سلطت د. سليمى إسحق، رئيسة مفوضية مكافحة العنف ضد المرأة الضوء بمنتدى أوسلو، على الإنتهاكات الجسيمة التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، ووصفتها بـ”غير المسبوقة”، مبينة أنها شملت أعمال نهب وقتل وإبادة جماعية، بالإضافة إلى الاختطاف والتهجير القسري، والعنف الجنسي الممنهج ضد النساء والأطفال، إلى جانب استهداف المرافق الخدمية وسرقة وبيع الممتلكات الأثرية.
وشاركت الدكتورة سليمى إسحق، رئيسة مفوضية مكافحة العنف ضد المرأة، في فعاليات النسخة السابعة عشرة من منتدى أوسلو للحريات (Oslo Freedom Forum)، الذي انطلقت أعماله يوم الاثنين بالعاصمة النرويجية أوسلو، بتنظيم من مؤسسة حقوق الإنسان (Human Rights Foundation)، وبمشاركة نخبة من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان من مختلف دول العالم، تحت شعار هذا العام: “تخيّل” (Imagine).
وأشارت سليمى إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب من قِبل المليشيا المتمردة، محملة المسؤولية للدعم الذي تتلقاه هذه القوات من الإمارات، والتي وصفتها بـ”دولة العدوان”، بالإضافة إلى دعم إقليمي آخر قالت إنه اصطف ضد أمن وسلامة السودان وشعبه.
ووجهت سليمى نداء مباشر إلى المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب السوداني وقضيته العادلة، مؤكدة أن السودانيين يستحقون السلام والحرية والعدالة، قائلة “النساء السودانيات لا يحتجن إلى الشفقة، بل إلى تعاطفكم وفهمكم الحقيقي، إنهنّ بحاجة إلى أن يُقدّرن، ويُفهَمن، وأن لا يُنسين.” وأضافت “أطلب منكم أن تقفوا معنا – ولو على بُعد خطوة واحدة فقط-“.
وأكدت سليمى أن مشاركتها في المنتدى جاءت رغم تحديات لوجستية كبيرة، شملت استهداف مطار بورتسودان، واضطرارها للعبور عبر ثلاث دول للوصول إلى أوسلو، مشددة على أن “نقل صوت السودان إلى العالم يستحق كل هذا العناء”. وقالت “أنا اليوم استيقظت على الهدوء، لكن هناك من يستيقظون كل يوم على أصوات الحرب. أطفالي أنفسهم ينامون الآن في منطقة حرب، كما هو حال آلاف السودانيين والسودانيات”.
واستعرضت سليمى الدور الريادي للنساء السودانيات في ثورة ديسمبر، مشيدة بتضحياتهن من أجل تحقيق قيم الحرية والعدالة والسلام.
وقد حظيت كلمتها بتفاعل واسع بين الحضور، حيث أعرب العديد من المشاركين عن دعمهم وتعاطفهم، كما أجرت عدداً من اللقاءات الإعلامية مع مؤسسات دولية، ما أتاح لها فرصة مهمة لعرض حقيقة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، والتي تعود في جوهرها إلى الانتهاكات الواسعة والممنهجة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، وداعميها بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، في مختلف مناطق البلاد.