في منتدى (ميديكس) للحوار: الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان

1172
أصعدة الدخان في الخرطوم
Picture of  عرض وتحرير بروفيسور أبوبكر شداد

عرض وتحرير بروفيسور أبوبكر شداد

خاص – «فويس»

 

أدار الحوار: بروفيسور ولي الدين النور الفكي

• مجموعة ميدكس الطبية في بريطانيا هي تجمع لأطباء سودانيين في الخارج. تم تأسيس المجموعة بواسطة البروفيسور إبراهيم حسن الفحل استشاري الباطنية وأمراض الكلى بالمملكة المتحدة. بدأت المجموعة كمنتدى للحوار للأطباء عبر مجموعات ياهوو للبريد الإلكتروني، في فبراير 1999، ليكون منصة تجمع الأطباء والعلماء والمهنيين السودانيين في المجال الصحي حول العالم  بهدف تعزيز الأنشطة الاجتماعية والثقافية والمهنية للعاملين في القطاع الصحي في السودان. في 8 فبراير 2019، تم إنشاء منتدى ميدكس للأطباء على مجموعات الواتساب لمواكبة تطورات وسائل التواصل الاجتماعي، والاستمرار في إرث منتدى الأطباء ميدكس.

منتدى الحوار الأسبوعي هو منتدى يناقش القضايا الصحية في السودان عن طريق استضافة خبراء ومختصين كما يتناول قضايا عامة ذات تأثير على الشأن السوداني. 

استضاف منتدي ميدكس للحوار هذا الأسبوع الدكتور محمد الأمين عثمان استشاري الباطنية وطب السموم السريرية في برمنجهام بالمملكة المتحدة، للحوار حول الادعاءات الأمريكية باستخدام القوات المسلحة السودانية أسلحة كيميائية محرمة دولياً، وقامت الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على القوات المسلحة السودانية تبعاً لهذه الاتهامات.

تناول اللقاء والمنتدي عدة محاور حول الموضوع كما تم فتح المجال للتعليق والاسئلة من أعضاء المنتدى واختتم المنتدى بعدد من التوصيات وقد تفضل السيد وزير الصحة الاتحادي عضو المنتدى الدكتور هيثم محمد إبراهيم بالإجابة والتعليق على الأسئلة والتوصيات التي وجهت إلى وزارة الصحة الاتحادية في السودان. 


بروفيسور ولي الدين النور الفكي

شملت محاور النقاش:

– الأسلحة الكيميائية و أنواعها.

– حقائق علمية، تأثيراتها و علاماتها السريرية.. 

– هل هناك أدلة علمية على استخدام الأسلحة الكيميائية في السودان؟ 

شارك في الحوار مجموعة من الأطباء من مختلف التخصصات: وسوف يتم لاحقاً ايراد المداخلات والرد عليها من قبل الدكتور محمد الأمين عثمان وفق الترتيب التالي:

– د. الهادي الطيب عباس 

– د. محمد صلاح خوجلي

– بروفيسور: ولي الدين الفكي

– د. حسين أبو عكر

– بروفيسور: أبوبكر شداد

– د. شذى 

– د. حسن جعفر حسن

– د. أمين المبارك

– د. حاتم الطريفي

– بروفيسور: إبراهيم الفحل. 


بروفيسور أبوبكر شداد

 تعريف الأسلحة الكيميائية 

الأسلحة الكيميائية تعرف بأنها الأسلحة غير التقليدية وتوصف بأنها  أسلحة الدمار الشامل لأنها تصيب كل من يتواجد في الحيز المكاني الذي تطلق فيه كما أنها تصيب الحيوان وتؤدي إلى تلوث البيئة. ويمكنها أن تسبب الإصابة أو الموت. وبالتالي تشمل هذه الأسلحة أي مواد أو مركبات لديها خصائص سامة تسبب الإصابة أو الموت. ونسبة لخطورة هذه المواد فقد عقدت معاهدة واتفاقية لحظر استخدام هذه الأسلحة في العام 1977م بواسطة  منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة وصادقت عليها كل أو اغلب دول العالم. (Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW. 

يمكن تقسيم المركبات الكيميائية التي تحظرها الاتفاقية حسب خواصها وما تسببه من أعراض كالآتي 

١. مركبات خانقة،تسبب الاختناق وصعوبة التنفس مثل غاز الكلور وقد سبق استخدامها في الحرب العالمية الأولى. 

٢. مركبات مهيجة أو مسببة للبثور والتهابات الجلدية وتفرح الجلد مثل غاز الخردل. 

٣. مركبات عصبية، تؤثر على الجهاز العصبي، مثل غاز الأعصاب والتي تؤدي للتشنجات وفقدان الوعي عند التعرض لها. وتدخل هذه المواد في صناعة المبيدات الحشرية بنسب قليلة وقد استخدمت سابقاً في حادثة الهجوم على مترو طوكيو العام 1995. ومن أمثلتها غاز السارين والغاز المعروف ب VX. 

٤. مركبات دموية وهذه تمنع وظائف الدم الحيوية مثل حمل الأكسجين لأعضاء الجسم ومن أمثلتها  غاز السيانيد. 

لقد تم استخدام هذه المركبات في الحروب مثل الحرب العالمية الأولى والثانية، وخلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي وفي العمليات العسكرية ضد المدنيين مثل الهجوم على حلبجة في كردستان العراق ١٩٨٨، وهجمات النظام السوري السابق على عدد من المدن السورية. كما استخدمت في حوادث اغتيال السياسي. 

٤. الاغتيال ومحاولات الاغتيال السياسي بواسطة أجهزة المخابرات مثل حادثة اغتيال الصحافي البلغاري المعارض جورجيو ماركوف في لندن بواسطة الـ «رايسين»  في ١٩٧٨م. واغتيال الأخ غير الشقيق لحاكم كوريا الشمالية كيم جونغ نام، بالـ VX في مطار كوالالمبور في ٢٠١٧م.

وكذلك محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرجيي سكريبال وابنته في جنوب إنجلترا في مارس ٢٠١٨م،  ومحاولة اغتيال المعارض الروسي اليكسي نيفالني في أغسطس ٢٠٢٠م. وحديثاً كانت هناك عملية اغتيال المعارض الروسي ليفنشينكو في مطعم في قلب لندن بواسطة تسميمه بجرعة صغيرة جداً من مركب إشعاعي بلوتونيوم في ٢٠٠٦م. 

هذه المركبات تؤدي لأعراض مرضية وعلامات سريرية على الأطباء و الممارسين الانتباه لها، للشك في وجود استخدام جنائي أو حتى تسرب غير مقصود لهذه المركبات أو ما يشابهها، مثل الكلور المستخدم كثيراً في تنقية المياه بنسب قليلة، أو مركبات الفسفور التي تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية. لأن الأعراض والتمظهر السريري واحد بالاساس، وهي: 

١. وجود إصابات عديدة متشابهة وسط أعداد كبيرة من المرضى في وقت ومكان واحد. 

٢. وجود أعراض وعلامات سريرية متشابهة أو موحدة في التوقيت والمكان وعند الوصول للخدمات الطبية. 

٣. وبالطبع هناك خصائص فريدة لكل مركب وتفاصيل هامة ينبغي الأخذ بها مثل استقرار المركب وبقاءه في البيئة المحيطة؟

وهل تسبب بعض المركبات الكيميائية تلوثاً مستديماً أو تنجلي بسرعة كبيرة خلال وقت قصير؟. 

منظمة الحد من الأسلحة الكيماوية تنظر في طبيعة الاستخدامات المختلفة للمركبات الكيمائية خاصة إذا كانت مركبات لها استخدامات مشروعة أو ما تعرف بالمركبات ذات الاستخدام المزدوج ولعل من الأمثلة الطريفة هي الغاز المسيل للدموع، حيث أنه مشروع استخدامه في فض التظاهرات وأعمال الشغب. لكن الاتفاقية تحظر استخدامه في الحروب والأستخدامات العسكرية لتعطيل الخصم. 


الدكتور محمد الأمين عثمان استشاري الباطنية وطب السموم السريرية في برمنجهام بالمملكة المتحدة

النقاش و الردود

د. الهادي الطيب عباس:

أولاً شكراً على المبادرة من الإخوة البروفسيرات شداد ووالي الدين، د شذي و شكراً لدكتور محمد الأمين. 

نرجو التركيز على أنواع الأسلحة الكيمائية و آثارها الطبية على البشر والحيوان ومدى إمكانية توفرها للدول مثل السودان لأن ذلك سيساعد على الإجابة إن كانت استعملت في السودان أم لا، لأن المتداول في الإعلام يعتمد احياناً على النوايا والأمنيات السياسية. 

سؤال آخر هل إذا وجدت أعداد كبيرة من المصابين بين المدنيين ، جنود المليشيات أو الجيش، هل يمكن وصف الأعراض بدقة والتعرف على الأسباب؟

د محمد صلاح خوجلي:

كيف يمكن التأكد او النفي بان الجيش في السودان استخدم أسلحة كيميائية؟ وعلى ماذا استندت الحكومة الأمريكية في تقريرها ان الجيش استخدم اسلحة كيمائية؟

وهل هناك فحوصات معملية او إشعاعية يمكن من خلالها التأكد من استعمال أو عدم استعمال أسلحة كيميائية في السودان؟

وعلى ماذا استندت وزارة الصحة السودانية في نفيها لاستخدام الأسلحة الكميائية في بيانها الأخير ؟

إجابة د. محمد الأمين :

شكراً دكتور الهادي.. بصورة عامة، كثير من المركبات الأساسية التي تشكل الجانب الكيميائي من هذه الأسلحة ليست صعبة التصنيع بما يشمل التصنيع المنزلي حتى لمن لديه معرفة ومهارات أساسية في الكيمياء والمعدات اللازمة.

التحدي دائماً ما يكون في إنتاج الكميات الكبيرة بصورة آمنة ونقلها. ومن ثم تركيبها كرؤوس حربية على صواريخ مثلاً أو مع متفجرات ومن ثم استخدامها كسلاح من الناحية العسكرية. 

عموماً لا تصلح كل البيئات لعمل هذه المركبات مثلاً خطورة غازات الكلور والخردل في الحروب العالمية كانت حينما تم توجيهها لاستهدف خنادق العدو، مما يجعل نسبة تركيز الغازات عالية حتى على المستويات السفلى، إضافة لذلك عوامل الرطوبة العالية وعدم تصريف مياه الأمطار من الخنادق وضعف التهوية. لكن مثلاً في حالة استخدام هذه الغازات في مكان مفتوح منبسط، جيد التهوية، مثل المناطق السهلية قد لا يأتي بنتيجة تذكر خلافاً لقليل من الأعراض مثل التهيج للذين يتعرضون بصورة مباشرة. ويمكن التحكم في الأعراض بالإجراءات الإسعافية الأولية لإزالة التلوث. 

أما بالنسبة لامكانية التوفر وإمكانية التصنيع … فقد ظلت هذه النقطة صداع مزمن للجهات الاستخباراتية الغربية نسبة للتخوف من مخاطر واحتمالات تصنيعها بواسطة الأفراد والجماعات المختلفة، خاصة وأن هناك كثير من المركبات التي تصلح كمواد أولية للتصنيع، بداية من بعض المواد التي تستخدم استخداماً مزدوجاً كما ذكرنا سابقاً. 

بروف والي الدين الفكي:

من الطرح أعلاه واضح جداً وحتى بافتراض أنه تم استخدام سلاح كيميائي فان معظم التأثير لا يستمر فترة طويلة مما يتعارض مع المخاوف والدعوات التي يرددها البعض بعدم العودة للسودان بسبب وجود آثار لأسلحة كيميائية – أرجو التعليق بالتصحيح او النفي. 

النقطة الثانية: بالرغم من ان وزارة الصحة قد اصدرت بياناً أكدت فيه خلو العاصمة الخرطوم من أي آثار لتلوث أو لأسلحة كيميائية هل هناك خطوات وإجراءات أخرى يمكن أن تنصح بها وزارة الصحة في هذا الصدد للمزيد من الاطمئنان للمواطنين؟

الدكتور حسين أبو عكر:

عندما انتشر الخبر باستعمال أسلحة كيميائية بالخرطوم راسلنا الزملاء العاملين باقسام الطوارئ والإصابات في القروبات الخاصة التي تجمعنا وسألناهم إذا تم استقبال أي من الحالات المرضية بأعراض اشتباه تسمم بالأسلحة الكيميائية؟ ، حتى هذه اللحظة لم يردنا خبر واحد ولم تسجل حالات اشتباه بأسلحة كيمائية. هذا ما لزم توضيحه من واقع عملنا في أقسام الطواري والإصابات. 

بروف أبو بكر شداد:

أمريكا أطلقت تهمة استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية ونجحت في استدراج الاهتمام الإعلامي بعيداً عن أصل المشكلة وتجاهل جرائم شريكتها دولة الإمارات والمرتزقة الذين تستخدمهم..

الناس تنسى أن أول ما فعلته أمريكا عند بداية الحرب هو أنها تجرأت على تحريك سفن حربية أمريكية إلى داخل المياة الإقليمية السودانية في البحر الأحمر بحجة إجلاء الرعايا، ثم مع صمود الجيش السوداني وكسر الانقلاب فرضت أمريكا عقوبات على شركات الصناعات الدفاعية السودانية وحظر اقتصادي على شخصيات زعمت أنها تحرك المقاومة الشعبية السودانية، بينما لم يمتد الحظر الأمريكي على قيادات المليشيات التي تقيم علانية في دولة الإمارات .. الآن تعود أمريكا مرة أخرى ومع تواصل انتصارات القوات المسلحة وتفرض حظراً جديداً على قيادات الدولة السودانية وشخصيات فاعلة في مقاومة العدوان على البلاد. 

لعل من المفيد ان نذكر أن أمريكا استخدمت نفس الأسلوب والاتهامات لتبرير الهجوم واحتلال العراق في تسعينات القرن الماضي.. كما أوضح الدكتور محمد الأمين عثمان في إجاباته العلمية الواضحة أن التهم الأمريكية يصعب التحقق من صحتها أو نفيها. وكما أفاد الدكتور حسين أبو عكر في تعليقه بأن محاولاتهم الحثيثة للتواصل مع أطباء الطوارئ في السودان للسؤال عن أي حالات اشتباه بالتسمم الكيميائي في مستشفيات السودان لم تورد أي حالة اشتباه خلال الفترة التي تلت نشر الاتهامات الأمريكية..

يبدو مما ذكر أن موضوع الاتهامات الأمريكية باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية ما هي إلا إعادة اتهامات كاذبة وهذا يشبه ما فعلته أمريكا عند ضرب مصنع الشفاء للأدوية في السودان في التسعينات من القرن الماضي والإدعاء بالحصول على عينات من التربة قدمها أفراد وعملاء سودانيين معروفين للمخابرات الأمريكية وادعت أمريكا أنها وجدت فيها آثار مواد كيميائية يمكن أن تستخدم في صناعة الأدوية أو المبيدات ويمكن أن تستخدم في صناعة أسلحة كيميائية.. أو غيرها.

يبقى السؤال عن دور الإعلام وأهمية بناء شبكة إعلامية سودانية قوية للمؤسسات والوزارات والحكومة في السودان وتفعيل دور وزارة الإعلام حتى تستطيع تفنيد إدعاءات وتهم الحرب الإعلامية الشرسة التي تواجه البلاد وتستخدم فيها واجهات هلامية مضللة لنشر الإشاعات وتسويق الأكاذيب…

السؤال موجه للدكتور محمد الأمين باعتباره أيضاً وجهاً إعلامياً بارزاً وله مساهمات مقدرة في الإعلام المرئي تحياتي.

د محمد الأمين عثمان:

شكراً بروف أبوبكر شداد. هذا سؤال معقد ويصعب إجابته بصورة مبسطة. 

لا شك أن هناك دوراً كبيراً للإعلام وللجهاز الحكومي ككل، لكنه كذلك يتصل برؤية وقدرة الحكومة في قيامها بجانب الإدارة المدنية والسياسية للحرب. مثلاً الؤدارة والجبهة العسكرية شهدت تحسناً كبيراً من بعد تعثر شديد عند بدايات الحرب في ٢٠٢٣م.

ولذلك مهمة الحكومة ليست فقط مرتبطة بالإعلام الحكومي ووزارة الإعلام لأن هذه تأتي ضمن استراتيجية كاملة للتعامل مع الواقع الماثل الآن. في هذا الجانب التعامل الجاد مع هذا الملف من منطلق منظمة مكافحة الأسلحة الكيميائية حول الاتهامات الأمريكية والتعامل معها بأعلى درجات الجدية والعلمية مع الأخذ في الاعتبار الزاويا السياسية فيما يخص ولاية الخرطوم.

نحتاج مزيد من التفاصيل حول التحقيقات والاختبارات التي أجرتها الجهات الحكومية والأجوبة بشفافية ووضوح على أسئلة ومخاوف المواطنين المشروعة وتكثيف حملات الوعي خاصة مع حالة التردي التي أصابت الصحة العامة في البلد بسبب الحرب. 

د. شذى:

١. سريريا هل من السهولة للكوادر الطبية الاشتباه أو التعرف على علامات وأعراض التسمم بالأسلحة الكيميائية؟ هل يوجد تشابه أو تعارض مع أمراض أخرى؟ 

٢. هل هناك أي خطورة على الكادر المعالج وهل يحتاج  لاتباع أي إجراءات وقائية؟

٣. هل هناك أي مضاعفات متوسطة أو طويلة المدى يمكن أن تظهر على الأشخاص الذين تعرضوا لأسلحة كيميائية؟ (المدى الزمني)

٤. وهل هناك مدى مكاني معروف للأنواع المختلفة؟ بمعنى لو تم استعمال أسلحة كيميائية في الخرطوم ما هي احتمالية أن يتأثر بها سكان الولايات المجاورة؟

رد د محمد الامين لتساؤلات د. شذى:

شكراً دكتورة شذى.

١-نعم هناك أعراض وعلامات نمطية موجودة ولحد كبير تشخيص حالات الإصابة بسلاح كيماوي لحد كبير تشخيص سريري قبل أن يتم التأكيد المختبري.

بصورة أساسية الذي يفرق هذه الحالات عن مسببات مرضية أخرى هي وقوع حالات إصابات جماعية في حيز مكاني محدد وخلال وقت قصير جداً وبتمظهرات متسقة ومشابهة إن لم تكن موحدة.

سأرسل فيديو كمثال لضحايا هجوم بغاز الأعصاب في سوريا.

٢- نعم هناك مخاطر على الكادر المعالج في حال لم يتم متابعة والالتزام بؤجراءات ؤزالة التلوث من المصابين، وبالتالي إصابتهم أثناء معالجتهم لهؤلاء المرضى بما يعرف بالتلوث الثانوي. ولذلك مع عمليات ازالة التلوث Decontamination لابد من اتباع إجراءات لبس الأزياء والقفازات والأقنعة الواقية للكوادر المعالجة والمباشرة للمصابين PPE ولعل من بركات جائحة الكوفيد ان كثيراً منا صار عنده وعي ومعرفة بكيفية استخدام الأزياء الواقية.

هناك وثيقة رسمية سأرسلها كذلك لمزيد من المراجعة والاسترشاد صدرت بعد محاولات الاغتيال ب Novichok في بريطانيا

٣- نعم على حسب نوع المركب ومدة الاصابة وطول التعرض له منها الامراض التنفسية المزمنة.

ومتلازمة ما بعد الصدمة ومضاعفات الحروق الجلدية وفي حالات غاز الأعصاب هناك تاثيرات نفسية عصبية قد رصدت

لكن لا تزال الدراسات غير كافية للإحاطة بكل المركبات.

٤- لحد كبير وحسب المركبات الانتشار غالباً يظل محدود جغرافياً. وهذا يخضع لنوع المركب هل ينتشر بالهواء أم يتبدد؟ هل يتركز في مصادر المياه ودورة الغذاء مثل مركبات السيانيد. مثلاً: 

السيانيد الذي ينتج من عمليات احتراق المنازل والأثاثات (صحيح ليس سلاح كيمائي لكن لتقريب المثال) عندنا قاعدة عامة في طب السموم أن المصاب إذا تم إخراجه من المبنى المحترق وهو حي فمن المستبعد ان تتدهور حالته بعدها من ناحية تسمم باستنشاق السيانيد وغازات الاحتراق السامة لأنه يكفي إجلاء المصاب من المكان.

هجمات اليابان بغاز الأعصاب (السابقة لهجوم المترو) فشلت مثلاً لأن مركبات السارين والـ VX تبددت في الهواء الطلق بسبب اتجاه الرياح لحظة الهجوم.

وفي حالة الـ Novichok ظلت قنينة زجاجية صغيرة (على هيئة فتيل عطر نسائي معروف) مليئة بالمركب شديد السمية ملقاة في حديقة عامة إنجليزية لنحو ٣ أشهر كاملة دون أن تسبب أي ضرر أو تلوث حتى لحظة التقاطها بواسطة أحد المارة والذي قام بإهدائها لخطيبته لتصاب بالتسمم لأنها رشتها على نفسها ظناً منها أنها عطر وتوفيت لاحقاً رغم إسعافها بسرعة شديدة.

د/حسن جعفرحسن 

استشارئ الطواريء  – الرياض السعودية 

هل تم استخدام أسلحة كيمائية أثناء الحرب في السودان ؟

في الرد على د حسن، ذكر د محمد الأمين :

حسب المتوفر والمتاح حالياً من معلومات موثقة، لا أستطيع القول إنه حدث استخدام لأسلحة كيميائية، وهذا أمر قابل للمراجعة بطبيعة الحال إذا توفر ما يثبت ذلك.

د/ امين المبارك

استشاري الامراض الجلدية

في حال تم استخدام أسلحة كيميائية في السودان، ما مدى قدرة الولايات المتحدة الأمريكية أو الجهات الخارجية، على تحديد الجهة المسؤولة عن استخدامها، وهل تُعد عملية التحقق سهلة أم معقدة؟ وكيف نضمن مصداقيتها؟

في الرد على سؤال د. أمين مبارك 

قال د. محمد الأمين:

هناك آليات وطرائق مختلفة تتخذها الجهات والوكالات الدولية لتستطيع تحديد المسؤولية، منها الجوانب الفنية والزمانية والمكانية. مثلاً: 

– توفر نوع المقذوفات التي يمكن استخدامها لمثل هذه الأغراض.

– متابعة صور الأقمار الاصطناعية .

– شهادات الضحايا والكشف السريري.

– أعداد الضحايا.

– العينات من التربة والهواء.

– الاعترافات المباشرة… إلخ.

التعقيد موجود في مسالة الحيدة والمصداقية، لأن العملية في النهاية تعالج أو تأخذ منحى سياسياً بالتأكيد. ورأينا أمثلة أضاعت السياسة أو غيبت الحقائق والعدالة. مثل قصف مصنع الشفاء في السودان والحرب على العراق في ٢٠٠٣م.

برفيسور إبراهيم الفحل

بروفيسور إبراهيم الفحل:

ما هي الإسعافات الأولية الفعالة بعد التعرض لأسلحة كيميائية، والأدوية أو المضادات الواجب توفرها فوراً، والتوقيت الحرج للتدخل الطبي؟ وكيف يمكن توثيق الحالة سريرياً وقانونياً مع الحفاظ على سلامة العينات لاستخدامها في الطب الشرعي أو المحاكم الدولية إن وجدت.  

في الرد على بروف إبراهيم الفحل.. هناك عدة أولويات منها إزالة التلوث، وهذه قد تكون تحدياً في مثل بلادنا وثقافتنا المحافظة لأنه مثلاً لا بد من نزع كل ملابس المصابين ومرورهم تحت خيم كبيرة يتعرضون فيها لغسيل كامل متكرر بالماء. 

نحتاج لفرز المصابين بصورة سريعة وفعالة، والتعرف السريع على الصورة النمطية التي يمكن أن تدل على نوع المركب المستخدم. مثلا في حالة تسمم غاز الأعصاب مباشرة نحتاج إلى عقار الأتروبين والعلاج الداعم من أكسجين وتنفس اصطناعي فاعل ؤذا دعت الضرورة، والبروتوكولات العلاجية متاحة ومراكز السموم والمعلومات الدوائية توفر إرشادات مباشرة للأطباء غير المتخصصين. 

في الكلور والمواد الخانقة بصورة أساسية يكون العلاج داعم للتنفس والوظائف التنفسية. أما في تسمم المواد الدموية مثل السيانيد يكون المحافظة على مستوى الأكسجين أمر ضروري. 

هناك خلاف بين مدارس طب السموم في مدى نجاعة استخدام ترياق مثل عقار Hydroxycobalamin نظراً لكلفته العالية.

ومهم قيام الاجراءات الأخرى من هيكل لإدارة الطوارئ، وتقسيم الطوارئ مناطق ساخنة وباردة في المستشفى أو الوحدات الطبية التي تستقبل المرضى مع توقع إصابات خاصة بالهروب ومحاولة الخروج من المكان مثل الدهس والكسور ووصول من يعرفوا بالـ Worried well . وحالات الانهيار العصبي (الهستيريا الجماعية)، مثلما حدث في الحادثة الأخيرة قبل أيام في مطار هيثرو في لندن.

وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم

تعقيب السيد وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم على المنتدى 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً جزيلاً د. محمد الأمين، وشكراً بروف والي الدين و د. شذي. 

اختيار وطرح هذا الموضوع ممتاز و الحوار ممتاز والإجابات مميزة..

أرجو أن أذكر نقطتين، مما تعرض لهما الأخ د. محمد الأمين، وما صدر مسبقاً من بيانات وزارة الصحة: 

الأول: ما تم من الفرق الفنية والتقرير الذي صدر من الوزارة كان بعد إجراء المسوحات الميدانية وفق بروتوكول محدد في بعض المواقع منها (معمل استاك ..مستشفى الذرة…مراكز الأبحاث في سوبا…و الجزيرة وبعض المواقع الأخرى). ولم يتم رصد أي تلوث إشعاعي أو كيميائي في هذه المناطق يستدعي المخاطر و الحذر الزائد. بعد ذلك بدأت الفرق الصحية من وزارة الصحة في تعقيم و نظافة هذه المواقع.

كذلك لم يتم رصد حالات مرضية أو وفيات بأعراض نمطية يشتبه أنها ناتجة عن التعرض للإشعاع أو مواد كيميائية من قبل المستشفيات بصورة تجلب الشك في أن هنالك تلوث كيميائي أو اشعاعي فوق المعتاد. 

هذا لا يعني أنه لا يجب أن تكون هناك محاذير ورقابة ورصد لأي حالات مرضية أو وفيات يشتبه في تعرضها للتسمم. 

ثانياً: مسألة مخزن الكلور ومعقمات أحواض السباحة في منطقة بري. وأن هنالك مخازن للكلور تعرضت للأمطار الأخيرة وتسببت في تسرب مواد أدت إلى حالات حساسية والتهابات لبعض المرضى في المنطقة المحيطة بمخازن الكلور.

بعد ورود هذه الأخبار قامت الفرق الفنية وفرق الرصد التقصي بالوزارة بمعاينة المرضى والمعالجة بإجراء ما يلزم للحالات المصابة. و كما ذكر د. محمد الأمين أن أثر مثل هذا التعرض لن يبقى لفترة طويلة وليس له آثار بعيدة المدى. 

و هذا يتماشى مع ما ذكره د. محمد الأمين أن هنالك احتمالات لتسرب مواد كيميائية من مواقع أو مخازن لبعض هذه المواد الكيميائية السامة او الحارقة ولذلك يجب تهيئة الفرق التي تقوم  بالاستجابة الفورية والتعامل مع الحوادث بطرق علمية. 

مقترحان تقدم بهما سيادة الوزير :

الأول: تثنية اقتراح من سبقني وهي جمع المادة العلمية للمنتدى ونشرها لتعم الفائدة. 

الثاني: أن يتفضل د. محمد الامين بتقديم محاضرات والمشاركة في برامج التدريب الإسفيري التي تنظمها وزارة الصحة في السودان.

الخلاصات النهائية للحوار 

1. علمياً: الأسلحة الكيميائية معروفة ومصنفة بدقة، ويمكن التعرف على آثارها سريرياً في حال استخدامها.

2. فنياً: تصنيعها ممكن، لكن استخدامها الفعال يتطلب تجهيزات معقدة وظروف بيئية مناسبة.

3. سريرياً: حتى الآن، لم تُسجل حالات مؤكدة أو نمطية تشير إلى استخدام هذه الأسلحة في السودان، حسب إفادات الأطباء وأطباء الطوارئ العاملين في السودان. 

4. سياسياً: الاتهامات الأمريكية تفتقر إلى أدلة معلنة يمكن التحقق منها بواسطة جهات علمية محايدة، خاصة أنها تأتي في سياق توتر سياسي وإعلامي متكرر بين أمريكا والسودان.

5.  وقائياً: يجب رفع جاهزية القطاع الصحي، وتدريب الكوادر على التعامل مع حالات التسمم الكيميائي، حتى في غياب الأدلة القطعية. كما يجب تأسيس مركز قومي للخبرات في السموم والمعلومات الدوائية لتقديم المعلومات للأطباء من كافة أرجاء السودان. 

6. إعلامياً: هناك حاجة ملحة لتقوية الخطاب الوطني، وتفنيد الاتهامات عبر أدوات مهنية علمية ذات صوت مسموع .

توصيات بشأن ملف الأسلحة الكيميائية في السودان من خلال النقاش والحوار

1.  التحقيق العلمي:

– تشكيل لجنة وطنية للتحقيق الفني في الاتهامات.

– جمع عينات بيئية وتحليلها في مختبرات محايدة.

– التنسيق مع منظمة OPCW لضمان الشفافية والمصداقية.

2. التوعية والتدريب:

– إطلاق حملات توعية للمواطنين والكوادر الصحية.

– إعداد دليل مبسط للتعامل مع حالات التسمم الكيميائي.

3. الإعلام الوطني:

– بناء خطاب إعلامي علمي ومهني يستفيد من الخبرات العلمية السودانية حول العالم للرد على الاتهامات.

– تدريب المتحدثين الرسميين على استخدام لغة دقيقة وموثقة والإعداد الكافي قبل التحدث للإعلام .

– نشر نتائج التحقيقات للرأي العام المحلي والدولي.

– التعامل السياسي الدبلوماسي والتواصل مع أصدقاء السودان حول العالم لتوضيح الحقائق. 

– مطالبة الجهات الأمريكية بتقديم أدلة واضحة.

– تجنب الانفعال السياسي والتركيز على الرد العلمي المسنود بالأدلة والبراهين.

4. الاستعداد المستقبلي:

– إعداد بروتوكولات طوارئ للتعامل مع الإصابات الكيميائية.

– تدريب الكوادر على التعرف السريع على الأعراض النمطية.

– توفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في الطوارئ والأدوية الأساسية.

– وضع خطة وطنية للاستجابة لحوادث الأسلحة الكيميائية.

– مراقبة المواد ذات الاستخدام المزدوج.

– تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة انتشار هذه الأسلحة.

5. توصيات عامة:

– تقوية نظام الترصد والتحري بواسطة وزارة الصحة

– الحاجة لمزيد من المعلومات عن التحقيقات التي تمت لتمليك الحقائق للرأي العام و المواطن في السودان.

-التوصية بإنشاء مركز قومي حديث للمعلومات الدوائية والسموم مع دعم المركز بالخبرات والتدريب المستمر وربط المركز بمراكز ودوائر المعلومات المماثلة في الخارج ودعم تدريب الكوادر الطبية في مختلف أنحاء البلاد للتعامل الفعال مع حالات التعرض للتسمم والتلوث ولدغات الحشرات وعضات الحيوان وتوفير احتياجات الإسعاف والعلاج في مراكز العلاج. 

هل هناك  إمكانية لتصنيع واستخدام الأسلحة الكيميائية في السودان؟

* تصنيع المركبات الأساسية ممكن حتى منزلياً لمن لديه معرفة كيميائية.

* التحديات تشمل: السلامة، النقل، التسلح، والفعالية في بيئة مفتوحة.

* البيئة السودانية (التهوية، التضاريس، الرطوبة) قد تحد من فعالية بعض الغازات.

على الأطباء و الممارسين الصحيين معرفة أسس التعامل مع التلوث الكيميائي سواء من الأسلحة أو من غيرها وكيفية الطريقة المثلى للتعامل مع حالات الاشتباه عن طريق عدة خطوات منها : 

1. إزالة التلوث فوراً (خلع الملابس، الغسيل الكامل).

2. فرز المصابين (Triage) حسب الأعراض والتقييم السريري.

3. علاج داعم حسب نوع المركب: الأتروبين وOximes لغازات الأعصاب.

4. الأكسجين للمواد الدموية.

5.  تجهيز مناطق خاصة لعلاج هذه الحالات في المستشفيات.

6. التعامل مع حالات الهلع الجماعي (Worried Well).

 مداخلات الزملاء  والأسئلة الجوهرية: 

1. هل تم استخدام أسلحة كيميائية فعلًا في السودان؟

2. ما مدى مصداقية الاتهامات الأمريكية؟

3. هل توجد فحوصات أو عينات تؤكد أو تنفي؟

4. ما هي الإجراءات الوقائية للكوادر الطبية؟

5. هل توجد مضاعفات طويلة المدى؟

6.  ما مدى انتشار التأثير جغرافياً؟

 البعد الإعلامي والسياسي:

– الاتهامات الأمريكية قد تكون جزءاً من حرب إعلامية و ضغوط سياسية.

– أهمية بناء شبكة إعلامية وطنية قوية تمنع تأثير الإعلام الخارجي وتوضح الحقائق للجمهور .

– ضرورة الشفافية في التحقيقات والردود الحكومية.

– مقارنة مع أحداث العراق ومصنع الشفاء في التسعينات.

 

شارك المنتدى

2 thoughts on “في منتدى (ميديكس) للحوار: الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان

  1. من بعد السلام عليكم
    هل بنيت الاتهامات الأمريكية للسودان باستخدام الأسلحة الكيميائية علي دلايل علي ارض الواقع او ادلة مستوحاة من فحص التربة او المياه او الهواء ؟وهل وصل خبراء وقاموا بتلك الاجراءات؟
    ولماذا لم يقوم إعلامنا بتفنيد او حتي إثبات ذلك؟ وهل وصل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائيةPPCW للسودان للتقصي عن ذلك؟

    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاخ ياسر.. لم يحدث اي شئ من ما ذكرت بل الأمر تم في إعلان غريب ذكر ان استخدام الجيش كان في العام الماضي 2024 مما يعني انه حتى إذا أراد السودان التحقيق فلن يجد وسيلة لان اي أدلة او آثار او مرضي او اي شواهد الخ ستكون قد اختفت بمرور الزمن.. هناك العديد من الأدلة الاخري ذكرت في التقرير تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *