قراءات.. كتاب: (بابكر بدري الآخر)

126
بدري واحد

بقلم: كمال باشري

– تأليف ب. محمد المهدي بشري

إبتدر المؤلف تصدير هذا الكتاب في أنه يطمح إلي قراءات علمية لمذكرات بابكر بدري (1864-1954) التي نشرت في ثلاث مجلدات بعنوان (تاريخ حياتي : بابكر بدري) يلخصها هذا الكتاب لتعميم الفائدة و المعرفة بالمذكرات التي تعتبر من التوثيقات الامينه لتاريخ السودان الحديث و المعاصر.

عرف عن بابكر بدري موسوعية شخصيته الوطنية التي سخرها لخدمة فكره المتقدم و رؤيته الحصيفة لمباصرة و مهادنة المستعمر و الاستفادة من ذلك في وضع لبنات تأسيسية لمستقبل قائم علي العلم و الحرية و التقدم العملي كمشروع لنهضة السودان الحديث.. 

قاد بابكر بدري مشروعه في كل الميادين مهموما بتعليم المرأة بعزم صادق و فكر ثاقب و جد متواصل لفتح أبواب الارتقاء الي فضاءات الحضارة بالمعرفة و الاقبال عليها و تحفيز الالهام عبر الاجيال  و أصبح من اهم رموز الاستنارة و  رائد تعليم المرأة بلا منازع أمة لوحده و تظاهرة فكرية و ثورة ثقافية بمحتواه الذكي و الدبلوماسي حيث أنشأ   أول مدرسة لتعليم البنات بمدينة رفاعة سماها (الاحفاد) لبعد نظره في أن تستمر صرحا علميا للمستقبل يهتم بالاضافة الي التعليم بالموروث الشعبي و توثيق العديد من أجناس الفلكلور..

لم تكن حياة بابكر بدري مفروشة بالورود فقد تعرض لمصاعب جمة في سبيل إطلاق مبادراته الوطنية و ثبيت أركانها علي أرض الواقع و واجه العراقيل إلا إن إصراره القوي و الراسخ جعله يتحمل لتأتي مجهوداته أكلها بمدرسة الاحفاد و نقلها الي أم درمان لتكون النواة الاولي للجامعة التي عمل من بعده إبنه يوسف بدري و أحفاده بروفيسور قاسم بدري و د. آمنه بدري علي تطويرها و تكملة هيكلها لتقف صرحا عريقا شامخا يقدم التعليم للمرأة في كل مجال..

إنتقل بابكر بدري لرحمة مولاه العام ١٩٥٤ بعد أن خلد إسمه بأحرف من نور و قد غرس في قلبه حب الخير للناس فأزهرت له قلوب الناس حبا و وفاءا..

 

شارك القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *