وغادرنا الشهيد.. إلى حيث تشرق الشمس

103
نظرة يسار فريعابي

فريعابي محمد أحمد

كاتب صحفي

• عرفته منذ يفاعة الأصابع…

 استثناءً فى الأخوة…

استثناءً على براكين السجايا

فمنذ أن وطئت عيني على شخصه أول مرة…. 

لم أره يوماً يحمل (كوب) ضغينة لأحد…

ولم يحرك شفتيه مطلقاً (بملاعق) الحسد

لا يجادلك إلا في معروف….

 ويثابرك على (بر) الخيرات… حين تجثو خطاه على الحب…

أرصفته دوماً مرصعة بالمودة

وحشود كلماته… متعة للسامعين

أتعبني حياً… في وصفه…

فإن أنا مدحته فقد (رزأته)..

وإن جال لساني يوماً في فعاله…  فقد (بهته)

(أتعبني) حياً. و(حيرني) مغادراً

كان يحفظ خريطة الفردوس أكثر من كتاب الأرض 

فلم يك إلا (متوضئاً) قرب حياته.. 

فلم يمر يوماً على (نجاسات) الضمير

كأن حياته (زلل) من الفردوس

كانت حياته عبئاً على الليل…

صواماً… قواماً

فكلما أخفى بكاءه فى (الفجر)…

صعدت إليه على مصلاة (الضحى)

لم يكن جاراً للغبار… ومفردات السهو

حياته هو.. اختارها كما يريد

فقد احترم (القيامة) قبل أن يذهب إليها  مغسولاً من حقوق الغير

رتب أحلامه… دون وصايا… كأنها مكنسة من عبء الذنوب

كان كما الفراشة حينما تجد أمها عند فوهة الصباح

أحلامه… ضيقة على أبوابنا نحن أصدقاءه

فقد ارتفعت (همته) إلى بهو السماء

كان يصنع حكاية للوردة.. حين ينكسر شذاها  وتنام على تقشف ظلها

كان كـ(يمامة) لم تغيّر عشها الوضيء على (تبروقة) النداء الأول للسحر 

لذا فقد صار له ماضٍ وثير على (المحراب)

كان صديقي وحبيبي هذا….

يافطات توقظ (الهمم) ليكبح بها الزمن السريع على إشارات المرور

مرور (الهم)… على شوارع (الغم)

كان يضع إجابة بين يدي كل (علة)  تهفو إلى  (العافية)..

ماسحاً بابتسامته (البيضاء).. زمراً من آثام تسربلت  السقم

فقد نسي كأنه لم يكن شخصاً متفرداً..

شهيدنا:

(اتبع) رؤاه.. و(اتعب) خطاه

كان حراً في كنايته..

فقد شهد أنه حر حين ينسى الإساءة..

رتب خطواته وفق جدول (اليقين).. كأنه منسي في عشب الصيف..

كان يدبج فرحاً لطفلة.. تبرجت بحيائها..

عاش على ظاهر (الهداية). متسربلاً جلباباً من (التقوى)

أخذ صفاته وتحرر عن (الدنايا)

أعطته الخصال يدها.. فصار وردة كاملة (التعقيم)

غادرنا… مغسولاً على نعش (الشهادة)

مغموراً بدعاء للطيبين

مشمولاً… بأكف الضراعة

ومتكئاً على رفرف (خضر)… وعبقري حسان

لندعو له:

ألا… يا ساتر السر..

وكاشف العلل 

أن تغسله بماء الثلج…

 ونقاء البرد… 

وعافية الغفران

أن تضعه… حثيما تحب 

وكيفما… أردت للشهداء

فى ذرا الجنان…

 إلى برازخ من الحور العين

آمين.. آمين 

(إنا لله وإنا إليه راجعون).

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *