فى تذكر التشكيلي العبقري الراحل عمر خيري 

47
عمر خيري
Picture of عبدالقادر الكتيابي - القاهرة

عبدالقادر الكتيابي - القاهرة

• «عامداً أتجاهل اليوم حروب العلامات هذه و أنفذ من ثُقب اللحظة إلی عالمك المغاير يا صديقي فلعلك الآن بين طواويس الجنة تزهو مختالاً آمناً».

استغراقة طارئة في تَذَكُّر التشكيلي العبقري الراحل عمر خيري « جورج إدوارد « الذي ظل يعاني من حالة الانفصام حتی وفاته عليه رحمة الله .. كان قد رسم نفسه في آخر لوحتين لشخصه يطل في إحداها من شباك مركبة عامة في الزحام و في الأخری يحمل مكنسةً طويلة يكنس بها ظِلَّه من الأرض .

كان حضوراً مواظباً في منتدی الأربعاء للشاعر الراحل مبارك المغربي بالمجلس القومي للآداب و الفنون حيث كانت إدارة المجلس تحتفظ له بوظيفته هناك  . )

سلام عليه و علی الذين عرفوه معنا تلك الأيام .

إلی عمر خيري 

أسير العبقرية التآئهة

***

ﺫﻛﺮﺗُﻚَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡَ 

ﻷﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖُ فراشاً 

ﻳﻄﻮﻑُ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺑﻼ ﻃﺎﺋﻔﻪْ ..

ﻭ ﻫﺬﺍ ﺯﻣﺎﻥُ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒِ

ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮﻁُ الفواصلِ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓِ ﻣﺜﻞَ ﺧﻄﻮﻃِﻚَ 

في ﺍﻟﺨﺮﺑﺸﺎﺕِ ..

و فيها تظاليلُك ﺍﻟﺮﺍﻋﻔﻪْ ..

ﺗﻤﺜَّﻠﺖَ ﻟﻲ ﻧﻈﻴﻔﺎً ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺖَ ﻣﺜﻞَ ﺍﻟﺴَّﺤﺎﺏِ 

ﻗﻤﻴﺼُﻚ ـ 

ﺫﺍﺕُ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺِ « المُنَشَّیٰ « ﺑﺄﺯﺭﺍﺭِﻩِ اللاصفه ..

ﻭ ﺗﺤﺖَ ﻗﻤﻴﺼِﻚَ 

ﺳُﻮﺭُ ﺿﻠﻮﻉٍ

ﻭ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉِ ..

ﺻﻬﻴﻞٌ ﻭﻧﻴﻞٌﻭ ( ﺟﻮﺭﺝُ )

ﻳُﺨَﻄْﺮِﻑُ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻔﻪْ ..

ﻭ ﺧُﺼﻠﺔُ ﻓُﺮﺷﺎﺗِﻚَ –

ﺗَﻜﻨُﺲُ ﻇِﻠَّﻚَ ..

ﻇِﻠُّﻚَ ﻳُﺸْﺒِﻪُ ﺭﻳﺶَ

ﺍﻟﺤﻮﺍﺻﻞِ ـ

ﺃﻧﺪﻯٰ ﻭ ﺃﺑﺪﻯٰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭَ ـ

ﻭ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ..

ﺗﻤﺎﻫﻰٰ ﻛﻤﺎ ﺭَﻓَّﺔٍ ﺧﺎﻃﻔﻪْ ..

ﻭ ﺷِﻌﺮُﻙَ –

ﻳَﻬﺬﻱ ﺑـ ( ﻛﻞِّ ﻫﺪﻭﺀٍ ) ﻭ ﻳﺴﺄﻝُ :

( ﻣﺎﺫﺍ ؟ …

ﻭﻣﺎﺫﺍ 

ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭَ ﺟﻤﻴﻌﺎً

ببحرٍ ؟ .. )

ﻭ ﺗﺼﻤﺖُ ﻋﻨَّﺎ ﻃﻮﻳﻼً ..

ﻭﺗﺸﺮﺩُ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺓٍ ﺁﺳﻔﻪْ ..

ﻟِﺘﺮﺳﻢَ ﻭﺟﻬَﻚَ 

ﺑﻴﻦَﺍﻟﻮﺟﻮﻩِ ﺧﻼﻝَ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡِ ..

ﺑِﺸِﺒَّﺎﻙِ ﻣَﺮْﻛِﺒﺔٍ

ﻭﺍﻗﻔﻪْ ..

ﻭ ﺗﻜﺘﺐَ ﺷﻌﺮﺍً ..

ﺗُﻌَﻠِّﻖُ ﻟﻮﺣﺎﺗِﻚ ﺍﻟﻨَّﺎﻓﺮﺍﺕِ 

ﺑﺠﺪﺭﺍﻥِ ﺟﻨَّﺎﺗِﻚَ ﺍﻟﻮﺍﺭﻓﻪْ ..

ﻭ ﺗُﺪْﺭِﻙُ ﺃﻧﻚ ﻣِﺖَّ ﻭﺣﻴﺪﺍً

ﻷﻧﻚ ﻃُﻔْﺖَ ﻛﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵِ ..

ﻭﻛﻨﺖَ – 

ﻭﻫﺬﺍ ﺯﻣﺎﻥُ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒِﻫﺬﺍ ـ

ﺑﻼ ﻃﺎﺋﻔﻪْ ..

لفيفاً بأحلامكَ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺍﺕِ 

ﺭﺣﻠﺖَ ﻭ ﻟﻢ ﺗَﺪﺭِ

ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞِ ..

ﻭ ﻣﺎ ﻛﻨﺖَ ﺗﺤﻤﻞُ ﻣﻨﻚ ﺳِﻮﻯٰ

ﻫﺬﺭﺑﺎﺗِﻚَ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪْ

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *