د. عبدالمنعم

د. عبدالمنعم سليمان الحسين

كاتب صحفي

• أطلَّ علينا في الأسافير خطاب منسوب لقائد المليشيا حميدتي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للحرب الدائرة في السودان حتى الآن، وكأنه يحتفي بها، ويوقد لها فوق التورتة المزينة بالدماء الكثير من الشموع، ويغني لها مع جوقته التي تتقاطر من أنيابهم دماء الأطفال، والشيوخ والحوامل، وهو، وهذه الجوقة يرددون
Happy birthday to you
وكأنهم يهمسون في آذاننا أن الحرب لسه،صغيرة، وجاهلة يا دوب عمرها سنتين، ولما تكبر، وتعمل ليها جضيمات حتشوفوا الويل (يا ربي أكثر مما شفنا؟!!!!).
قال في خطابه (نعلن بفخر قيام حكومة السلام والوحدة)، مشيراً أنها الوجه الحقيقي للسودان
يا جماعة بطلوا ده، وأسمعوا ده، كيف تكون حكومة سلام، وصوت الرصاص وتفجير الدانات أفزع العصافير في أعشاشها، وفي معسكر زمزم شرد النساء، والأطفال، وقتل الرجال، وقضى على الأطباء حتى لا يقدموا للمحتاج جرعة من الدواء.
عن أي سلام تتحدث يا هذا، وتتارك عاثوا في الأرض فساداً، وأتلفوا الزرع ، والضرع، وقتلوا الأنفس، وهتكوا الأعراض.
كيف تقول إن هذه الحكومة تمثل الوجه الحقيقي للسودان؟!!!
قل لنا بربك كيف يكون الوجه المثخن بالجراح، من سياط الجلادين منذ وقت طويل منذ بداية هذه الألفية في دارفور، وكردفان حتى تمددت للعاصمة، والجزيرة، حتى امتلأ الوجه بالبثور والندبات، التي شوَّهت شامة الجمال التي زيَّنت خد الوطن؟
كيف تصف هذه الحكومة بأنها حكومة الوحدة، وهي إسفين في خاصرة الوحدة التي تبقت، بعد أن غرست الحروب السابقة للإنقاذ خنجر الانفصال وقتها في خاصرة الوطن لنفقد الجنوب، لينتحب القنقليس، والبركاوي، والباباي.
كيف تكون حكومة الوحدة، وأنت تعد بطباعة عملة جديدة، ليكون بلداً في جوفه قلبين (طرة وكتابة).
وعدت في خطابك بسجل مدني جديد، وإصدار وثائق هوية، حتماً من خلالها سيحصل كل من هب ودب على الجنسية السودانية، التي طالها الكثير من مثل هذا التفلت خلال فترة الإنقاذ.
قلت في خطابك (لن نسمح للقوى الأجنبية بتحويل السودان إلى رقعة للصراعات والطموحات)
يا راجل…. أسمع كلامك أتعجب، أشوف فعايلك أستغرب!!!!
البتعمل فيهو ده ما تمكين بالدرب العديل، للقوى الأجنبية.
دعوت الاتحاد الإفريقي إلى الاعتراف بالحكومة الجديدة، قائلاً:
(ندعو الاتحاد الإفريقي للاعتراف بالإرادة الديمقراطية للشعب السوداني، وعدم البقاء رهينة لمدبري الانقلاب في السودان).
عن أي ديقراطية تتحدث وتتارك طيلة هاتين السنتين، يبترون الألسنة من لغاليغها، إذا احتجَّ أحد على فظاعة ما يحدث، هل تعلم أن هؤلاء التتار الذين أتيت بهم لا يعرفون عن الديمقراطية إلا اسمها، وعندما صادفوها في الطريق مليحة، متوردة الخدين، ينسدل على ظهرها شعرها الجميل، الذي تمثل كل شعرة منه باباً من أبواب الرأي الحر، ومن أذنيها يتدلى قرطان، واحد لخيار الصندوق لمن ينوب عن الشعب في البرلمان، والقرط الثاني لقضاء حر، لا يطفف في ميزان العدل.
ألا تعلم أن تتارك عندما لقوها مزقوا ثوبها المتدلي حتى القدمين، وسرقوا قرطيها، وبموس صدئة جزّوا شعرها الجميل، ولم يكتفوا بذلك، بل بقروا بطنها، وتركوها لكلاب الطريق.
عن أي ديموقراطية تتحدث، يا هذا؟
تتمشدق أنك لن تترك البلاد رهينة لمدبري الانقلاب، ونحن نعلم أنكم دافنينوه سواء وانقلاب ٢٥/١٠/٢٠٢١م
وأد الأحلام في ديمقراطية بذل لها الغالي والنفيس في ثورة سلمية شهد لها كل العالم، وقبل ذلك في خسة ونذالة أشرفت مع (حدس ما حدس)
على قتل الثوار وهم نيام، بل ربطت أقدام بعضهم بالبلوكات، ورميتهم في النيل، الذي كان أرحم بهم منك، فحملتهم أمواجه جثثاً للشاطئ.
تحدثت أن السودان (لن يكون دولة للتمييز أو التبعية، بل سيكون وطناً حراً لأبنائه).
تتارك اليوم لا تنطق ألسنتهم إلا تمييزاً، استهدافاً لقبائل ذكروها بالاسم، ووعدوها بالويل، والثبور،
وعظائم الأمور.
هل تعلم يا هذا أن تتارك قد قاموا بأكبر سرقة، وقتل وتخريب لم يشهد لها العالم في كل حقبه مثيلاً، وهل تعلم أن تتارك في مكتبات الجامعات والدور كانوا يمزقون أقيم الكتب، ليشعلوا بها النار، ليصنعوا كوباً من الشاي!!!!
ما تقصده وتهزي به، قد نادى به الثوار حرية، سلام وعدالة، لكن أصواتهم أخرست، وضاعت أمانيهم وتبعثرت حقوقهم في وطن حر ديمقراطي.
هذا الوطن له رب يحميه وسينهض من كبوته، إن آمن الجميع أنه بالتوافق على أنه بالكثير من التضحيات، سيكون وطناً حراً يسع الجميع.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *