د. عبدالمنعم

د. عبدالمنعم سليمان الحسين

كاتب صحفي

• (يا ظالماً جارَ فيمن لا نصيرَ له

 إِلا المهين لا تغترَّ بالمهلِ 

غداً تموتُ ويقضي اللّه بينكما

 بحكمةِ الحق لا بالزيغِ والحيلِ.

 إِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهمْ

 واحذرْ من الدعواتِ في الأسحارِ) 

هؤلاء الأوباش قد فاقوا النازية بشاعة، وفاقوا الإسرائيليين خسة. 

الإسرائيليون رغم خستهم ونذالتهم وجرمهم، إلا أنهم كانوا يرسلون الحمم من على البعد ويرسلون المسيّرات، لكننا لم نرَ جندياً إسرائيلياً يقف على بعد قدم واحدة ويوجه سلاحه إلى رأس مريض في سريره الأبيض ويفجر رأسه غير عابئ بنظراته المتوسلة، ليس عطفاً منه، ولكنه يخشى ردة الفعل الإعلامية، ولكن هذا السفاح يتحداها. 

قولوا لي بربكم أي قسوة وبشاعة هذه، فالكلاب الضالة المصابة بالسعار لا تؤذي هكذا. 

هل يعقل أن تجري إعدامات ميدانية في الفاشر من منزل لمنزل ليقتل الرضع في صدور أمهاتهم وهم يمتصون حلمات أثداء جفّ فيها الحليب من التجويع، فيفجرون رأس الرضيع، ويبقرون بطن أمه حتى لا يكون هنالك جنين، عند ميلاده يبصق على وجوههم الكالحة هذه، حتى الشيوخ ومسابحهم في أيديهم لم يسلموا من الذبح دون ذنب جنوه. 

من أين أتى هؤلاء؟ هؤلاء لا ينتمون للبشرية بأية صلة، لا بل حتى عالم الحيوان يتبرأ منهم، فالكثير من الكلاب تحرس الصغار مع جرائها، ولا تغدر بمن ربوها في ديارهم.

في يوم واحد أزهقوا  ما يفوق الألفي روح طاهرة. 

وفي اليوم التالي في المستشفى السعودي، أعدموا المرضى في أسرّتهم وبنفس القسوة سلبوا أرواح ذويهم.

هذه المجازر كانت تنتهي بالاستشهاد ولا يوجد جرحى، لأن القتل دوماً من مسافات قريبة، وجلّه موجه  للرؤوس. 

هؤلاء مكان قلوبهم زرعت صخور صماء، ومكان عقولهم نبتت أحذية قديمة.

جرائمهم هذه وثقوها بأنفسهم، وصوروها كأنهم يتحدون العدالة الدولية، التي تتخبأ تحت بطاطين الغفلة السميكة، كأنهم لا يرون ولا يسمعون. 

أين زعماء العالم من كل هذا العنف والإبادة الموثقة من القتلة أنفسهم، لماذا لم يُستدعَ مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة للاجتماع العاجل والتدخل، وتصنيف هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش كمليشيا إرهابية، وفرض العقوبات على قائدهم  حميدتي وبقية قوادهم الذين لقنوهم هذا السحر، ووقفوا يتفرجون عليهم وهم يزهقون الأرواح الطاهرة، وحمدتيهم هذا  يتبجح بالانتصار والقتل مثلما احتفل به قبل ذلك في الخرطوم والجزيرة وسنجة وجبل مويه والدندر، قبل أن يغادر هذه الأماكن صاغراً بعد ذلك.

اليوم رأيت هذا القاتل في قناة الجزيرة مباشر، يرسل الابتسامات، ويصرح بأن الاستيلاء على الفاشر صاحبته بعض التجاوزات سيتم التحقيق فيها. 

هل قتل ألفين من أهل الفاشر، وإعدام 460 مريضاً وذويهم في المستشفى السعودي، يعتبر تجاوزاً، وكيف تكون المجازر أيها المعتوه إن كان ذلك تجاوزاً. 

ألم ترَ كلبك المسعور أبو لولو يعدم مدنيين أبرياء لم يرتكبوا جرماً، غير أنهم لا يروقون له، ويصور جرمه متباهياً به. 

ألم ترَ أيها المعتوه كلابك المسعورة وهم يصمون آذانهم عن توسلات أم تحتضن ابنها في صدرها، ليفرغوا رصاص حقدهم في صدر الأم والابن  ليرتقيا سوياً إلى السماء شهيدين.

يا ضمير العالم إلى متى وأنت في هذا السبات العميق، مع هذه المجازر التي أفزعت حتى العصافير في أشجار النيم وقد كانت آمنة قبل ذلك.

اللهم هؤلاء الأوباش قد طغوا وتجبروا، وفسدوا وأفسدوا.

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. 

اللهم مزق أجسادهم وشل أطرافهم، اللهم شق عليهم وأنزل عليهم العذاب ألواناً حتى يطلبوا الموت ليرتاحوا فلا يجدوه. 

اللهم أقطع نسلهم، وبدد شملهم، ووجه رصاصهم نحو نحور بعضهم. 

ثقوا أيها الأوباش إن غابت عدالة الدنيا، فعدالة السماء حاضرة. 

من يناصر هؤلاء الأوباش عليه أن يراجع سلامة عقله. 

اللهم تقبل أهل الفاشر شهداء، واجمعهم جميعاً في جنة عرضها السموات والأرض، وطهر البلاد من هؤلاء الأنذال.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *