كرري في حضن النادي السوداني بالعين… لقاء العلم والانتماء

74
1

العين: هيثم محمداني

• في أمسيةٍ تنسجها أنامل الوفاء، وتُعطِّرها أنفاس العلم والنقاء، اجتمع النبلاء من أبناء جامعة كرري يوم الثلاثاء 20/5/2025 ، في قاعة النادي الإجتماعي السوداني بالعين، لتكريم مجلس إدارة النادي ، ذلك الصرح الذي فتح أبوابه، وشرّع نوافذه، ليكون سندًا للسودانيين قاطبة، فاستقبل طلاب الجامعة في قاعات النادي كما تستقبل الأم وليدها بعد غياب.

هنيئًا لكم يا طلاب كرري، يا شموس الصباح، ومصابيح الإصلاح. لقد كنتم في قاعات النادي لا كضيوفٍ تُنتظر مغادرتهم، بل كأهلٍ يُنتظر عودتهم. وكان استقبالكم مزيجًا من الحفاوة والاعتزاز، لأنكم لستم مجرّد طلاب… بل أنتم نبضُ السودان، وصوتُ الغد، ووقودُ المسير حين يشتدّ الزمان وتضيق السُبُل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة.” وأنتم قد سلكتم هذا الطريق تحت شمس الغربة، وفي زمنٍ شحيح بالوسائل، غنيّ بالعزيمة والإصرار.

يُقال: إذا امتحن الطالب في الغربة، فكأنما شاد بعزيمته قلاعًا، وإذا وجد حضنًا سودانيًا في الغربة، فكأنما جاءه الوطن على الأقدام.

هكذا كان النادي السوداني. مجلسه، أماناته، وأعضاؤه، كانوا كالسُقيا في صيفٍ قائظ، وكاليد التي تُربّت على الكتف حين يثقُل الحِمل.

تحدّث الأساتذة والدكتورات، وتحدث الطلاب بعينٍ دامعة، وقلبٍ ممتن، ولسانٍ يلهج بالدعاء لمن زلّل الصعاب، وساهم في إنجاح هذه الرحلة العلمية.

وكانت كلمات الدكتورة ملاك، عميدة شؤون الطلاب، كعطرٍ تناثر في القلوب، إذ قالت إن ما لقيه طلابها من حسن استقبال، وترحيب صادق، واهتمام دائم، كان كأنهم لم يغادروا السودان يومًا.

وقال أحد الطلاب: لم نشعر بالغربة… كنا في رعاية النادي الاجتماعي السوداني، في حضنٍ يشبه الأم، وكأن جامعة كرري مدّت ذراعيها عبر المسافات، وضمّتنا في النادي السوداني كما تحتضن الأم أبناءها بعد طول غياب. لقد كان هذا النادي بمثابة رحم الجامعة في أرض الغربة، نُكمل فيه مسيرتنا العلمية بلا خوف، ولا شعور بالوحدة.

وألقى الطلاب أبياتًا من الشعر، وشارك أعضاء النادي بقصائد في مدح رسولنا الكريم، بألسنةٍ عذبة وقلوبٍ خاشعة، فكان المكان عامرًا بالإيمان، والعلم، والوطنية.

لسان حال الطلاب يقول:

يا موطني إنّا على العهد سائرونْ

وبنور علمك في الدياجي ماضونْ

كرري تُنادينا، والعلمُ رايتُها

ونحن جندُك، يا وطنًا لا يُخونْ

وقال الأستاذ أحمد حسن، رئيس النادي: “لقد ورثنا هذا العطاء من إداراتٍ مضت، ولكن أثرها باقٍ، وسنظل نُشرّع الأبواب لكل طالب علم. فالنادي بيتهم، ومركزهم، ومظلتهم.”

أيا طلاب السودان، يا قناديل المجد، يا شُعلات الأمل، ننتظر اليوم الذي تقولون فيه لأبنائكم: “هنا، في النادي السوداني بالعين، اجتزنا امتحاناتنا، فبدأت رحلتُنا نحو القيادة والعطاء.” فأنتم جيلٌ يخطّ التاريخ لا بالحبر، بل بالهُدى والعمل، ويفتح للوطن نوافذ الرجاء بعد ظلال المحنة. سيروا بعزم… فأنتم السهم الذي يُصيب، والراية التي لا تنكسر.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *