البروف سعد يوسف عبيد يكتب لـ (فويس): النكبة (11)

91
الدعم السريع
Picture of بروفيسور: سعد يوسف عبيد

بروفيسور: سعد يوسف عبيد

الحلقة 11

• (استجواب) •

أقيف على طولك 

 وقفت فرفع سلاحه و فك تأمينه .. إقترب مني ودار حولي ثم  ألصق فوهة السلاح على مؤخرة رأسي و صاح :

اتحرك .. افتح الباب ده وادخل قدامي

فتحت الباب ودخلت .. فدخل خلفي وما تزال فوهة سلاحه ملتصقة بمؤخرة رأسي .. طفت به الغرف غرفة غرفة  فوجد الأثاثات و الكتب مكومة على الأرض بحيث يصعب المرور بينها فسألني :

العمل كدة منو ؟

جماعتكم

جماعتنا ؟ جماعتنا ديل منو؟

ما عارف لكن كل يوم بتجي مجموعة تنكت البيت وتشيل الدايرة تشيلو وتمشي 

شالو شنو ؟ سلاح ؟ 

ما في سلاح في البيت ده .. 

وما شالو ورق ؟ 

ما شالو ورق لكن شالو التلفونات واللابتوب والشاشات وال …

( مقاطعاً) خلاص .. أطلع قدامي 

خرجنا من المنزل ..و كان هذا هو الغازي الوحيد الذي يخرج من منزلنا دون أن يحمل معه شيئاَ من محتوياته .. بل هو الوحيد الذي لم يسألني عن السيارة المركونة داخل المنزل أو تلك التي بالخارج  فقد لاحظت خلال طوافه معي داخل الغرف أنه لم يكن يبحث عن الأشياء بل عن الأشخاص ..

  وفي الشارع التفت إلي فجأة وقال :

شوف يا زول .. في قناصين قاعدين يجوكم هنا

ما في زول بجينا هنا 

كدي بي صراحة كدة وريني .. الناس كلها مرقت إنت قاعد هنا تسوي شنو ؟

دا بيتي 

( منفلاً فجأة ) ما تقول لي دا بيتي 

إنت دايرني أقول ليك شنو ؟

أنا دايرك تعترف .. إنت و ولدك قاعدين هنا لحدي هسع ليه ؟

نمشي وين ؟

( صرخ بصوت عالٍ رافعاً كلتا يديه إلى السماء ) تمشو السما الأحمر .. بتعرف السما الأحمر ولا ما بتعرفو ؟

لم أجبه إن كنت أعرف السما الأحمر أم لا إذ وصل شخص آخر لا يرتدي سوى بنطال وفنيلة داخلية سوداء .. كان قوي البنية مربوع القامة مفتول العضلات ولا يحمل سلاحاً .. 

إقتلع فرعاً طويلاً من شجرة النيم وبدأ في تنظيفه من الأوراق وهو يقف باحترام أمام زميله .. كنت أتأمل وجهه الصارم القسمات عندما لفتني زميله إليه بقوله :

أحسن تعترف عشان ما نستعمل معاك القوة

أعترف بي شنو ؟ ( ثم بدأ صوتي يعلو ) قلت ليك ما في زول من برة الحلة دي بجي هنا ؟ وما عندي علاقة مع أي زول غير الناس القاعدين هنا .. و ما عندي تلفون ذاتو.و ما في …

(قاطعني صارخاً ) أسكت يا زول

و في هذه اللحظة رجع الآخر خطوة إلى الخلف ورفع الفرع عالياً مستعداً لضربي

و..نواصل

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *