قصيدة جديدة: عصفورة الرمل

13
عبدالمنعم عوض

عبدالمنعم عوض - القاهرة

الى مزار ..

الغائبة الحاضرة 

تفتحين ذراعيك الصغيرين ،

كفراشتين وديعتين ، 

لإحتضان شجرة الرمل..  

وأنت ترتدين قميص الشمس الغاربة ، 

يرفرف معلولاً فوق لحمك القليل ،

وتضحكين .

تغزلين في السر ملاءتك من الرمل ،

لتنامين عليها في أول الصبح، 

عصفورةً منهكةً في آخر الليل ،

من عناء السراب البعيد .

وتطيرين 

بجناحين من بقايا الغبار ،

سائحةً بين حقول النار ،

وتحتجبين 

في وجه الحاضر الغائب ؛  

ينادي للحنين ؛

«  أن تعالي» ، « أن تعالي « « أن تعالي « ..

فتأتين .

(…. أنه ينتظرك في حدود الغابة الحجرية ،

قرب حديقة النهر ، 

مسترخياً ، 

تحت بهاء القمر ..) 

ينصت لصوتك القادم   ،  

خافتاً ، 

يتسرب بين نواح العصافير ، 

وبين بكاء السكون 

خشية أن تستيقظ الشمس ، 

فيجف لحم الثمر

فوق غصون الشجر .

وتخرجين وحدك شامخةً للعراء 

خلسةً من غناء الضوضاء،

 دون عجلة ،

أو جلبة ،

أو عناء ، 

تتلمسين ظلال البيوت الآمنة ،

و لا تنتبهين لنداء الوراء.

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *