من الأزهر إلى الكويت.. رحلة علم وصداقة ووطن

46
المبشر عبدالله المبشر

أ. المبشر عبدالله المبشر

كاتب صحفي

• نزولاً عند رغبة صحيفة (فويس)، واستجابة لدعوتها للأسهام في رفد الصحيفة  بمقالات فى ضروب المعرفة المختلفة، بين الذكريات والانطباعات واللغويات والمحاولات الأدبية.

هأنذا أعالج بعض ذلك، فى إطلالة أسبوعية، لَعَلّي أنال اهتمام القارئ ورضاه، تحت عنوان (أشتات).

من الذكريات:

ويحلو الحديث هنا فى مهد الذكريات (القاهرة)، حيث كانت دراستنا في جامعة الأزهر -كلية الدراسات العربية، ثم جامعة عين شمس لدراسة الدبلوم العالي في التربية، مما أهلنا لاختيارنا مدرسين بدولة الكويت 1965م، بعد مقابلات شخصية أمام لجان فنية في  سفارة الكويت بالقاهرة، تتكون من الموجهين الفنيين برئاسة وكيل الوزارة.

ويشاء الله أن يكون العدد المختار من السودانيين كبيراً تنفيذاً لسياسة الوزارة، التي ترغب في الاستفادة من خبرة وسمعة المدرس السوداني في اليمن وليبيا والسعودية.

وهكذا وجدنا أنفسنا نمثّل أول دفعة كبيرة من المدرسين السودانيين، وكان علينا أن نكون قدر الثقة والرغبة.

وسكنا فى شقتين متجاورتين في  طابق واحد، مما أتاح لنا أن نتذاكر المعلومات، ونستبين طريقة الإعداد (التحضير)، ونبصّر بها الذين لم ينالوا دبلوم التربية مثلنا، ولهذا كان أداؤنا متميزاً، شهد به المسئولون في  الوزارة وفي إدارة المدارس من نظّار وموجهين، وهذا ما دفع الوزارة أن تطلب بعثة رسمية من وزارة التربية السودانية، وكان ذلك فتحاً في  العلاقات العلمية والثقافية، ومن ثَمّ العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين الدولتين، ويقف سكر كنانة شاهداً على ذلك، وتبعه الموقف العسكري في حماية الكويت، ثم إنشاء الكلية العسكرية والبعثة العسكرية كل سنتين. 

ثم يأتي الغزو العراقي فيصيب العلاقات في مقتل، وتحدث القطيعة نتيجة تشويه الموقف السوداني الذي سعت أطراف أن تصطاد في الماء العكر، وتفسره بأنه انحياز إلى جانب المعتدي.

وهكذا غشي العلاقات ما غشيها من الفتور والتجميد، حتى نشطت المساعي والوساطات أخيراً وعادت المياه إلى مجاريها رويداً رويداً، وتمثّل ذلك بقوة في إعانة السودان في ويلات الحرب التي أتت على الأخضر واليابس.

عزيزي القارئ، ألم ترَ كيف بدأت الذكريات وانسابت، ولم يكن معي من الأوراق والكتب والمذكرات ما أستعين به، واكتفيت بالذاكرة فحسب، وأرجو أن تكون قد أعانتني ولم تبخل عليَّ بما يجهد المقل.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *