وداعاً صاحب بيضة النعامة

60
رؤوف مسعد
Picture of سلمى الشيخ سلامة - أمريكا

سلمى الشيخ سلامة - أمريكا

• رووف مسعد بسطا .. السودانى المولود فى مدينة مدنى لأب قس فى كنيسة فى تلك المدينة عام 1937.

درس فى مدارس البعثة المصرية وسافر للقاهرة للدراسة فى جامعة القاهرة الأم. 

تخرج فيها وسعى للوظيفة وكان من نصيبه ان اشتغل فى السد العالى وظيفة حكومية هناك تعرف الى صديق عمره صنع الله ابراهيم واستمرت تلك الصداقة لعقود طويلة. 

لكن بين تلك العقود نشبت خلافات سرعان ما خفتت بسبب الحميمية وكان من اسبابها زيارته لفلسطين التى كانت عبر بعثة تلفزيونية من تلفزيون هولندا باعتباره هولنديا لكن صنع الله رأى فيها خيانة وتلاسنا كثيرا لكن هدات تلك الملاسنات لسبب أنهما اكثر من اصدقاء. 

فى العام 1994 كانت أول مرة ألتقي برؤوف فى معرض الكتاب فى القاهرة كان قد حضر للمعرض خصيصا. 

كنت حينها قد قرأت روايته بيضة النعامة التى كانت رواية وسيرة ذاتية لرؤوف. 

أعجبتنى وكان لدى بعض الملاحظات وحين أوضحتها له رد أنه يكتب من الذاكرة عن طفولته وصباه الباكر.

صرنا بعد ذلك اللقاء أكثر من أصدقاء حتى أنه سعى معى للهجرة إلى هولندا وذهبنا معا  إلى السفارة الهولندية لكنهم رفضوا منحى التاشيرة إلا أن هذا لم يقف فى وجه صداقتنا التى إمتدت لتدخل حيز الأسرة فكان كلما عاد القاهرة جاءنى محملا بالهدايا والمحبة.

من أطرف ماحدث مع رؤوف أنه فى مرة وكانت والدتى معى فى القاهرة أن إتصل بتلفون البيت فردت أمى فقال لها إيه يابت ياكافرة !تعجبت أمى وإستدرك هو آسف ياحجة قصدى سلمى وضحكنا من تلك المحادثة بعد ذلك تعددت زياراته لبيتى وأسرتى وحين إلتقى عزة إبنتى سالنى بضحكة طويلة : إلا قوليلى ياسلمى دى ولادة ولا استنساخ حيث كان يرى أن عزة تشبهنى حد التطابق

عرفنى رؤوف إلى كثير من الأصدقاء الحميمين لدنه منهم أستاذ محمد عودة الذى كان مرتبطا به بحميمية رغم أنه لم يكن ناصريا 

فى دورة لمؤتمر الرواية العربية إلتقينا بوزير الثقافة يومها والمشرف على الموءتمر دكتور جابر عصفور ويومها ضحكنا كثيرا حين تم تقديم رووف للوزير على أنه كاتب رواية بيضة الديك فسألنى لحظتها دا إسم جديد لروايتى وأنا ماعرفش؟

رؤوف مسعد كان يطلعنى على مايكتب ونعكف على تصحيح بعضه منها دموع التماسيح وكان سخيا معى بالمقابل

حكى لى مرة أن صديقة له كانت تعلمت اللغة العربية فى مصر لكنه اشار اليها أن تذهب للسودان وسألنى يومها عن شخص أثق به فأشرت للصديق احمد الطيب عبدالمكرم الذى كان قد عاد للسودان وهناك التقيا وتزوجا حتى رحيل الصديق احمد الطيب

وهذه بعض من لمسات الذاكرة التي عبرت وانا اراود بعض دموع الذكرى فى رحيل صديق مبدع انسان ..

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *