• والإسلام في أصله دين يقوم على ترقية السلوك وتنمية المجتمع.! كيف ومتى تمّ حصره في العبادات على أهميتها. يقول الله سبحانه وتعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) فالقرآن يقرأ بالقلب قبل العين واللسان والتدبر تأمل. من يقرأ القرآن متدبراً ثم يفتح الله بصيرته يرى أن أحكامه في الغالب أحكام سلوك، حتى أنه إذا جُمع أمر سلوك مع أمر عبادة قدم السلوك على العبادة. يقول الله سبحانه وتعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، و الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً)… تدبر ألم يقدم الله سبحانه وتعالى (التواضع) وهو سلوك، على السجود والقيام وهما من أفعال تكاليف العبادة؟؟ قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)… ألم يقدم التعاون والتكاتف في مواجهة العدو والتراحم في ما بين أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهما فعلان سلوكيان على أفعال العبادة (تراهم ركعاً سجداً) . هذه الحرب التي فرضت على الشعب السوداني امتدت آثارها إلى كل أرجاء وطننا الحبيب فهل سنعي الدرس… هل سنعلم ونتعلم أن العيب فينا وأن سلوكنا يجب أن يتغير بما في ذلك سلوكنا الديني والمجتمعي؟. ما لم نسعى لترقية سلوكنا سنظل قابعين في ذات القاع الاسن.
رسائل في ذات الإطار
إلى علمائنا الذين أخبرونا أن الله في المساجد لما لم تخبرونا أن الله داخلنا وينبغي أن تتبعنا رحمته وعطفه وكذلك خوفه في كل حركاتنا وسكناتنا… نحن نفخة الله في الطين التي لولاها نكون مثلنا مثل بقية منتجات الطين . إليكم و أنا معكم.. إذا لم نستفد من درس هذه الحرب ولم نقم بمراجعة أنفسنا ستظل الحرب داخلنا وإن انتهت المعارك العسكرية. المعركة الرئيسة أصلها في ما أرى محاربة الفساد في أنفسنا قبل غيرنا، والفساد ليس فقط رشوة واختلاس واستغلال منصب بل يتعدى ذلك إلى كل أصناف سلوكياتنا اليومية، عدم الإخلاص في العمل فساد، السكوت عن قول الحق فساد، وأكبر أنواع الفساد التملق والنفاق.
خاتمة الإطار… قال تعالى : (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) فما تعريف القلب السليم فيما ترون؟