مفهوم التحول الزراعي وأنواعه.. ونوع التحول المرغوب للقطاع الزراعي السوداني

120
عبدالمنعم علي قسم السيد

د. عبدالمنعم علي قسم السيد

المستشار الوطني لاستراتيجية التحول الزراعي المستدام SATS

مفهوم التحول الزراعي

* التحول الزراعي هو جهد حكومي محض، لتحويل الزراعة من مجرد وسيلة للإعاشة وكسب العيش للسكان الريفيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى للسكان، إلى نشاط اقتصادي يتميز بمقدرته على تحسين القدرات الإنتاجية، وزيادة مداخيل المزارعين، وإخراجهم من دائرة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين مستوى المعيشة، وتوفير فرص العمل للسكان على مستوى القُطر، وتحقيق التنمية المستدامة والنمو المضطرد للاقتصاد الوطني.

* يشكل التحول الزراعي نقلة نوعية في سياسات و وأنظمة الإنتاج، واستخدامات الموارد والتقنيات، من أجل زيادة الإنتاج وتحسينه  كماً ونوعاً، وخلق تميز تنافسي مستدام لمنتجات القطاع الزراعي في الأسواق الخارجية الإقليمية والعالمية، يسهم بفاعلية في نمو الاقتصاد الوطني، ونقل السودان إلى مصاف الدول متوسطة الدخل في المدى المتوسط. 

* يعمل على تحويل أنظمة الإنتاج الزراعي إلى أنظمة عادلة اجتماعياً، ومجدية اقتصادياً، وآمنة بيئياً، من أجل استدامة التنمية. 

* يعتمد نجاح التحول الزراعي على قوة الإرادة السياسية، والالتزام الحكومي المطلق، وليس على المعونات الخارجية كما هو الحال في مشروعات التنمية. ولا يمكن لأي قدر من المعونة الخارجية أن يحل محل الالتزام الحكومي المستمر. 

* يمثل الخضوع للمجموعات الغنية وصاحبة النفوذ السياسي المهدد الرئيسي للالتزام الحكومي المستمر، واستكمال إنجاز التحول الزراعي. 

دوافع التحول 

* منصة تشغيل وإنتاج محترقة burning platform كما هو الحال الذي آل إليه القطاع الزراعي من دمار شامل لبنياته التحتية وأصوله الإنتاجية. 

* وجود تغيرات تقنية technological changes تتطلب التعامل الإيجابي معها، من أجل المحافظة على تنافسية المنتجات. 

* تغيرات في الأسواق العالمية global markets dynamism   تتطلب التأقلم معها. 

* دمج المجتمعات الريفية في الاقتصاد، بتحويل أساليب الإنتاج التقليدية إلى الحداثة. 

أنواع التحول الزراعي 

عندما يتحدث المختصون والمهتمون عن التحول الزراعي، فإنهم عادة ينظرون إلى مفهوم التحول في إطار ثلاثة مستويات للجهود الرامية لتحقيق التحول، وهي: 

* المستوى الأول: تحول تشغيلي بالمحافظة على الوضع الراهن، مع العمل على تحسين المخرجات، وزيادة مستوى الرضا لدى المستهلكين، من حيث السرعة والجودة والتكلفة للمنتجات. 

* المستوى الثاني: تحول تقني، بالاستفادة من مستجدات التقنية لإنتاج المخرجات نفسها بطرق مختلفة، بتغيير نموذج التشغيل، وتطوير إجراءات العمل بما يؤدي إلى مواكبة تطلعات العلماء وتجدد رغباتهم.

* المستوى الثالث: تحول استراتيجي، يتم فيه تغيير جذري للرسالة والرؤية ونموذج التشغيل، لبناء مستقبل جديد مختلف، يحقق وضعاً تنافسياً مستداماً.  

ويفضل تطبيق المستويين الأول والثاني للتحول في الظروف الطبيعية، حيث توجد محافظة على البنيات التحتية والموارد والإمكانات، وأن التحول يتم من أجل التأقلم مع مستجدات التقنية والأسواق والمنافسة. 

أما في حالة المنصات المحترقة- كما هو حال القطاع الزراعي الآن ومستوى الدمار الكبير الذي لحق به- فلا يوجد مناص من تطبيق التحول الاستراتيجي، وهو الأمر الذي تستهدفه استراتيجية التنمية المستدامة، التي تسعى إليها وزارة الزراعة والغابات، بالتعاون مع مكتب الفاو (السودان)، من خلال تطبيق توصيات المؤتمر الزراعي الأول الشامل، المنعقد في مارس 2021م.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *