قصيدة جديدة: البيوتُ

9
د. وجدي كامل

د. وجدي كامل

قد تنهارُ الأبوابُ،

قد يُقتلعُ السقفُ فجأةً،

تموتُ القططُ فِي الْأَرْكَانِ،

يَهربُ الحمامُ،

تَرُوحُ الرُّوحُ،

وتطيرُ النوافذُ بلا وداعٍ لِصدرِ السماءِ.

رصاصةٌ قد تأتي،

قذيفةٌ قد تستقرُّ،

تثقبُ الجدارَ،

وتحرِقُ صمتَ الستارِ.

قد تدخلون خلسةً

تشهرون الأسلحةَ،

قد تُطمَسُ الصورُ،

فوتوغرافيةُ العائلةِ والأصدقاءِ

وتُمحى بصماتُ الأصابعِ

من المقابضِ، من المواقدِ،

من سُرَّةِ الحجراتِ،

ومن صهوةِ الأشياءِ.

لكنَّ البيوتَ تحيا،

لا تهدأ – البيوتُ تُقاومُ الغيابَ.

فالبيوتُ لَا تَطْلُبُ اللُّجُوءَ

لا تموتُ،

البيوتُ ليستْ حجارةً صمّاءَ.

هي دفءُ مَن عاشوا،

أنفاسُ مَن سكنوا،

ضحكاتُ مَن مرّوا،

ما لامسَ القلوبَ

وذاكرةُ ما جادتْ به من هدايا الحياةِ.

ليفربول- أغسطس 2025

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *