قصيدة جديدة: وردة الرمل 

104
عبدالمنعم عوض

شعر: عبدالمنعم عوض - لندن

إشارة :

الى : 

«منال جيلاني الجاك»

الحاضرة الغائبة .

تحت سقف الصمت ،

من خلف النافذة الأخرى ، 

تتأمل وردة الرمل كائنات الوقت ،

     وهي تحشد حقيبتها  الآدمية في الرمل للمنام . 

كانت قبرات الوقت تتقاطر تحت قدميها ، 

تفسح الطريق للجمهرة الوافدة للأروقة  الضيقة ، والمجالس الفسيحة ..

تتقدمها البيارق النحاسية

حتى تبصر ما لا تبصره ، 

حتى تلمس ما لا تلمسه ، 

من فتحة الباب ، 

لتشهد الكائنات سقوط الورد من أغصانه في فناء الحديقة . 

   تفتحين بوابة الدخول على مصراعيها ،

        تستقبلين أول القادمين في الظهيرة 

       تستقبلين آخر القادمين في الظهيرة 

        خشيةً من ثرثرة الرمل في زحام السكينة.

أناس يعبرون من الضفة الأخرى للنهر ،

فتعرفين مقدمهم بسيماهم الطالعة ، 

من الخطوة الأولى في الجسر . 

(كانت ذاكرتك الندية ، 

تشتم رائحتهم من وجوههم الفوتوغرافية القديمة المعلقة في إسورة الذهن ، 

فتطلع ملامحهم من خلل الصوت كرائحة البحر  ).  

تتسلقين قمة التل ،

فتأخذ الشمس ضوءها 

وتختبئ 

ويأخذ القمر ضياءه 

ويختبئ

وتغمض النجوم جفنها 

وتختبئ

لتظلين راكضةً في سهول الكون المعبأ بالظلام  الممل في  طرقات الوقت البعيدة ، 

حتى يطل وجهك لاهثاً 

 دون عناء، 

رطباً ،

كغصن ماء  

 يلوح  لأسراب الطيور العائدة بأعلى الجبل 

كي  يأتيك الحلم  يقظةً ،

كي يأتيك الحلم  جهرةً    ،

حتى يغفو نعاسك الأخير قليلاً تحت سقف الحجر 

لتستيقظين في أول الفجر 

سائحةً في سهول المنام، 

حتى يأخذك التعب الى خباء الرمل ،

بعينين مغمضتين ، 

تحت أسفل الشجر  .

إشارة : 

«في رثاء رفيقة درب الشاعر الإنسان الصديق يوسف الحبوب».

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *