

بقلم : زين العابدين الحجّاز
• تدور القصة حول إبنة قسيس انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد أن عانت من فقدان الذاكرة لفترة .
(دوروثي) هي إبنة ضعيفة الإرادة لقسيس أرمل بغيض . والدها هو رئيس أبريشية ساوث وولد وهي بلدة إقليمية صغيرة على الساحل الشرقي سوفولك . كانت تقوم بتدبير المنزل من أجله وتسدد الأموال للدائنين وتزور أبناء الأبرشية وتصنع الأزياء لمناسبات جمع أموال التبرعات . طوال حياتها كانت تمارس كبح رغباتها الجنسية لكي تكون مخلصة لإيمانها الديني . في المساء تمت دعوتها لحفل عشاء من قبل السيد (واربورتون) في منزله وهوعازب في منتصف العمر سيئ السمعة و لا يستحي من أنه ملحد . في السابق كان يحاول إغواء (دوروثي) ويستغل أي فرصة لممارسة الحب معها . بينما كانت تغادر الحفل فرض عليها عناقا فشاهدته السيدة (سمبريل) وهي امرأة ثرثارة ومروجة اشاعات وفضائح .
عادت (دوروثي) إلى منزلها في وقت متأخر من الليل للعمل على خياطة الأزياء . لاحقا أصيبت بفقدان الذاكرة وتم نقلها إلى شارع أولد في كينت حيث قضت ثمانية أيام من حياتها بدون ذاكرة . بعد أن تعافت إنضمت إلى مجموعة من المتشردين تتألف من شاب يدعى (نوبي) وصديقيه الذين جردوها من نقودها القليلة المتبقية وأخذوها معهم في رحلة استكشافية الى حقول الأزهار في كينت . في تلك الأثناء تم نشر اشاعة من قبل السيدة (سمبريل) بأن (دوروثي) قد هربت مع السيد (واربورتون) وتلك الإشاعة قد أسرت الصحف المحلية لفترة من الوقت . بعد عمل شاق في حقول الأزهار بلغ ذروته باعتقال (نوبي) بتهمة السرقة عادت (دوروثي) إلى لندن بأموال ضئيلة . باعتبارها فتاة عزباء بلا أمتعة فقد تم رفض اقامتها في فنادق محترمة وانتهي بها الأمر للإقامة في فندق رخيص للفتيات العاملات . صارت أموالها تتضاءل باستمرار لذلك اضطرت إلى مغادرة الفندق والعيش في الشوارع فاستقرت في ميدان الطرف الأغر . قضت الليل وهي نائمة في العراء في ميدان الطرف الأغر . بعد أن أمضت عشرة أيام في الشوارع قبضت عليها الشرطة بتهمة التشرد وانتهي بها الأمر في زنزانة لمدة اثني عشر ساعة لعدم دفعها للغرامة . إعتقدت (دوروثي) بأن والدها الذي انزعج من شائعة هروبها مع السيد (واربورتون) قد تجاهل رسائلها التي طلبت فيها مساعدتها . في الواقع فقد اتصل والدها بابن عمه السير (توماس هير) الذي كلف خادمه بالبحث عنها فحدد موقعها في مركز الشرطة. حصل محامي السير (توماس هير) على وظيفة لها كمعلمة في مدرسة صغيرة خاصة للفتيات من الدرجة الرابعة تديرها السيدة (كريفي) . محاولات (دوروثي) لتقديم تعليم أكثر ليبرالية ومتنوعا لطالباتها قد تعارضت مع توقعات أولياء أمور الطالبات الذين يريدون تركيزا عمليا صارما على الكتابة اليدوية والرياضيات الأساسية . ذلك العمل الذي استمتعت به في البداية سرعان ما أصبح شاقا بالنسبة لها . قامت السيدة (كريفي) في النهاية بفصلها من المدرسة دون سابق إنذار عندما وجدت مدرسة بديلة لها . بعد فترة وجيزة من خروج (دوروثي) من باب المدرسة ظهر السيد (واربورتون) في سيارة أجرة وقال لها بأن السيدة (سمبريل) قد تم توجيه تهمة التشهير إليها وأن ثرثرتها الخبيثة قد فقدت مصداقيتها . لذلك فقد جاء ليأخذها إلى منزلها في نايب هيل . في رحلة العودة إلى المنزل اقترح الزواج منها . رفضته (دوروثي) معترفة ولكنها متجاهلة لحجته بأن العثورعليها بعد فقدانها لإيمانها الديني وهي إبنة قسيس ملتزم سيكون بلا معنى وأن الزواج وهي لا تزال صغيرة يمثل طريق الهروب الوحيد لها . تمت الإشارة في وقت سابق من الرواية الى أن قمعها لرغباتها الجنسية كان سببا آخرا لرفض (دوروثي) لاقتراح الزواج من (واربورتون) . انتهت القصة بعودة (دوروثي) إلى روتينها القديم لكن دون قمع لرغباتها الجنسية .
(إبنة قسيس) رواية للكاتب الإنجليزي (جورج أورويل) صدرت عام 1935 وهي عبارة عن أحداث واقعية مرت بالكاتب (أورويل) . بعد عودته من باريس في ديسمبر من العام 1929 استخدم منزل والديه في ساوث وولد كسكن له على مدار السنوات الخمس التالية. ساوث وولد هي بلدة إقليمية صغيرة على الساحل الشرقي . كانت الأسرة راسخة في المجتمع المحلي فتعرف (أورويل) على العديد من السكان المحليين من بينهم الفتاة (بريندا سالكيلد) وهي ابنة قسيس و معلمة رياضيات في مدرسة سانت فيليكس . ظلت صديقة له ومراسلة لمؤلفاته لسنوات عديدة على الرغم من أنها قد رفضت عرضه للزواج منها . احتوت الرواية على فصل تم سرده بشكل درامي بالكامل فلم يكن راضيا عنه وترك تعليمات بأن لا تتم إعادة طباعته في الرواية بعد وفاته . على الرغم من تلك التعليمات فقد وافق (أورويل) على طباعته و ذلك من أجل بيع نسخ رخيصة من الرواية قد تجلب بضعة جنيهات إلى ورثته بعد وفاته.
شارك المقال