قراءة في كتاب «على أبواب الملحمة» للدكتور صلاح الراشد (1-2)

88
دكتور عادل عبدالعزيز

د. عادل عبدالعزيز حامد

كاتب صحفي

• يهتم الكتاب بموضوعات متعددة، يهتم بالواقع المعاصر والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في حاضرها وفي مستقبل مسيرتها إلى قيام الساعة.

يتناول الكتاب الأوضاع الحالية التي تمر بها الأمة الإسلامية، ويركز على التحديات الاجتماعية والسياسية، وكيف يمكن مواجهة هذه التحديات والعمل على تجاوزها.

ويبرز الكاتب أهمية الإرادة الفردية والجماعية في تحقيق التغيير الإيجابي، ويشير بوضوح إلى أن التغيير يبدأ من الأفراد، ثم بعد ذلك يأتي إلى الجماعات.

ويشير الراشد إلى أهمية التحفيز الروحي والارتباط بالإيمان العميق لمواجهة الصعوبات والتحديات، وذلك بضرورة الارتباط بالأمل والتفاؤل في المستقبل، ويعتبر ذلك عاملًا مهمًا ومحوريًا لتجاوز الصعوبات والأزمات. وفي هذا الأمر ينادي الكاتب بضرورة التمسك بالتفكير الإيجابي، والابتعاد عن الأفكار السلبية.

يدعو الكاتب إلى ضرورة تعلم الدروس من الأخطاء السابقة، والعمل نحو تحسين الأوضاع. وهناك من لا يؤمنون بالفشل، ويعتبرونه تجربة سلبية يأخذون فيها الدروس والعبر، ويعبرون بعد ذلك إلى النجاح فيما هم يسعون إليه، وهكذا يظلون متمسكين بالروح الإيجابية مهما كانت الظروف التي يمرون بها.

إن التعلم من أخطاء الماضي وبناء المستقبل يتطلب عملية فكرية متماسكة. فكيف يمكن أن يكون ذلك؟

يتم ذلك عن طريق التأمل والتحليل والرجوع إلى الأخطاء التي تم ارتكابها في الماضي، ومراجعتها بموضوعية وعلمية، وفهم الأسباب التي أدت إلى هذه الأخطاء، وما هي الدروس المستفادة من كل تجربة.

المسألة الأخرى هي تحديد الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في المستقبل. ويجب أن تكون هذه الأهداف واضحة ومفعلة وقابلة للتحقيق، وعليه يجب أن نضع خطة عمل محددة، تشمل الخطوات العملية لتحقيق هذه الأهداف.

ويعمل الكاتب بهذه المعادلة للوصول إلى تحقيق الأهداف:

الإنجاز= الوعي + التخطيط + التطبيق + العزيمة، 

ويصف الدين بأنه حقيقتان:

صبر وشكر

صبر إذا أصابتك ضراء

وشكر إذا أصابتك سراء

(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون).

الآية رقم (35) – سورة الأنبيَاء – الجزء 17

وضح الكاتب أهمية نعمة الوعي الذاتي عن طريق التفكير الإيجابي، وذلك يتطلب تطوير نمط التفكير الإيجابي، الذي يمكنك من رؤية الفرص المتاحة.

وهذا أيضًا يتطلب تكييف مشاعرك وأفكارك استجابة للتغيرات والتحديات، بمعنى أن تكون مرنًا، وتتماشى مع الأحداث والمتغيرات ولا تكون جامدًا، وهذا يتم بتقنية الوعي والإدراك لكل المستجدات والمتغيرات.

وهذا يتطلب اكتساب مهارات جديدة، واكتساب المهارات الجديدة يتطلب التعليم المستمر بمختلف الطرق:

الدورات التعليمية والتدريبية. 

القراءة المستمرة. 

التعلم من الأقرباء والأصدقاء، من الحكماء، من تجارب الآخرين؛ 

وهذا يؤدي إلى تطوير المهارات، ويقودك إلى التواصل الفعال مع الآخرين، وأن نحرص على أن يكون هذا التواصل مع أناس يتمتعون بالإيجابية، حتى نجد الدعم منهم، ويحفزونك للنجاح وتحقيق الأهداف.

وابتعد عن السلبية وعن الأشخاص السلبيين، والذين يبثون فيك طاقة سلبية تؤثر على تفكيرك وعلى سلوكك. كن دائمًا مسؤولًا عن قراراتك وأفعالك، وهذا يعزز من قدرتك على السيطرة على مستقبلك.

واعترف بأخطائك، واعمل على تصحيح هذه الأخطاء، وابتعد عن جلد الذات.

التعامل مع الفشل كتجربة سلبية، انظر إليه كجزء من التعلم والنمو، بدلًا من النظر إليه كنهاية الطريق.

كما يجب إعادة تقييم الأهداف، والحفاظ على تحديثها بصورة مستمرة حسب الضرورة والمتغيرات. وهكذا، عليه يجب استخدام أخطاء الماضي كدروس قيمة للتعامل مع مستقبل زاهر سعيد.

الكاتب يدعو إلى أهمية العمل الجماعي، والتعاون بين الأفراد لتحقيق الأهداف المشتركة، والإرادة الجماعية، وينادي بأهمية الوعي الأكبر لمسؤوليات الفرد والمجتمع من حولنا.

الكتاب عبارة عن دعوة للإيجابية والتفكير الإيجابي، والعمل نحو بناء مستقبل أفضل من خلال الفهم العميق للتحديات، والقدرة على التغيير.

هل نستطيع تغيير المستقبل؟

يطرح الكتاب هذا السؤال الكبير، ويستعرض بعض الأسئلة حوله:

هل المستقبل من صنع أفكارنا؟

ما الذي يمكننا عمله؟

هل التغيير يكون فرديًا أم جماعيًا؟

ما هو تعريف القدر:

هو ما يقع وفقًا لتقديرات محسوسة ومنظمة، ووفق قوانين مدروسة ومهندسة ومحكمة في الحياة.

ويستعرض بعض أصناف القدر، نأخذ منها هذا الصنف:

إن الله كتب القدر بعلمه لا بجبروته ولا بقدرته. كل شيء يقع بمشيئته.

العبارة الأساسية: «علم فقدر»، هذا بمعنى أن علمه سبق قدرته، وهنا هذا المفهوم الصحيح لفهم القدر.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *