قصيدة جديدة: لزوم ما يلزم 

130
محمد نجيب محمد علي

محمد نجيب محمد علي

• إهداء: الى نجيب سرور وأنا …

أمشي ولا أمشي 

كل الشوارع شائكة 

كل الخطى تشكو … وكل ظلالنا متشابكة 

هذي مواعيد الصباح أم المساء ؟ 

هذي مواعيد الغناء أم البكاء ؟

إني أرى وجهي ووجهي لايراني 

شيء يعاركني ويصدح بالمعاني 

شيء تدثرني وزملني ومزقني بأسرار الهيام 

ورأيت فيما لايرى الصاحي 

طاؤوسا تمثل بالحمام 

رأيت ديكا أبيض اللون على الشرفة يهرج وحده 

ويغيب فى أفق الظلام 

رأيت فيلا ثعلبا قردا يناطح فى غراب 

عشبة  سوداء تنمو 

بين أشجار الكلام  

رأيت يا سبحان رب الكون 

أنثى دون ثديين 

وتحلب صدرها لبنا وتسقي طفلها 

عسلا شهيا ..

رأيت دنيا من عجائب ليس تحصى 

من عجائب لم تصادفني ..

وما كنت نبيا 

أنا شاعر أهزي بما يطفو على روحي 

ويجعلني شقيا 

أنا عاشق لا أرتوي يوما 

ولا يوما عثرت أنا علي 

أمشي ولا أمشي 

أسابق خطوتي ويتوه ظلي 

بين آلاف الخطى ..

وأرى الشوارع وهي قادمة إلي 

أني  نهاية ما اشتهيت

بداية ما انتهيت 

شيء تناثر فى فضاء الليل 

يبحث عن ضياء 

هذي بلاد ..

سربلتها الريح 

لا غيم يظللها …

ولا نجم يحلق في السماء . 

من أنت ؟ 

تسألني الحبيبة ..

ثم تهرب حين تعرفني 

أنا الصفر الهلامي ..

القصيدة ..حيث لا ماء ولا صحراء 

أنا الجوع .. التسول ..لايدي طالت 

ولا لون يغازلني ..

ولا أحد سواي ..

يمدني إبريق صلواتي 

ولا صوت ولا أصداء 

هذي السواحل غادرت شطآنها 

والموج أجفل بحره 

والبحر 

أين البحر ؟

تلك سفينة الشهداء …

وقبطان السفينة تائهون بلا عيون 

يزرعون الوهم فينا والنداء 

أمشي على إبر الجحيم 

أخوض حتى آخر الأنفاس 

أغرق لا رؤى تأتي لتنقذني ولا أضواء 

أواه يا صحبي

كوابيس تحاصرنا 

رماد الظلمة الهوجاء

……

فى عام الحروب الماضية والحالية والقادمة ..

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *