قصيدة جديدة: طلقة الورد

139
عبدالمنعم عوض

عبد المنعم عوض

إشارة :

« أيتها الطلقة، شكراً لك ، تأتين نيشاناً وورداً 

على  صدر الشهيد »  

« قصيدة اولى»

١»

منذ أكثر من ستين عام

أو تزيد 

نبت  الورد المقاتل في حقل الشهيد  

قبل شهر او يزيد 

ثار الحقل  غضباً  ، 

حين تمزق الورد المقاتل 

في صدر  قاتله الجديد .

٢»

الزمن الشخصي للورد   

إنقضى 

في جدار المقبرة 

قبل ان يأتي الصباح 

لنشهد  مهرجان المهزلة .

« قصيدة ثانية «

يأخذه الحلم القسري الى مدن المنافي  

وأبواب الموانئ

 منزوع القوى والروح ، 

نازحاً من هجمة الجرح القديم 

الذي يأخذ – جبراً – شكل الانسجام المر ، 

و الطقس الجحيم .

قصيدة ثالثة 

حينما ترقب  وحدك 

جولة  الموت  

لحصان السوق ،   

الذي يسعى وحيداً، 

بين أعتاب المخازن ، وأبواب المتاجر ،  

وأحجار الطريق 

فترى الوجوه الغامضة، 

الوجوه الغاضبة ، 

في الأذقة ، 

والمعابر ،

والشوارع ، والمداخل ، والمخارج ، والزوايا ، 

أو بين سوق الخضرة المكتظ بالسمسار ، والبائع ،والعامل ،والسارق والجائع ،والمتسول، والمخبول ، والحافي ، والمأفون ،والمغبون ،والظالم ، والمظلوم ..

تبحث في الكنوز المستباحة 

بأكوام القمامة 

و ساحات المقابر .

«قصيدة رابعة 

١»

يغمض السائس الريفي جفنيه 

من الرهق النهاري 

حين يمضي 

ويغني 

« للقماري » 

في الحواري »

 بمزاجه الإستثنائي ،

ليستريح قليلاً  ،

على سطح عربته الخشبي  

     ليبكي دون صوت 

في سكون .

« كان  يقتادها عشرين عاماً او تزيد  ….

« ولا يزال يضحك في سماء الحلم  

في إنتظار  الغائب المنسي 

.«في الزمن السعيد ». 

٢»

في صباح الحرب

من أمام الباب 

أكمل الحصان الكهل 

زينته الباذخة 

« في إنتظار سيده .

بالحق ، 

في انتظار حريته … 

ليستجم 

من عناء البارحة .

٣»

إشتعلت الظهيرة

بالنار والبارود   ، 

والضغينة  

فقد ضيع الربان البوصلة ، 

وغرقت في التو السفينة.

٤»

  ،،، هنيهةً ،  

لم يبقى ما تبقى ، 

« لا كسرة من الخبز تقدم 

في أواني النصر  

أو جرعة من الماء  تقدم  

بأكواب  الهزيمة  . 

« نزحت أغنية  المسرات الجميلة 

للجرح المدون   

في عذابات  السكينة » .

قصيدة خامسة

١»

« حينما بدأت بالفعل القذائف في السقوط،  

أغرق  الرعب القسري ، 

كل شبر في المدينة    : 

«  دفنوا الموتي بحرم الجامعات / عنابر المستشفيات/ أرصفة الطرقات / باحة المطارات / عموم المباني العسكرية 

والثكنات …» 

٢»

كانت ناقلات الحزن  في الشمس  المشرئبة  

تنقل الأخبار  عن غدر البيوت المطمئنة  

الى قلب الحدث 

كأن شيئاً لم يحدث .

٣»

« لن يضل الموت شارات  المرور  

او عناوين البيوت»

فالمحرقة لازالت تنادي في الطريق 

يا بلادي ، 

صبي الماء على حطب الحريق.

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *