ملكة الفاضل

ملكة الفاضل

كاتبة وروائية

• وخروجة هي مفردة تسللت إلى قاموسنا اليومي بعد ألتحام متكرر مع ادبيات السرد والكلام من خلال الوسائط الاجتماعية وحكاياتها.. وهي تعني الخروج  من المنزل ومن روتين الحياة اليومي طلبا للتغيير والترفيه والترويح عن النفس وكسر  الرتابة فتخرج وغالبا مع الأسرة إلى المنتزهات  أو إلى مطعم إو السينما وحتى إلى شوارع القاهرة التي يحمل  كل شارع منها حكاياته أو ما يخبرك به أو يحدثك عنه. . وفي بعض الأحوال أو معظمها صارت الرتابة واقعا  تنساق له على مضض مثل كثير من تجارب الغربة والنزوح وعندما تحين الفرصة لكسرتلك الرتابة على غير توقع وبدون تدبير  تجد نفسك  على موعد  مع (كافينول).

(كافينول)، تلك المجموعة من القصص القصيرة  التي حالت الحرب دون اقتنائها في الخرطوم، وجدنا أنفسنا نتعرف عليها ونحتفي بها وبكاتبهافي القاهرة من خلال منتدى السرد العربي وباشراف  صالون الابداع والتنمية وبحضور أكد لنا أن جسور الأدب والفكر والثقافة تظل عصية على كل الحروب. 

الدكتور الأديب محمد المصطفى  أخصائي العظام الذي يعمل بالمملكة المتحدة ووالده هو الأديب المترجم البروف الذي عرفته  الأجيال بمستر موسى فهو النطاس البارع وهو أيضا الكاتب والمترجم والأديب والشايل هموم الطب ومستشفياته والمريض ومعاناته والوطن  وأزماته ، حق لنا ان نفخر  به وبما يقدمه في مجال الطب والأدب وأن نطمئن بحضوره في غمرة هذه الأنواء التي تتقاذف مركب الوطن.  

وصاحب (كافينول) يحق لنا أن نصفه بالمثابر فهو لم يجعل من مهنة الطب بما تفرضه من مشاق سببا لتراجع أو مدعاة لابتعاد عن مجال الأدب والسرد والترجمة . فظل يقدم العديد من المساهمات ومنها  انجازه الضخم الذي نراه جديرا بأن يكون مضمنا في المناهج المدرسية باعتباره سفرا في التاريخ والترجمة فهو قد جاء في زمن تسن فيه الأقلام للنيل من الثورة المهدية وهو يعكس نظرة الغرب لها كما يقول  عنوانه (الأصداء العالمية للثورة المهدية). ويظل الكانتب مثابرا بنشر  العديد من القصص القصيرة باسلوبه الشيق الذي تميزه السلاسة وها هو يقدم باقة من القصص بعنوان (كافينول) لا شك بأنها ستمثل إضافة مميزة لعالم السرد والأدب. .

أمسية ثقافية باذخة مساء الأحد احتوتها القاعة المضيئة ، اتاحت لي لقاء العديد ممن باعدت بينهم وبيننا ظروف الحرب والنزوح وحظيت أيضا بنسخة أنيقة  من اصدارة بروف محمد المهدي البشرى  الجديدة وهي  بعنوان بابكر بدري، ذلك الرجل الذي سيظل يثير الجدل بشخصيته المتفردة ومن الجدل – كما أظن- ذلك الشجار بين صغيرتين قالت احداهما للأخرى وهي حفيدة للمرحوم بابكر بدري،   « كله من جدك. لو ما هو كنا اسه قاعدات في بيوتنا ولا مدارس ولا عذاب.» اهو رأي كمان.

 ونغادر قاعة ملتقى السرد العربي  إلى الشارع العريض  ونتجه يسارا بنية التعرف على الأماكن لننتبه لمن تشير الينا من خلف زجاج أحد المحلات وتدعونا للدخول لنتفاجا بقاعة رحيبة تعرض الثوب السوداني و منتجات أخرى  تتفنن كل زاوية بطريقة عرضها  . ولحظتها خطر بذهني أنها المرة الأولى التي ادخل فيها محلا كما السودان . كانت آخر مرةفي بورتسودان بعد اندلاع الحرب بشهور . أثار المحل دهشتي واعجابي وذلك الجو المميز وفكرة جعلت محلا تتشارك المساحة فيه مجموعة من الشابات كل تعرض في ركن منه ما يجعله جاذبا للنظر  وقصة صمود. 

ويا لها من خروجة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *