ازدواجية المعايير في الوسط الفني بين الشاعر مهدي مصطفى والمطرب عبد السلام حمد

190
تاج الأصفياء

تاج الأصفياء عبدالمنعم

كاتب صحفي

• في الوسط الفني، لطالما كانت العلاقة بين الشاعر والمطرب علاقة تكاملية، تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، إلا أن بعض الوقائع التي تظهر بين الفينة والأخرى تضع علامات استفهام كبيرة حول معايير الالتزام والعدالة، خاصة فيما يخص الحقوق الفنية والأدبية.

من أبرز هذه الوقائع ما حدث مؤخراً بين الشاعر المعروف مهدي مصطفى والمطرب الشاب عبد السلام حمد ابن مدني المعطاءة. 

فبحسب مصادر فنية مطلعة، كان عبد السلام قد اتفق مع مهدي مصطفى على شراء مجموعة من الأغنيات التي صاغها الشاعر، وتم تسديد المقابل المالي بشكل كامل، إيماناً من المطرب الشاب بأهمية دعم الشعراء وتقدير جهودهم.

غير أن المفاجأة الصادمة كانت عندما اكتشف عبد السلام أن أغنية ما فرقت  التي بذل فيها جهداً كبيراً  في أدائها، واستمع إليها الجمهور بصوته مراراً وتكراراً عبر عدة قنوات فضائية، قد تم منحها لاحقاً للفنان محمد بشير، دون أي إشعار مسبق، أو اعتبار للحقوق الأدبية أو التعاقدية. وهو ما أثار موجة من الغضب والاستغراب وسط متابعي الشأن الفني، الذين وصفوا الأمر بأنه نوع من ازدواجية المعايير وعدم احترام للاتفاقات.

فهل أصبح بعض الشعراء يتعاملون مع الأغنية كسلعة متعددة البيع؟ وأين تقع حقوق الفنانين الشباب الذين يسعون لإثبات أنفسهم في بيئة تعج بالتحديات؟!

ما حدث مع عبد السلام حمد لا يعد فقط تجاوزاً قانونياً – إن ثبت – بل هو إخلال عميق بأخلاقيات المهنة، يفتح باب النقاش مجدداً حول ضرورة وجود آليات واضحة وموثقة لحفظ الحقوق الفنية، سواء عبر اتحادات فنية مسؤولة أو جهات رسمية ترعى مثل هذه التعاقدات.

إن الفنان الشاب، الذي يُحبط في  مشواره بسبب ممارسات كهذه قد يفقد الحماس، ويشعر بأن الساحة الفنية لا تنصف المبدعين، خصوصاً في ظل غياب منظومة رقابية تحمي الأعمال، وتلزم الأطراف بالشفافية.

ولعل ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو ثقافة مهنية راقية، تُعلي من قيمة الالتزام، وتحترم مجهود كل طرف في العملية الإبداعية، فالإبداع ليس مجرد كلمات أو لحن… بل هو منظومة من القيم والاحترام قبل أن يكون منتجاً فنياً يُتداول.

وفي الختام، تبقى قضية عبد السلام حمد تذكرة للجميع بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن احترام الكلمة يبدأ من احترام من كتبها ومن تغنى بها أولاً.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *