مهنة الفساد في الحصاحيصا (3)

40
ناجي الجندي

د. ناجي الجندي

كاتب صحفي

• هذا ما يليق بالمحلية والأجهزة الأمنية، هل تصدق أن تيم الوحدة الإدارية بمحلية الحصاحيصا ما زال إلى اليوم على رأس عمله!؟ رغم وجود مدير تنفيذي جديد تحدث عنه المواطنون بأنه رجل عمل جاد ورسمي وحقاني، وسمعنا بأنه رجل عمل لا رجل كلام، ولعله يحتاج بعض الوقت لعمل اللازم، فاللازم هو إراحة موظفي الوحدة الإدارية بإرجاعهم لمدينتهم مدني، على الأقل ليكونوا أقرب لأهلهم، لا إيجار عربية، لا بترول على حساب المحلية وعلى حساب مواطن الحصاحيصا، فالمحلية لم تُنشأ ليعيش أبناء مدني في ترفها، ويجني مواطن الحصاحيصا من بؤسها، المحلية التي تغذي مدني في كل شيء، يكفيها معاناة سرقة مدخلاتها المالية لترفد خزينة مدني، والزاد كان ما كفى ناس البيت يحرم على الجيران، خصوصٍا زاد الثروة، فالحصاحيصا تحتاج الكثير من التأهيل والعمل، ورغم عن ذلك يأخذون مالنا ودمنا، ويرسلون أبناءهم للكويت لمزيد من النهب والسلب والمنصرفات والفواتير الوهمية.

هل تصدق أن بالحصاحيصا جهازاً يمنع الاقتراب والتصوير ومعصوم أفراده عن السؤال، وأن شعارهم (لا تسأل وهم يسألون)!؟ وهل تعلم أن هذا الجهاز سيتعطل قريباً، لأن المجموعة التي تبحث عن حقيقة بإخفاء الحقائق لن تصل إلى حقائق، ولأن المجموعة التي تذكرنا بقانون النظام العام في العهد البائد، وقانون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الملغاة في السعودية قد كانت قوانين تحمي أفرادها أكثر مما تحمي أفراد المجتمع، هذا الجهاز يظن أفراده أنهم هم من يقولون كن فيكون، وأنهم هم من لا يُعلى عليهم، وهذا التكبر واحد من أسباب الحرب، وأن من أطلقوا الرصاصة الأولى، هم المتكبرون.

تم إلغاء بيوت الأشباح بعد الثورة، والآن نبني طوبة طوبة بيوتاِ جديدة أسوأ من بيوت الأشباح، المتعاون متهم يمكن أن تثبت براءته، فهو متهم يحكم عليه القانون المدني لا العسكري، القانون المدني لا قانون الفرد، قانون فيه نيابة وقاضٍ وحكم.

لماذا حين يتقلد الرجل منا منصبًا تنفيذيًا أو أمنيًا، يخيل له إنه رب العالمين؟ لماذا ننسى حتى رجولتنا، ونحس بأننا مسموح لنا عمل أي شيء؟ أي شيء. وحتى لو كان هذا المنصب جباية بدفتر ليس فيه ختم، ولا هو أورنيك 15 يتحصل من التجار أو من أصحاب الدرداقات حفنة جنيهات في نهار غائظ الحرارة.

نعلم ويعلمون أنهم يقومون بفعل منكر من الله ومن الإنسانية ومن الرجولة.

هذه الأفعال تشبه من كان بماضيه وصمة عار يخفيها خلف هذا التسلط والتجبر والتكبر وقهر الرجال، تشبه تمامًا من لم تربِّه أمه وأبوه، أو ربما لا يعرف من هو أبوه، تشبه الضائعين التائهين، تشبه رجلًا في ماضيه سوء أو فعل مشين لا يقدر على البوح به، يتحاشاه حتى في شريط الذكريات.

كل شيء عندنا يتم في الظلام، فالشفافية عندنا تعني الخوف، وتعني التواضع الذي لا يريده أحد منا، يخفون المناقصات والمزادات والعطاءات والإيجارات والبيوع. لم يأت رجل في محليتنا ليفهمنا كم دخل المحلية؟ وكم صرف المحلية؟ وكم ممتلكات المحلية؟ وكم الإيرادات؟ وكم المنصرفات، وأين تذهب؟ وكم تأخد الولاية ولماذا؟

المحلية لا تقل عن السلطات الأمنية التي تخفي الكثير المثير، فمما يخفوه بالأمس فقط (الخميس 24 يوليو 2025) قُتِلَ رجلُ يتبع لقوات درع السودان (جماعة كيكل) بطلق ناري، أطلقه عليه زميله أثناء أداء عملهما بمعبر تفتيش أبوعشر إثر خلاف نشب بينهما، وتم التحفظ على الجاني. وتم تحويل جثة المجني عليه لمشرحة مستشفى الحصاحيصا، ويُعتقَد أن المجني عليه يتبع للمقاومة الشعبية، هكذا نحرس جرائمنا، وذلك حتى نعيد تقسيم الأدوار وتوزيعها، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي لعمل مسرحية تليق بمسرح الجريم، وتعفي رؤساءهم من المسؤولية.

وهناك موضوع مقتل الهوساوي، التي قامت محاولات لطمس معالمه، لكن بعد حركة قوية من بعض المهتمين والحادبين على العدالة تم نقل القضية لواد مدني، بعد أن انكشف كل شيء، وأسقط في يد كل خائن، ربما بعض ممارسة المحظورات تفرضها ظروف البلد، ولكن نقول نعم نحن في حالة حرب لكنا لسنا في حالة كفر.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *