نحنُ كُنَّا عائلة..
كانتِ الرُّوحُ تُنادينا لأشواقِ الحياةْ.
نحنُ كنَّا حقلَ إنسانٍ تآلفَ في نشيدٍ
بين إيقاعِ الرُّؤى والأمنياتْ.
نحنُ كنَّا دوحةً تُثمِرُ حُبَّاً وعطاءْ.
حين فاجأنا وحوشُ الجِنِّ
فى ذاك الصَّباحْ.
نهشُوا منَّا الضِّياء..
سلبوا النَّسمةَ في فجر الحكايا
أحرقوا حُلمَ الصَّبايا
أعمَلوا فينا براكينَ المنايا
فتداعى الخوفُ
من كلِّ الجهاتْ..
هرب الوعدُ الَّذي كنَّا نُناديهِ ليأتي
في أَصيصِ الأغنياتْ..
وتتداعى بيننا وَرَقُ العُمرِ على هُوجِ السِّلاح..
وانزوى الظِّلُّ بعيداً في الحَرُورِ
وتوارى في القُبُورِ
ثمَّ هِمْنا في متاهاتِ الصَّحارى
وهجرناها الدِّيارا..
وتكدَّسنا بأبوابِ المجاهيلِ الجديدة..
والعناوينِ الشَّريدةِ والطَّريدة..
وكوابيسٌ تُرافِقُنا وموتٌ وانفجار..
وصباحاتٌ تُبدِّدها الرَّصَاصاتُ ويَصلُبُها الدَّمار.
مَن تُرى أحرقَ أبوابَ المدينة؟!
ما الَّذي أضرمَ نيرانَ الضَّغينة؟!
كان ظلُّك شاسعاً
كان نسَّاماً ظليلاً يا وطن..
نحنُ كنَّا أُمَّةً نحيا وتَحرُسُنا المَحبَّةُ
في ضفافِ النِّيلِ حُضناً
مثلَما في النَّارِ تَجمَعُنا المِحَن.
عربٌ أفارقةٌ هجينٌ في بداوَتِنا
ومِن كلِّ السِّحَن.
نحنُ أعراسُ حُقُولٍ وسُهُولٍ وجبالْ..
نحنُ من نيلِ الحياةِ،
ومن ضفافِ الخُلدِ تَعلُوها تلالٌ
أو فتَجلُوها رمالْ.
نحنُ كُنَّا عائلة..
فمتى نعودُ جميعُنا للابتسام
متى ستُشرِقُ بيننا شمسُ التَّمام
متى تُعانقُنا البلادُ الهائلة!
غداً نَعودُ إلى الحمامْ..
غداً ستصمُتُ هذه الحربُ الحرامْ.
وغداً سنستسقي لأحلام الحياةَ القاحلة.
شارك القصيدة