

بقلم : زين العابدين الحجّاز
• تدور القصة حول امرأة فائقة الذكاء وجذابة الجمال وزوجة مثالية مخلصة. أربعون عاما قضتها وهي تضحي بموهبتها وأحلامها وطموحاتها لإشعال شعلة زوجها ومسيرته الأدبية الصاعدة . وراء كل رجل عظيم هناك دائما امرأة أعظم وأنت على وشك لقائها.
بدأت الأحداث في عام ١٩٥٨ عندما التقت (جوان) مع (جوزيف) في كلية خاصة بالنساء وهو أستاذ جامعي وسيم ومتزوج . على الرغم من كونها كاتبة بارعة وإن لم تنشر أعمالها بعد فقد أعجبت (جوان) بقوة شخصية (جوزيف) ونصيحته بأن « الكاتب يجب أن يكتب كما يتنفس «. اعتاد (جوزيف) على تكسير الجوز وأكله أثناء الحديث. بدأ (جوزيف) بدعوة (جوان) لرعاية ابنته بينما اصطحب زوجته (كارول) في موعد غرامي . (جوزيف) أظهر الى (جوان) مدى بؤس حياته في منزله. تدريجيا وقعت (جوان) في حب (جوزيف) . بدأت علاقة غرامية بينهما في حرم الكلية. (جوان) التقت مع الكاتبة (إيلين) وهي خريجة جامعية والتي كانت تحبط (جوان) بآرائها الساخرة حول فرص الكاتبات. قالت (إيلين) إن الجمهور لا يتقبل نثرا جريئا من امرأة. وأخبرت (جوان) بأن الكاتبات لن يلفتن انتباه المحررين والناشرين الذين يتخذون القرارات التي تحدد المسار المهني أو تدمره.
بعد عامين تم طرد (جوزيف) من عمله بسبب علاقته الغرامية مع (جوان) وفشل زواجه وفشلت محاولته الأولى لكتابة رواية. (جوان) وهي تعمل سكرتيرة في دار نشر قد لاحظت كيف يقصي المحررون الكاتبات وهم جميعهم رجال . عندما انتقدت (جوان) عمل (جوزيف) الروائي هددها بإنهاء علاقته معها مدعيا أنها لا تستطيع أن تحب « مبتذلا «. وافقت (جوان) على إصلاح رواية (جوزيف) له. تم نشر الرواية التي حملت عنوان « الجوز» وأصبحت من أكثر الكتب مبيعا. بحلول عام ١٩٦٨ كان (جوزيف) و(جوان) يعيشان في منزل كبير على شاطئ البحر في ولاية كونيتيكت بعد ان تزوجا.
كانت (جوان) تكدح في كتابة رواية لكي تنشر باسم (جوزيف) بينما كان (جوزيف) يعينها بالطبخ والتنظيف ورعاية طفلهما الأول (ديفيد) . أثناء تحادث (جوزيف) مع (جوان) اتضح أن رواية (جوان) تعكس حياتهما معا مما يشعر (جوزيف) بالملل . (جوزيف) النرجسي على مدى العقود الأربعة التالية أقام علاقات غرامية عديدة وأخبر الجميع أن (جوان) « لا تكتب «. بحلول عام ١٩٩٢ جوزيف المسن قد أصبح كاتبا مشهورا. كان (جوزيف) و(جوان) مهذّبين ولا تزال (جوان) تمارس الجنس مع (جوزيف) وإن كان ذلك بغير حماس . كان (جوزيف) ينتظر اتصالا هاتفيا من لجنة جائزة نوبل.

في الساعات الأولى من الصباح وصلت المكالمة التي طال انتظارها وعلم (جوزيف) بفوزه بجائزة نوبل في الأدب على الرغم من أن (جوان) بدت غير سعيدة بهذا التكريم . تقول اللجنة إن مسيرة (جوزيف) الأدبية حافلة فهو يكتب بألفة وذكاء وعمق استثنائيين كما أنه قد تحدى أسلوب الرواية بطرق عديدة مما يلهم الكتّاب لأجيال عديدة قادمة. (ديفيد) الذي يقدّس والده كان يسعى للحصول على نقد (جوزيف) وموافقته على قصته القصيرة الأولى غير مدرك أن (جوان) قد كتبت جميع كتب (جوزيف) . سافر (جوزيف) و(جوان) و(ديفيد) إلى ستوكهولم بينما (ناثانيال) وهو كاتب سيرة ذاتية مولع بالفضائح كان يحاول أن ينخرط في حياة عائلتهما . ابنتهما (سوزانا) غير قادرة على السفر لأنها حامل وموعد ولادتها في أي وقت.
شعر (جوزيف) بالانزعاج من (ناثانيال) لأنه ركب معهم على نفس الرحلة بطريقة ما ولن يسمح له بكتابة سيرته الذاتية. في ستوكهولم تم تعيين (لينيا) كمصورة (جوزيف) الشخصية و مراقبته . شعر (جوزيف) أن (جوان) غير سعيدة ولا تستمتع بالرحلة إلى ستوكهولم . ازدادت تعاسة (جوان) سوءا مع انغماس (جوزيف) في الإطراءات. أبهر (جوزيف) جمهوره بمقاطع من حياته وصار يستمتع بالتسلّق في دائرة الضوء. محاولاته لشكرها علنا على دعمها له قد زادتها مرارة . (جوان) لا تريد أن يشكرها (جوزيف) في خطابه.
شعر (ديفيد) أيضا بالتهميش إذ كان (جوزيف) يشير إليه باستمرار بـ « الكاتب الناشئ « الذي لا يزال يحاول إيجاد صوته. يعتقد (ديفيد) أنه لن يضاهي والده صاحب الرواية الناجحة . قال (ديفيد) إن (جوزيف) لم يقرأ قصته القصيرة حتى فأجاب (جوزيف) بأنها بداية ممتازة لكنها ليست عملا عبقريا وهو ما يريد (ديفيد) سماعه. (ناثانيال) مستشعرا حالة (جوان) العاطفية فقد شجعها على التحدث معه أثناء تناول المشروبات وقال إنه يعلم أن (جوان) قد كتبت جزءا كبيرا من روايات (جوزيف) أو حتى جميعها. (جوان) لم تقرّ بما قاله لكن (ناثانيال) اقتنع من خلال حديثهما بأنه محق.
في تلك الأثناء حاول (جوزيف) إغواء المصورة الشابة الجميلة (لينيا) المكلَّفة بمراقبته. عجز (جوزيف) عن اكمال تلك العلاقة بسبب مرضه القلبي الوعائي . (جوزيف) اتهم (جوان) بالتخلي عنه بينما أعربت (جوان) عن غضبها الشديد من محاولة (جوزيف) إقامة علاقة غرامية. توقف الجدال عندما علما أن ابنتهما (سوزانا) قد أنجبت حفيدهما. في ليلة حفل توزيع جوائز نوبل واجه (ديفيد) والديه بعد أن أخبره (ناثانيال) بأن (جوان) هي الكاتبة الوحيدة في العائلة. (جوزيف) و(جوان) أنكرا ذلك . في الحفل والمأدبة التي تلت ازداد غضب (جوان) من الإشادات التي أغدقت على (جوزيف). في الحفل والمأدبة شعرت (جوان) بإذلال متزايد لأن (جوزيف) كان يشيد بها باعتبارها سنده وملهمته وروحه. هربت (جوان) ولحق بها (جوزيف). طالبها بأخذ جائزة نوبل لكنها رفضت. في فندقهما (جوان) أخبرت (جوزيف) بأنها ستطلقه. تجادلا بشدة فأصيب (جوزيف) بنوبة قلبية. انحنى على سريره وتوسّل إلى (جوان) طلبا لحبها فأخبرته بحبها له . ردّ عليها : « يا لك من كاذبة بارعة ! « ثم مات بعد لحظات. على متن الطائرة في العودة إلى الولايات المتحدة قدّم (ناثانيال) تعازيه الى (جوان) . قالت له أنها ستقاضيه إذا حاول نشر أي شيء يسيء إلى سمعة (جوزيف) ككاتب. سمعها (ديفيد) . (جوان) أخبرت (ديفيد) وأخته بالحقيقة عند عودتهما إلى المنزل . بعدها بدأت تقلب صفحات مفكرتها التي فتحتها . مررت يدها على صفحة فارغة ورفعت رأسها .
(الزوجة) فيلم أمريكي درامي صدر عام 2017 مقتبسا من رواية بنفس الاسم للكاتبة (ميق ووليتزر) وهومن إخراج (بيورن رونجي)و بطولة (قلين كلوز) في دور (جوان) و(جوناثان برايس) في دور (جوزيف) و(كريستيان سلاتر) في دور (ناثانيال) و(ماكس آيرونز) في دور (ديفيد).
تلقى الفيلم مراجعات إيجابية بشكل عام من النقاد حيث نال أداء الممثلة (قلين كلوز) إشادة واسعة النطاق . فازت بجائزة الكرة الذهبية وجائزة نقابة ممثلي الشاشة وجائزة الروح المستقلة وجائزة اختيار النقاد لأفضل ممثلة عن أدائها كما تم ترشيحها لجائزة الأوسكار وجائزة البافتا لأفضل ممثلة.
شارك القصة