مصطفى هاتريك

مصطفى عمر هاتريك

كاتب صحفي

 • في ثمانينيات القرن الماضي كتب المؤلف والسيناريست الشهير  (تموثي هاريس) نصاً سينمائياً كامل الأوصاف، مكتمل الشكل، تحول بمقدرات المنتج والمخرج (جون لانديس) إلى واحد من أروع أفلام كوميديا هوليود بعنوان ( trading places) ترجمت فنياً باللغة العربية ليصير العنوان (تبادل الأماكن).

  أسندت بطولة الفيلم لنجم الكوميديا الأمريكي (إيدي ميرفي)، الذي لم يدخر جهداً في إضفاء بصمته المميزة على الكاركتر.

داخل الإطار 

 تدور أحداث الفيلم حول محورين من الصراع، الصراع الطبقي المعروف، وصراع خاص بين رجلي أعمال يتراهنان رهاناً غريباً، مفاده إذا وضعت أياً كان في موقع المسئولية، وأتحت له بيئة مصنوعة بعناية، فسيظهر وكأنه يتماهى مع الوضع الجديد.

ملخص القصة لويز وينثرثوب يعمل في شركة ديوك وديوك؛ المملوكة للإخوة ماريتمو وراندولف ديوك، الاثنان يتشاحنان على أتفه الأمور، حتى لو كان ذلك الأمر هو الطقس، يشعران بالملل، ويريدان تجريب أمر جديد. حينما يصطدم (وينثرثوب) ب(بيلى راي) المتشرد بالشارع، معتقداً أنه يحاول سرقته، تقوم الشرطة بالقبض عليه. يجد الأخوان ديوك الفرصة، فيقرران طرد لويز وتعيين بيلى مكانه، ليريا كيف سيتصرف كلاهما في حياته الجديدة عندما يتبادلان الأماكن، فيصبح المدير متشرداً والمتشرد مديراً، ويتراهنان على ذلك بمبلغ واحد دولار.

إطار أخير 

 المتأمل للواقع السياسي السوداني الآن، يرى كأنما الإخوان (ديوك) يتراهنان على واقعنا، فيشردان المتمكن، ويمكنان المتشرد، فيبدو المشهد الكوميدي الذي نتابع، وكأنه قدر مكتوب علينا أن يولى علينا كل فاشل، ويدير أمورنا كل مغامر. 

كيف تمكن هذا الثنائي الدقلاوي من الوصول إلى قمة السلطة والحكم في السودان، رجلان ينضحان جهلاً وغباء، والمؤسف أن ذات الصناعة تتجدد، وذات المأساة تتكرر، ولا زال الرهان مستمراً. 

   أتابع بحكم عملي في مجال الشحن البري، ما يدور في المعابر والمحطات الجمركية ما بين مصر والسودان، من جبايات غير مقبولة، وقرارات متخبطة لا تصب إطلاقاً لا في مصلحة المواطن ولا الوطن، بل تبدو وكأنها صناعة للمعوقات بكل أسف في زمن يتطلب التيسير والتسهيل، ولربما تتفجر في قادم الأيام أزمة كبرى في انسياب حركة البضائع بين البلدين، و السبب في تقديري وضع شخص غير مناسب في توقيت يحتاج الرجل المناسب. 

حكمة في إطار 

لن تشتري بالوهم إلا الهباب والسجم.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *