أحمد محيي الدين

بقلم: أحمد محيي الدين

• رغم ما تواجهه البلاد من التمرد والخيانة الواسعة بدعم من بعض الدول، إلا أن السواد الأعظم من أهل السودان هم من يحملون هم الوطن، وهناك أيضاً من ليس لهم كرامة، بل كانو عاراً على أنفسهم. فهناك من شارك مع التمرد، وهناك من دعمه بكل وسائل التعاون. 

ولن ننسى وقفة الرجال الذين ي صمدوا خلف جيشنا السوداني من كل القوات المساندة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. هم رجال أعظم من أن تصفهم الكلمات والألسن، فقد كنتم بحق ولا نزكي على الله أحداً ممن قال فيهم سبحانه (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ). وتمثلتم سنة نبي الله موسى عليه السلام، لما قال الناس إنا لمدركون فقلتم كلا (إن معي ربي سيهدين). واقتفيتم خطى نبيكم والصديق في الغار، (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته وأيدهم بجنود لم تروها). وجلى الله سبحانه بكم للعالمين بشرى نبيه الكريم «لا تزال فئة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا من أصابهم من لأواء»؛ فتحية لكم يـأهلنا أيها الصابرون المحتسبون، يـا من نهضتم نهضة المعتصم دفاعاً عن أرضكم وعرضكم ودينكم.

إن الكلمات تعجز أن تصفكم، جزاكم الله عنا خير الجزاء إخوتي، فقد وفقنا الله إلى الجهاد، ولكن لم نوفق في نيل الشهادة في سبيله.. لكننا ندعو دائماً الله تعالى  لنيلها؛ فهي من اصطفاء الله تعالى. نسأل الله أن يجعلنا من الشهداء، لديّ الكثير من إخوتي الذين نالوا الشهادة فقد ربحوا حقاً، فهم حقاً كانوا رمزاً للإيمان والثبات والعزيمة، يقاتلون من أجل الدين، ومن أجل العرض، وهدفهم الأسمى نيل الشهادة فمنهم من نالها ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلاً. 

مر السودان وشعبه بفترة عصيبة جداً من حصار وضيق،    وبفضل الله تعالى استطعنا استرداد الكثير من مناطق حبيبنا الغالي سودان العزة والكرامة، ولكن لا ينسينا هذا النصر أن لنا إخوة في غرب البلاد فاشر السلطان رمز الثبات والقوة. حيث يعاني أهلنا في الفاشر من حصار فظيع يدفعنا للتحرك، ولن تنتهِي المعركة فإذا لم يتحرر كل شبر من وطننا من هؤلاء المعتدين، ولا بدّ لنا من التحرك والعمل الجاد.. للجيش دوره وخططه والاستراتيجية التي يدرسها لفك الحصار عن أهلنا ورد الأراضي إلى اصحابها، ولا يحق لنا الحديث في الذي يفعله الجيش، فهو مؤسسة وطنية عسكرية، أنشئت  لحماية كل شبر من الوطن، وأقسمت على خدمة الشعب بصدق وأمانة،  وحبهم للوطن كفيل بدفع أرواحهم فداء لهذا الوطن.. 

إن حق المسلم على المسلم في الحرب هو المناصرة والنصرة وعدم الخذلان في أي وقت، سواء كان مظلوماً أو ظالماً.. إذا كان مظلوماً أنصره بالدفاع عنه، وإذا كان ظالماً أنصره بمنعه عن الظلم، فعلى الجميع من له قلب نصرة الموجودين في فاشر السلطان فاشر الصمود فاشر الثبات والكرامة، أرسلوا إليهم المساعدات،  ودعم التكايا هناك، فقد قل الدعم وتوقف منها الكثير، ساعدوهم ولو  بالقليل، فكلها في سبيل الله وفقكم الله وأعانكم على فعل الخير، ولا تنسوا أن تدعو لهم بالصبر والثبات والنصر.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *