الناجي صالح

الناجي حسن صالح

رئيس التحرير

• وصلني عدد هائل من الرسائل المكتوبة والصوتية، رداً على مقالي الأسبوع الماضي على هذه المساحة، من بعض أعضاء رابطة أبناء واد مدني بمصر (محجوبة الأسماء).

جلّ الرسائل كان عبارة عن إساءات شخصية بالغة، لم يتطرق فيها المتدافعون لأصل القضية، ولا التفكير في مغزى ما كتبت، ولا المبتغى فيما سطرت، بقدر سخائهم في كيل السباب وإبانة معادنهم الصدئة. رغم أن انتقادي يصب في مصلحة المستفيدين من الرابطة. والمضحك غير المبكي أن أحدهم اتهمني بأنني قلم مأجور، دون أن يفصح لنا عن الثري دافع الأجر.

إلا أنني تخيّرت من وسط هذا الركام والنطف، معدناً نفيساً صات لمعانه، ليلفت نظري تألقاً، وهو يمثل، في نظري، ويؤسس لأدب إدارة التخالف، دون السقوط في نتانة الطرح وزناخته.

علي النعيم (أبوهالة)، لم يترك لي مجالاً غير أن أتلطف بنسائمه، فتركت رسالته هكذا تنساب ها هنا لتحكي عن أدبه وحسن تنشئته…

أصاب ناجي وأخطأت أنا

الأخ الحبيب والصديق والصحافي الجهير وشهير الاستاذ/ ناجي محمد صالح كابتن النادي الأهلي وود (114) وإبن من أبناء مدني البررة والكرام والعظام أهل النظام. أستاذنا ناجي صحافي عالمي يكتب في كبريات الصحف العالمية التي تصدر في بلاد تموت من البرد حيتانها، وصحافة هناك وآراء هناك وحريات هناك تختلف في ما بيننا وبينها كفوارق التوقيت وإختلاف الليل والنهار.

طالعت مقالين للرجل تحدث فيهما منتقداً رابطة أبناء ودمدني بمصر وموجهاً بعض اللوم وكثير من العتاب لأنشطة الرابطة. هنا أصاب استاذ ناجي وهذا حقه كصحافي أن يكتب ما يرى ويسمع ويحس، دون أن نمثل عليه أي أسلوب ضغط او توجيه أو نلومه على ما قال، ومعها رديفاً يأتي تقصيري أنا وغيري في إبانة الأمر للأستاذ/ناجي بحديث لين ومقبول ومفهوم نشرح فيه ما وجدناه من الإخوة بالرابطة ومكتبها التنفيذي عند وصولنا لأرض مصر مشردين مهجرين لاجئين مقهورين نسأل كل وقت صلاة عن (إتجاه القبلة). فلو علم (كابتن ناجي) الظروف التي أتت فيها 1750 (ألف وسبعمائة وخمسون) أسرة من مدني بمعدل او متوسط خمسة اشخاص للأسرة الواحدة كلها حضرت بملابس البيت وغيار الاطفال، حتى رجال اعمالها وتجارها وذوي المال فيهم خرجوا كما ولدتهم أمهم، بل بعضهم تعرض للضرب للافصاح عن شفرة (رقم بنكك) لافراغ حسابه من الهاتف بل بعضنا مات في الطريق حسرة وندامة وقهراً، جل هذا العدد كانت الرابطة تستقبله وتمتص صدمة أهوال التهريب ووعثاء السفر، وتبدأ معه مرحلة الإعداد النفسي في رحلة البحث عن مأوى ومأكل ومشرب ومدرسة وعلاج. ومن هم أعضاء المكتب التنفيذي أخي كابتن ناجي؟ عشرة من أبناء مدني الأوفياء الاتقياء الانقياء الاصفياء، كلفوا انفسهم وانبروا لخدمة هذا العدد الهائل من أبناء وأسر مدني بمصر. هنا دعني أحدثك عن مصروفات كل شخص منهم على حركته وهاتفه ناهيك عن مساهماته الشخصية في رابطة لا دخل لها ولا معين سوى (بنك الله كريم). والله والله والله وأنا لست عضواً في المكتب التنفيذي شاهدت حضوراً كيف تجمع مبالغ دفن الموتى واغالة عثرة مريض او محتاج عبر نداءات بالهاتف (الفاتح خضر عليه كذا ومحمد شيخ الدين عليه كذا وعمر موز عليه كذا وسعدابي عليه كذا عمر نقد عليه كذا وابوزيد عليه كذا والفاتح الدرنكي عليه كذا) حتى يكتمل المبلغ وهذا الأمر ربما يتكرر كل ثلاثة أو أربعة أيام، بعد أن أحسسنا بطول الطريق ولؤم الرفيق فتحنا باب للتبرعات جمعنا فيها 25.000 جنيه للوفيات علماً بأن المتوفى الواحد يكلف فوق العشر الف جنيه 10.000 وعدنا لذات النغمة القديمة في جمع المال بذات الأسلوب والشخصيات. تمددت الرابطة وخلقت علاقات مع عدة جهات فكانت كرتونة الدعم لعدد ألف أسرة وسبقها إكراميات شهر رمضان وعيد الفطر والأضحية التي تم توزيعها وكسوة وبطاطين الشتاء والله لو أنها لم تفعل سوى مشروع ستر الموتى بأسوان لكفاها عزة وشموخ وواجب.

أخي كابتن ناجي كل ذلك ولم نجد دعماً مباشراً إلا من أقلة من أبناء مدني وعذرناهم لعلمنا بظروف الجميع مع هذه الحرب اللائمة. أما الحفلات والمنتديات فو الله كانت بلسماً عالج ظروفنا النفسية ومسح الدمعة من صغار لم يسافر أغلبهم حتى (السوق الصغير) فإذ بالحرب تهجرهم تهريباً عبر الجبال والوديان والوحوش والرمال والشفتة وحر الهجير إلى مصر. كان احتفال مدينة بدر احتفالاً بالناجحين في شهادة الأساس لأسر صعب عليها التوفيق ما بين الإيجار والمأكل والعلاج والتعليم، ورغم ذلك أحرز أبناءنا نتائج مبهرة. وهل تصدق أن كل تلك اللمة والعرس البهي استقطعه أهل مدينة بدر من قوت ومصاريف أولادهم ليفرحوا الآخرين.

أخي كابتن ناجي توقعتك وأنت الجميل الوفي أن تشكرهم على تكريم سستر بتول وكابتن بهيج ونيس ومولانا عبدالمجيد والشاعر غنيم اليمني الذي أحب السودان أكثر من أهله والأستاذ بابكر صديق والفنان عبدالقادر سالم، تصدق كل الكلام ده بمساهمات من جيوب المكتب التنفيذي، وأصبحت المناطق تتبارى للتخفيف على أهل مدني فجاء منتدى فيصل ومنتدى الدقي واشتم رائحة طبخة للسفر للاسكندرية، كلها لأجل التخفيف النفسي على أهل مدني.

أخي الحبيب كابتن ناجي وأنت صحافي محترف في بلاد تقيّم الأشياء مهما كان حجمها، فاسألك بالله بكم تقيّم كل هذه المجهودات تثميناً وتقديراً. اخطأنا في أن كان لزاماً علينا كأعضاء مستفيدين من هذه الخدمات في أن نقدم لك المعلومات من غير غضب ولا زعل ولا قومة نفس فانت سلطة رابعة نحترمها ونبجلها، ولا لأحد يد عليك ليمليك ما تكتب، وأنت تعلم أني احترم الرأي الآخر كاحترامي لنفسي، ولا أعتب على أحد في مقال ولا في تحقيق استقصائي طالما أنا أملك حق أن أبين له وجهة نظري، وتمليكه المعلومات التي ربما تكون حجبت أو غابت عنه لبعد أو لظروف بعيداً عن الجهالة والقصد وسوء النية.

(علي الطلاق) كان اليمين مطلوقة زي زمان كان رسلت ليك تذكرة تجي تحضر معانا منتدى ونعزمك قعدة في بدر بفسيخ خطاب وأم فتفت أبو الرجال وعدس دكتورة سليمى وعود عمك العميد محمد عبدالمحسن وأنفاس زهر عصام محمد نور وعبق وجمال أمين عمر امين وحنين وروعة ياسر سيد خليفة، عشان نرجع ليك بكري عبد الغني و114 ونادي الأهلي وعمك بلة سليم وعلي النعيم.

محبك: ابوهالة – القاهرة

عضو ومنتفع من خدمات الرابطة بالقاهرة

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *