حسن عبدالرضي

حسن عبدالرضي الشيخ

كاتب صحفي

• مع إشراقة شمس عيد الأضحى المبارك، تهفو القلوب نحو السلام، وتتطلع الأرواح إلى مستقبل يعمّه الأمن والخير. ففي هذا العيد، ورغم الجراح التي أنهكت الجسد السوداني، نتشبث بالأمل كما يتشبث الغريق بطوق النجاة. 

فكنا نرجوه عيداً لا تُسمع فيه أصوات البنادق، بل تتردد فيه تكبيرات العيد من كل المساجد والبيوت، معلنة بداية صفحة جديدة من الوئام والمحبة.

كم هو جميل أن نحلم، بل أن نؤمن، بأن السودان سيعود كما عهدناه: وطناً شامخاً بأهله، غنيّاً بخيراته، متسامحاً بطبعه، آمناً في كل شبر من ترابه. 

كما نرجو أن يعود كل سوداني اضطر للرحيل، من المهاجر البعيدة، ومن أماكن النزوح، ومن معسكرات اللجوء، ليجد الوطن في استقباله، فاتحاً ذراعيه، مداوياً لجراحه.

دعاؤنا في هذا العيد أن يسود السلام ربوع البلاد، وأن تمتد يد العون لإعمار ما دمرته الحرب، لا فقط بإعادة ما كان، بل ببناء وطن يليق بعزيمة هذا الشعب العظيم. 

نحلم بنهضة تنموية شاملة، تحوّل هذا الركام إلى عمران، وهذا الرماد إلى خُضرة، وهذه الأحزان إلى طاقة نور وبناء.

نتوق إلى سودان تتحول فيه المدن المدمرة إلى مدن ذكية، والمناطق المهجورة إلى جنات خضر، والمستشفيات المنهارة إلى صروح طبية متقدمة، والمدارس المحروقة إلى منارات علم تشعّ بالأمل. 

نحلم بوطن يصبح نموذجاً تحتذي به الأمم، ومصدر إلهام لشعوب العالم، وتحكى عنه قصص النهوض العظيمة.

في هذا العيد المبارك، نتضرع إلى الله أن يُبدّل هذا الضيق فرجاً، وهذا الشتات اجتماعاً، وهذه الدماء حياة، وأن يكتب لأهل السودان عيداً حقيقياً لا تحجبه الدموع، ولا يغيب فيه الأحباب، بل يمتلئ بالأمان، وتعلو فيه ضحكات الأطفال.

كل عام والسودان بخير…

كل عام وأهله في سلام وأمان.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *