
ملكة الفاضل
كاتبة وروائية
• «اياك علي الخلاك ابوك دخري».. دخري للزمن والحاجة والحوبة وكلها كانت في مرمى البصر والخيال لشاعرة القصيدة ولكل من تغنى وتغنت بها في ازمنة مختلفة ولكن لو صادفت الشاعرة زمننا هذا فربما جادت قريحتها بكلمات أخرى تعبر بطريقة أخرى إن وجدت الفرصة لمناغاة وليدها ، فعلي الذي كانت امه في انتظاره ليكبر ويشيل حملها وجد نفسه يطوي السنين والمسافات ويمتطي الة الزمن ليشيل الحمل ويشيل شيلة ما ( شيلته) قبل ان يشيل شيلة نفسه وهو صغير وصبي وشاب.
وعلي الذي وجد نفسه في حومة حرب لاناقة له فيها ولا بعير وجد نفسه وهو يدعك عينيه وهو يقرأ عن الحرب في الاخبار ويسمع عنها من القنوات الفضا،ية فيهرع للاتصال باهله ليطمئن عليهم فلا يجد خبرا ولا مخبرا ثم يكتشف ان اهله قد نجوا من القذائف والدانات ولم ينجوا من بيداء الشتات، فيهرع إلى نجدتهم عبر بنكك وعبر أصدقاء او معارف يساعدوهم على الاستقرار ولو إلى حين. وعلي هذا تجده في قارات الدنيا السبع واي قارة قد تكون الثامنة يرسل ما يقدر عليه ويفعل ما عجزت عنه حكومة بلاده.
ولان الزمان غير، نرى علي الذي تغنت به امه فيما يشبه التنبؤ يتقاسم المسؤوليات مع اخته التي ضربت ابلها مثله في ارجاء الدياسبورا ومن هناك كونت معه حكومة طواريء حقيقية هي التي قامت بمهام الدولة من إيواء واسكان وعلاج وترحيل وكونوا معا هيئة غوث شملت خدماتها الأسرة والأصدقاء والجيران والحبان وكل من قذفت بهم الحرب في اتون الحاجة الملحة.
وما زالت حكومة علي واخوته وأخواته من قبيلة (الدياسبوراب) شايلة الشيلة والحرب تقترب من إكمال عامها الثاني ولولاها لسمع العالم انين المنظمات الرسمية وهي ترزح تحت ثقل افرازات الحرب واثقالها.
وبالطبع تنوعت مسءووليات علي وأخواته بعد أن تمددت الحرب من يوم يومين لشهر شهرين ثم سنة سنتين – لا قدر الله- فقد تغير الماوى من بيوت وحيشان الدويم وعطبرة وبورتسودان إلى جوبا واديس والقاهرة وشققها وبلكوناتها . اظنني لو التقيت بمن خطط لهذه الحرب الغريبة لسالتهم هل دار بخلد اي منهم ان سيناريو النزوح واللجوء الغريب كان يشمل هذا التنوع الأكثر غرابة؟ صحيح ان هذه قد تكون مالات اي حرب تقليدية ولكن هل هذه الحرب تقليدية؟ سؤال يبدو انتظار الإجابة عليه مثل عبثية الحرب وهو سياخذنا بعيدا عن مناغاة ام لرضيعهاقبل عقود من الزمان السن وفي خلدها ان تراه كبيرا على خطى والده زوجها الذي قتل قبل مولده فاسمت الطفل عليه ونظمت في مناغاته مرثية طويلة تجمع بين الحكي والوصف. بعيدا عما كان يفعله سيف ابو علي في غضاريف اعداثه وفي زمن لا تفرق فيه الدانات والمسيرات بين غضاريف الرجال والنساء والاطفال تأبى مناغاتها لصغيرها إلا أن تتردد عبر الاجيال مع الكابلي رحمة الله عليه
متين يا علي تكبر تشيل حملي
إياك علي الخلاك ابوك دخري
للجار والعشير الكان ابوك بدي
وللغني والفقير الكان ابوك حامي
شارك المقال