كهرباء الحصاحيصا .. المعاناة في شكل وطعم .. مختلفين!
تقرير - وليد العشي
أحياء بالمدينة تناشد إدارة الكهرباء .. العدل بين المواطنين وبالسعي الجاد لمعالجة المشكلات
الحصاحيصا هذه المدينة الحالمة التي تتمدد بسخاء وعطاء الام لأبنائها على ضفاف النيل الازرق .. والتي عرفت على مر الأزمان بتكاتف وتعاضد أبنائها في جميع المحن .. فهي تحمل طابع القرية الكبيرة في قوة ومتانة نسيجها الاجتماعي .. كما تملك كل مقومات المدن الكبرى والحضارية من مؤسسات ومقومات الصناعة والاقتصاد والزراعة والتعليم .. وتنوع مصادر الدخل فيها .. وإنسانها الحضاري. هذه المدينة التي شهدت وعرفت باستقرار الكهرباء لفترات طويلة وخلال عدد من الانظمة والحكومات .. الشئ الذي جعلها تحت نيران الحسد والغيرة والاستهداف في أحيان أخرى ..
تلك البقعة الطاهرة من الوطن الحبيب المدينة تشهد وتعاني مشاكل كبيرة في الكهرباء .. ما بين الخط الأول الذي يحظى بمكانة خاصة ومميزة لدى إدارة الكهرباء باستقرار التيار بخاصية الخط الساخن الذي يضم عدد من المناطق الحيوية مثل المستشفيات والسوق .. وعدد من الأحياء التي يقطنها مسؤولون ومتنفذون – بحسب ما أفاد به مواطنون – الأمر الذي جعل من الواقعين ضمن مساحة الخط الثاني يشعرون بالظلم والغبن في ظلم انعدام شبه كامل في التيار الكهربائي.. في هذه الاحياء لفترات طويلة وعصيبة.
علماً بأن هذا الخط تتوفر به أيضاً عدة مستشفيات ومراكز خدمية مهمة..
إدارة الكهرباء بالحصاحيصا من جانبها أوضحت على لسان بعض مسووليها وفي مناسبات مختلفة (البعض هاتفه مغلق!، والآخر أكد المعلومات المتوافرة وطلب عدم ذكر اسمه) .. أكدوا أن الأسباب تتلخص في عدم توفر الإمداد الكافي لتغذية هذه الأحياء، إضافة إلى زيادة الأحمال في هذا الخط تتمثل في : كمية كبيرة من الطواحين في أحد الأحياء، ووجود عدد كبير من المخالفات (الجبادات) او الكباري ..
صحيفة «فويس» استطلعت المواطنين، الذين ابدى كثير منهم احترام وتقدير العمل الكبير الذي يقوم به العاملون بالكهرباء رفقة المتطوعين من أبناء الأحياء في خدمة المواطن، كما ثمن بعضهم جهود المسؤولين في الولاية بالاستجابة لمعظم متطلبات المدينة، آملين زيادة حصة المحلية والمدينة من التيار والإمداد، ولكنهم بدورهم حصروا المشكلة في إدارة الكهرباء بالحصاحيصا .. والتوزيع الظالم.. واتهموها بعدم الاهتمام بالمواطن البسيط في مقابل المتنفذين والمسؤولين في أحياء أخرى.. وذلك يتضح بعدم السعي الجاد لحل هذه المشاكل، وان الاعذار المطروحة بضعف الإمداد وزيادة الأحمال غير كافية وغير منطقية، فالمشكلة الحقيقية تتمثل في الظلم وعدم الإنصاف في توزيع ما هو متوفر من الإمداد، وإن وجدت مشكلات فنية أخرى فمعالجتها تقع على عاتق إدارة الكهرباء وليس المواطنين..
وحتى نتعرف أكثر على الحقيقة كان لابد لنا من الوقوف على ارض الواقع مع شركة الكهرباء وقياس نبض الشارع لمعرفة ما يعتمل في النفوس من احساس مرارة الظلم لدى الكثير من المواطنين ومنهم الاطفال والنساء والشيوخ واصحاب المرض والظروف الخاصة اضافة الى الذين تعطلت اعمالهم وفسدت ادويتهم وضاعت صحتهم .. آملين أن نسلط الضوء على الواقع الذي يعيشه إنسان الحصاحيصا والإسهام في وجود خارطة طريق لحل المشكلة من جذورها ..
مجدي الجيلي
) حداد (
نحس كثيراً بالظلم من ادارة الكهرباء ونرى الظلم الواضح وعدم العدل في توزيع التيار الكهربائى .. خاصة واننا نعتمد عليها في عملنا ورزق اولادنا في ظروف صعبة وقاسية يعلمها الجميع .. وربما يكون هنالك حمولة في بعض المناطق ولابد من معالجتها من الجهات الفنية والادارية بالكهرباء في اسرع فرصة ممكنة .. نتمنى تقدير ظروفنا ونحلم بتيار كهربائي مستقر.
محمد خير قسم كوري
(عامل سابق بالكهرباء(
اعتقد وجود الحمولة في بعض الاحياء سببها ادارة الكهرباء في الفترات السابقة لانها عملت بدون تخطيط وترتيب يتفق مع كمية الكهرباء .. اضافة الى ان تحويل عدد من الاحياء من الحصاحيصا واحد الى الحصاحيصا اتنين ساهم بشكل كبير في هذا المشكلة وعلى ادارة الكهرباء والمهندسين والمختصين مراجعة هذه الاخطاء والعمل الجاد لرفع الظلم عن الحصاحيصا اتنين وتوزيع الكهرباء بالعدالة التي يتمناها الجميع.
إبراهيم الماجدي
)موظف سابق بالكهرباء(
الحمولة الزائدة ربما تسببت في هذه المشكلة .. ولكن يجب مراجعة تلك الاخطاء والعمل على معالجتها ومراقبة التجاوزات وحسمها وتوزيع الكهرباء بالعدالة المطلوبة والاستماع الى معاناة الاطفال وكبار السن واصحاب الامراض المزمنة ورفع الظلم عن الحصاحيصا اتنين.
سمؤال علي
)أعمال حرة(
حتى الآن لم نستطع ان نفهم السر في اختيار أحياء بعينها وضمها للخط الساخن لتتمتع بالكهرباء طوال اليوم بدلاً من توزيع هذه الساعات على الجميع بعدل وانصاف .. فنحن لا نرى الكهرباء إلا ساعة ونصف او ساعتين وفي بعض الأحيان نكون نيام والموية تحتاج كهرباء والاكل والادوية وكل شيء، إضافة إلى معاناة الاطفال وكبار السن والمرضى، نريد ان نفهم هل المسؤولين واصحاب المناصب اهم من المواطن العادي!
ولماذا لا يكون في برمجة كما يحدث في المدن الاخرى، وتفصل المناطق الحيوية لوحدها، والمهندس في كل مرة يدينا عذر مختلف وغير مقنع لانه معروف كل الاحياء متشابهة في كل شيء.. وإذا كان في مشكلة اعمدة او ضغط عالي دي مشكلة الشركة تعمل على حلها، بدلاً من ان يطلبوا مننا معالجتها او انتظار زيادة التيار والله اعلم متى سيأتي اليوم الذي تتوفر فيه الكهرباء لتكفي الجميع.. كل ما نريده هو برمجة عادلة بين المواطنين.
نهى عبد الله
(ربة منزل(
نحن الفئة الاكثر تضررا من انقطاع التيار الكهربائي في ظل الظروف الاقتصادية وعدم عمل الثلاجات لحفظ بقية الطعام .. وعلى الرغم من احساسنا بالظلم من إدارة الكهرباء الا أننا راضيين عن اداء وجهد العاملين بالكهرباء في ظروف قاسية وصعبة .. ونتمنى من ادارة الكهرباء توفير التيار اثناء عطلة العيد وبذل مزيد من الجهد والمتابعة لحل المشكلة ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين ..
معز سليمان بابوري
(ورشة حدادة(
أعمالنا ورزق اولادنا توقف بسبب الكهرباء، خاصة وان الورش لا تعمل إلا في حالة وجود التيار الكهربائي وأتمنى ان يكون هنالك عدالة في التوزيع وأناشد إدارة الكهرباء مراعاة ظروف الحياة القاسية .. وأعتقد أن خطوة فصل (الكباري) في المنطقة الصناعية سوف يساعد على استقرار التيار الكهربائي ..
محمد أحمد عبد الله
)موظف سابق(
الحقيقة .. العاملون في الكهرباء عبر الفترات المختلفة، ظلوا دوماً هم الأقرب للناس، وتفهم معاناتهم لأنهم جزء من هذا المجتمع المتميز والمتكاتف، ولكن هذا الظلم من جانب الإدارة لا يجب أن يستمر أكثر من ذلك لآثاره السالبة على هذا النسيج، وعلى إدارة الكهرباء والمهندسين المسؤولين الانتباه لخطورة هذا الأمر، ومعالجته فوراً، أما دورنا نحن وبشكل عام، كمتطوعين لخدمة الناس، من واجبنا ان نسعى مع جميع المؤسسات لإيجاد الحلول، وفي ذات الوقت نراقب ونرصد ونوثق الآثار والخسائر .. نتيجة سياسات المحاباة والظلم، ومن حقنا ان نتحرك أيضاً في كل الاتجاهات المتاحة قانونيا لرفع الظلم والمطالبة بحقوق المواطنين.
جلال ابراهيم
(صاحب بقالة)
نحن اصحاب البقالات نعمل في ظروف صعبة جداً، خاصة وان السلعة الاساسية لاي بقالة هي اللبن وحرام والله هذا الظلم .. نموت من الحر وغيرنا يستمتع بالكهرباء لساعات طويلة .. يجب على ادارة الكهرباء حل المشكلة بمزيد من المتابعة والاهتمام ..
جمال شريف
(صاحب ملحمة(
مبيعات اللحوم وعمليات الشراء تاثرت كثيرا نسبة لعدم عمل التلاجات وأناشد ادارة الكهرباء بسرعة الحل وعدالة التوزيع .. مع ضرورة النظرة الثاقبة الى طبيعة المشكلة وسرعة الحل .. فعلى الرغم من ايماننا باهمية المنشات الحيوية مثل الاسواق والمستشفيات … لكن هذا لا يمنع وجود العدل والمساواة بين المواطنين ..
توضيح من إدارة شركة الكهرباء بالحصاحيصا
من جانبهم قال مسؤولون وعاملون في شركة الكهرباء (طلبوا عدم ذكر الأسماء) إن المشكلة تتلخص بالاساس في ضعف التوليد والمتاح من التوليد ضـئيل جدا مقارنة بالمطلوب. وأضافوا: توجد خطوط استرتيجية بكل المناطق تغذي المستشفيات والعيادا ت ومؤسسات الدولة كان لابد من اعطاءها اولوية في تغذية الكهرباء بقدر الامكان .. وهذا الأمر معمول به في كل المدن.. في السابق كان لدينا خطين ومعكوسة البرمجة لهم والآن لظروف البرمجة وضعف التوليد لايمكن تحقيق ذلك .. ويرى من تحدثنا إليهم أن الحل هو انتظار زيادة التوليد..
كما أكدوا أنه لايوجد فرق بين الخطوط فقط لأن الخط الأول يغذي سنتر المدينة وهناك أحياء دخلت عرضاً لهذا الخط .. وهو ايضا غير مستقر.
وحول الاتهامات بالمحاباة والظلم وعدم العدل الواقع على الأحياء بالخط ٢، والحلول المقترحة لمعالجة مشكلات التوزيع، وتحقيق مزيد من المساواة بين المواطنين قال المسؤول : نحن نحس بمعاناة المواطن ونسعى للحل، فيما رفض البعض التعليق على بقية الاتهامات بحجة أنهم ممنوعون من الحديث من إدارة الشركة.. فيما اغلق البعض هواتفهم.
شارك التقرير
