أكدت مفوضية العون الإنساني بالولاية الشمالية اكتمال الترتيبات النهائية لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين القادمين من مدينة الفاشر إلى محلية الدبة، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم السبت بمدينة الدبة، بحضور قيادات العمل الإنساني والتنفيذي والأمني بالولاية، وعدد من وسائل الإعلام المحلية والقومية.
وشارك في المؤتمر المدير التنفيذي لمحلية الدبة الأستاذ محمد صابر كشكش، والدكتورة منال مكاوي أمين عام الشؤون الاجتماعية بالولاية، والدكتور وائل محمد شريف مفوض العون الإنساني بالشمالية، والدكتورة شيراز عمر حجازي مدير التأمين الصحي بالولاية، إلى جانب ممثل منسقية إقليم دارفور.
ورحّب المدير التنفيذي لمحلية الدبة في مستهل المؤتمر بالنازحين القادمين من الفاشر، مؤكداً أن استقبالهم “واجب إنساني وأخلاقي”، ومشيداً بمواطني المحلية الذين بادروا منذ اندلاع الحرب بتقديم المأوى والغذاء والدعم للمتضررين قبل وصول المنظمات الإنسانية. وأوضح كشكش أن المحلية وضعت خطة محكمة لتأمين مراكز الإيواء وتنظيم الأوضاع الداخلية، تشمل إنشاء خلية أمنية لمتابعة المستجدات وتطبيق قرارات تنظيمية لحفظ الأمن والاستقرار.
وفي السياق ذاته، صرّح رئيس اللجنة الأمنية ومدير محلية الدبة الأستاذ محمد صابر كشكش بأن اللجنة الأمنية بالمحلية أصدرت عدداً من القرارات المتعلقة بالأمن وسلامة المواطنين، موضحاً أن أبرز هذه القرارات منع عمل بائعات الشاي بعد الثالثة مساءً، إلى جانب توجيهات بتنظيم حركة الشاحنات القادمة من وإلى الولايات الغربية عبر السوق الجديد، مؤكداً أن كل من يخالف هذه التوجيهات سيُعرض نفسه للمساءلة القانونية.
من جانبها، أشادت الدكتورة منال مكاوي بالمبادرات المجتمعية الواسعة في استقبال وإيواء المتضررين، مشيرة إلى أن الولاية تضم أكثر من (185) مركز إيواء موزعة على محليات حلفا، مروي، الدبة، ودنقلا، بجانب الاستضافات المجتمعية للأسر والعابرين. وأكدت أن محلية الدبة تظل من المحليات الرائدة في العمل الإنساني لما قدمه أهلها من دعم مباشر في مختلف الأزمات.
وفي الأثناء، أوضح مفوض العون الإنساني الدكتور وائل محمد شريف أن الاستعدادات تسير على قدم وساق، مبيناً أن المفوضية وبالتنسيق مع شركائها من المنظمات الإنسانية – وعلى رأسها مؤسسة قطر الخيرية، مركز الملك سلمان للإغاثة، برنامج الغذاء العالمي، والهلال الأحمر السوداني – أكملت تجهيز مراكز الإيواء والمعسكرات الجديدة، من بينها معسكر العفاض الذي زُوّد بأكثر من ألف خيمة ووجبات غذائية ومياه شرب نقية.
ودعا شريف جميع المنظمات إلى توحيد جهودها عبر مفوضية العون الإنساني ولجنة الطوارئ لضمان وصول المساعدات لمستحقيها بشكل منظم، مؤكداً أن “أبواب المفوضية مفتوحة لكل داعم يسعى لخدمة النازحين”.
وخلال المؤتمر، طرح عدد من الصحفيين أسئلة حول طبيعة الترتيبات اللوجستية والتنسيق مع المنظمات، وقد تمت الإجابة عليها بكل شفافية من قبل المسؤولين، الذين أكدوا التزام الولاية بأعلى معايير النزاهة والوضوح في إدارة الملف الإنساني.
واختُتم المؤتمر بالتأكيد على تضامن حكومة الولاية الشمالية مع القوات المسلحة السودانية، والدعاء بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وبأن يعمّ الأمن والسلام ربوع البلاد.