طارق عبدالله

د. طارق عبدالله

كاتب صحفي

• أعلنت مليشيات الدعم السريع وحلفاؤها من جماعة تأسيس والحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو وبعض النطيحة عن حكومة موازية، أدت  القسم برئاسة محمد حمدان دقلو، كل تلك الإجراءات عادية لمجموعة معروفة بسوء التقديرات، وارتهانها للعمالة، ولكن الغريب والعجيب في الأمر أن هناك قيادات فكرية وإعلامية وشخصيات كنا نعتقد بأنها كبيرة وفاهمة، تتحدث عن تلك الحكومة باعتبارها حلماً لكل السودانيين، وأنها ستحل أزمة البلاد، وأنها الحكومة التي طال انتظارها، حتى أني استغربت عندما شاهدت إحداهن تبكي من الفرح عند إعلانها، ذلك بخلاف التهاني والكتابات التي تمجد الحكومة الموازية، رغم رفضها من منظمات وهيئات دولية وإقليمية، ومواقف الدول المعارضة لها، رغم قناعتنا بوجود دعم سري لتلك الحكومة، لكن ليس بهدف تكوينها، إنما لتكون ورقة ضغط على الحكومة الشرعية لتحقيق أطماع بعض الدول. 

* المتابع لردود أفعال البعض حيال حكومة تأسيس والجنجويد، يحس إن هناك أزمة في الشخصية السودانية، ودليل على أن المعارضة سلبت عقول البعض وأحالتهم من علماء إلى بلهاء، لأن من غير المعقول أن يعقد الإنسان آماله على حكومة ليس لها أرض، وشعبها لا يتعدى بضع قبائل وشخصيات من جملة ما يقارب 576 قبيلة في السودان، وأن تجاربها في المناطق التي سيطرت فيها كافية للحكم عليها بأنها حكومة إجرامية وإرهابية، تمارس النهب والاغتصاب والقتل وكل أنواع التعذيب والتنكيل، وانتشار المخدرات والفواحش، وأن الأرض تهتز أسفلها بفعل تحرك الجيش وزحفه على بقية مناطق وجودها.. فهل مثلها يمكن أن تكون حلم الشعب، وأن تحقق ما عجزت عنه الحكومات السابقة؟ 

* أول التساؤلات المحيرة في تشكيل حكومة الجنجويد، هو  قبول عبد العزيز الحلو المشاركة في هذه الحكومة، وقبوله بمنصب النائب، لأن مواقفه معروفة ومتناقضة ومعارضة لموقف حميدتي الذي قبل أن يكون نائباً له، الحلو ضد العروبة وهيمنتها على حكم السودان، وضعيف التعامل مع الإسلام، لذا يطالب بدولة علمانية، بينما حميدتي يمثل العروبة والانتماء الإسلامي من خلال عضويته بالحركة الإسلامية، وقد كان حاميها عندما قامت ثورة ديسمبر،  ولا أحد ينكر قيام قوات الدعم السريع بتأمين قيادات الإسلاميين وأسرهم ومقارهم، وكان يتبنى رؤيتهم، وأن السبب الرئيسي في عدم انضمام الحلو لركب اتفاقية جوبا اعتراضه على قيادة حميدتي لوفد التفاوض الحكومي باعتباره جزءاً من الأزمة، وتشدد الحلو مع هبوطه الناعم في أحضان حميدتي يكشف حجم المؤامرة الخارجية، التي فيها حميدتي والحلو مجرد (فلنقليات) والكلمة تعني خادم السلطان. لقد (خرّب الحلو الموت بالرفسي) كما يقول المثل السوداني، وباع نضالاته السابقة بالمال.

* لا نستغرب من خطوة المتمردين في إعلان حكومة، فقد تكون بغرض الاتفاق على شكل تنظيمي في مناطق وجودهم، أو أضغاث أحلام ترفع من معنوياتهم المنهارة بفعل تحرك القوات المسلحة والقوات المساندة لها، أو لإكمال النقص في ذات حميدتي والحلو، ولكن ما يدهش حلم الآخرين وأشخاص في قامة د. علاء الدين نقد، والوليد مادبو، ود. عفاف أبوكشوة وغيرهم من تسربت جنجويدتهم في غمرة الفرحة بإعلان حكومة وهمية لا وجود لها إلا في الإعلام، مواقف هؤلاء تبدو غريبة، كما أن اتباعهم جاهلاً في قامة حميدتي يضعهم تحت مجهر التقييم بأنهم أقل بكثير مما كنا نعتقد في إمكاناتهم، وأنا هنا لا أتحدث عن شخصيات بل عن تنظيم كامل قدّم حميدتي يوماً رئيساً للجنة الاقتصادية رغم حصوله على شهادة رابعة ابتدائي.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *