لماذا لم يتوج الهلال والمريخ بدوري أبطال أفريقيا حتى الآن؟

63
الهلال
Picture of الصادق علي محمد أحمد

الصادق علي محمد أحمد

• على الرغم من مشاركتهما المتواصلة في البطولات الإفريقية لعقود، ورغم الشعبية الجارفة والدعم الجماهيري الهائل، ما زال الهلال والمريخ – قطبا الكرة السودانية – يلاحقان حلم التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا دون أن يتحقق. 

صحيح أن الهلال وصل إلى المباراة النهائية مرتين (1987 و1992)، كما توج المريخ ببطولة الكؤوس الإفريقية عام 1989، إلا أن اللقب الأغلى ظل عصيّاً على الفريقين.

فما الأسباب التي جعلت التتويج بدوري الأبطال مستعصياً على عملاقي الكرة السودانية؟ ولماذا يتكرر سيناريو الخروج المبكر في كل موسم؟ 

والأهم: كيف يمكن تجاوز هذا الواقع المرير؟

أولاً: غياب البنية التحتية والاحتراف الحقيقي

لا يمكن لأي نادي أن ينجح قارياً دون توفر بيئة احترافية متكاملة. لكن الهلال والمريخ يفتقران إلى ملاعب بمواصفات دولية ثابتة، ويعانيان من نقص في مراكز التدريب والتأهيل الطبي الحديثة. كما أن إعداد اللاعبين بدنياً وذهنياً لا يرقى إلى المستوى المطلوب، في حين تستثمر الأندية الإفريقية الكبرى في بنيتها التحتية وأكاديمياتها. بل إن كبرى أنديتنا تواجه صعوبات حتى في إقامة مبارياتها على أرضها بانتظام.

ثانياً: التخطيط الموسمي الهش

ينظر كثير من المسؤولين إلى المشاركة الأفريقية على أنها مجرد استحقاق شرفي أو موسمي، دون وجود خطة استراتيجية واضحة لبناء فريق قادر على المنافسة خلال 3 إلى 5 مواسم، كما تفعل أندية مثل الأهلي المصري وصن داونز الجنوب إفريقي. كما أن التعاقد مع اللاعبين غالباً ما يتم دون دراسة فنية دقيقة، وتخضع التغييرات في الأجهزة الفنية لعوامل عاطفية بعيدة عن المنطق الرياضي.

ثالثاً: الصراعات الإدارية والتجاذبات السياسية

تُدار الكرة السودانية في كثير من الأحيان بعقلية الولاء والانتماء وليس بعقلية المشاريع والاستثمار. فالمجالس الإدارية والطعون والانقسامات داخل النادي الواحد تخلق بيئة غير مستقرة، تنعكس سلباً على الجانب الفني والنفسي للاعبين. قد يستيقظ اللاعب صباحاً ليجد أن مجلس الإدارة قد تغير، أو أن معسكر الفريق أُلغي لأسباب تنظيمية غير واضحة.

رابعاً: ضعف الدوري المحلي وغياب التنافس الحقيقي

الدوري السوداني لا يرتقي إلى مستوى المنافسة القوية التي تُهيئ اللاعبين لخوض غمار دوري الأبطال. وقلة عدد الفرق القوية في الدوري تجعله مجرد منافسة بدنية دون تطوير حقيقي للمهارات، مما يؤثر سلباً على أداء الأندية السودانية في مواجهة الفرق الإفريقية الكبرى.

خامساً: الأسباب الفنية المتكررة

لا يمكن إغفال الجانب الفني، حيث يتحمل المدربون واللاعبون جزءاً من المسؤولية. فالكثير من المدربين غير قادرين على قراءة المباريات الحاسمة بشكل جيد، مما يؤدي إلى خسائر بسبب أخطاء تكتيكية أو قرارات خاطئة.

كيف يمكن تجاوز هذا الواقع؟

بناء مشروع رياضي متكامل يركز على التتويج وليس المشاركة فقط، بدءاً من البنية التحتية وصولاً إلى الاستقرار الإداري والفني.

تطوير الدوري المحلي ليكون أكثر تنافسية وجاذبية، عبر خصخصة الأندية وتحديث البنية الإعلامية والمالية.

الاستثمار في المواهب المحلية من خلال أكاديميات حقيقية، وليس مراكز تدريب موسمية.

تعزيز الشفافية والحوكمة في إدارات الأندية، وإبعاد الرياضة عن المحاصصات السياسية والانتماءات الضيقة.

الاستفادة من تجارب الأندية الإفريقية الناجحة في بناء الفرق ودراسة ملفات اللاعبين.

ختاماً

الهلال والمريخ ليسا أقل شأناً من الأهلي المصري أو الترجي التونسي أو صن داونز، لكن الفرق أن تلك الأندية عملت بجد وخططت باحتراف، فحصدت الذهب.

 أما نحن، فلا نزال نحتفل بالفوز على فرق مغمورة، ثم نبكي عند الخروج من الأدوار المتقدمة. 

إذا أردنا البطولة، فعلينا أن نغير من أنفسنا قبل أن نلوم الحظ أو التحكيم أو الظروف.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *