأفلام الامريكية فعبارة واحدة قد تجعلك كالمفتون بها حيث ترسخ في ذهنك على نحو غريب و منها عبارة « ناس عاديين جدا» وقائلها احد أبطال الفيلم عن السياسيين الذين لهم علاقة بألأحداث. بالطبع مثل كثير من المتفرجين نظل ننظر لمحركي الاحداث في بلدهم وبلدان الآخرين بأنهم ناس غير عاديين ويمكنهم إحداث الفارق في مسرح السياسة الدولية وليس ثمة داع للخوف منهم. ولكن..
عبارة أخرى لها رنين في الأزمة الحالية هي عندما وصف حاكم كلفورنيا الرئيس بأنه صاحب «خيال مضطرب». أما العبارة التي ستظل لها صدى ما قاله مواطن امر يكي « امشاهد التي تنقلها الاخبار تجعلنا نظن اننا في بلد من العالم الثالث. «.
اما اكثر العبارات إثارة للاهتمام هي وصف المتسببين بالأزمة بالمهاجرين والحقيقة التي لا يطمسها التاريخ ان من يمكن وصفهم بغير المهاجرين واسياد البلد هم الهنود الحمر. ولا شنو؟
[ ] صعب استيعاب ما يحدث ما وراء البحار حيث تمثال الحرية وأرض الفرص وصعب معالجة فارق الوقت لتنعم بنومك الهنيء الذي ذهبت به أيضا «الحرب المنسية « وربما يمكنك فقط استعادة بعض الهدوء ان اكتفيت بترديد « يا ليل ابقالي شاهد على نار حيرتي وجنوني» وعذرا شاعرنا المجيد ابو صلاح ان تصرفنا قليلا فالحيرة كالمعتاد تفعل بنا الأفاعيل.