ضمن مباريات دافوري جدة: مباراة نارية بين الأزرق والأخضر تنتهي بتعادل دراماتيكي

44
match01

جدة – محمد صلاح باكا

• انطلقت أمس الجمعة مواجهة كروية مثيرة بين قطبي دوري دافوري جدة، الفريق الأزرق والفريق الأخضر، في لقاء جمع بين التاريخ والمنافسة، لينتهي بالتعادل الإيجابي (5-5) في مباراة شهدت تبادلاً هجومياً مثيراً وتقلبات دراماتيكية أبقت الجمهور في قمة التشويق حتى صافرة النهاية. المباراة حضرها عدد كبير من الجماهير، كانوا شاهداً على واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ الدوري.

بدأ اللقاء بوتيرة عالية، حيث سيطر الفريق الأزرق على مجريات اللعب في الدقائق الأولى، مما أثمر عن هدف مبكر عبر اللاعب الطيب الجنيد بعد خطأ دفاعي من الفريق الأخضر. التحليل التكتيكي أظهر اعتماد الأزرق على خطة الضغط العالي منذ الصافرة الأولى، مما أربك خط دفاع الأخضر وأسفر عن الهدف الأول في الدقيقة السابعة. ومع استمرار السيطرة النسبية للأزرق، تمكن الأخضر من إعادة تنظيم صفوفه تدريجياً، حيث قام المدرب بإجراء تعديل تكتيكي بتحويل تشكيل الفريق من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، ليبدأ في بناء هجمات خطيرة، إلا أن سوء التنسيق في الهجمات الأولى حال دون تحقيق التهديف.

تصدر اللاعب فارس الملك مشهد الشوط الأول بتسجيله الهدف الثاني للأزرق في الدقيقة 23 بعد هجمة منظمة كشفت عن ثغرات في دفاع الأخضر، الذي بدا متوتراً وخاليًا من التركيز. الإحصاءات أظهرت تفوق الأزرق في نسبة الاستحواذ التي وصلت إلى 62% في الشوط الأول، مع 8 محاولات تسديد مقابل 4 فقط للأخضر. لكن مع تقدم المباراة، استعاد الأخضر توازنه، وبدأ في فرض وجوده عبر خط وسط ملهم قاده النجم حبيب، الذي صنع الهدف الأول لفريقه عبر تمريرة دقيقة بين خطي الدفاع لمحمد مصطفى في الدقيقة 37، ليضع الأخضر على طريق العودة قبل نهاية الشوط الأول.

شهد الشوط الثاني تحولاً كبيراً في الأداء، حيث انتقل الأخضر إلى الهجوم بشراسة، مستغلاً ضعف التركيز الدفاعي للأزرق. وجاء التعادل في الدقيقة 52 عبر صاروخ مدوي من التجاني من خارج المنطقة، قبل أن يتقدم الأخضر للمرة الأولى في المباراة بفضل هدفين متتاليين لمحمد مصطفى في الدقيقة 61 وحسن العودة في الدقيقة 68، ليُقلب النتيجة لصالحه (4-2). خلال هذه الفترة، سجل الأخضر 3 تسديدات على المرمى من أصل 4 وصلت جميعها إلى الشباك، مما يكشف عن أزمة دفاعية حقيقية عانى منها الفريق الأزرق.

لكن المباراة لم تكن لتفقد سخونتها، فالأزرق رد بسرعة عبر سعيد الذي اختزل الفارق بهدف ثمين في الدقيقة 73، قبل أن يُكمل معتز الباب مسيرة العودة بتسجيله الهدف الرابع في الدقيقة 79 وسط احتجاجات لاعبي الأخضر، الذي اعتبروا التسجيل غير قانوني بسبب حالة تسلل محتملة. وفي لمسة دراماتيكية، قلب الأزرق النتيجة مجدداً عبر الباب الذي استغل مرمىً خالياً في الدقيقة 84 ليسجل الهدف الخامس بعد خطأ فادح من حارس مرمى الأخضر، ليظن الجميع أن النقاط في جيبه. لكن الأخضر لم يستسلم، وعاد في الدقيقة 89 عبر محمد مصطفى الذي سجل هدف التعادل التاريخي بعد هجمة مرتطة سريعة، ليُسجل هوية المباراة ويختتم اللقاء بنتيجة عادلة.

من الناحية الإحصائية، سجلت المباراة 30 تسديدة (17 للأزرق و13 للأخضر)، مع 9 تسديدات على المرمى لكل فريق، و6 ضربات ركنية للأزرق مقابل 4 للأخضر. برز من الفريق الأزرق كل من عامر، الذي قاد الهجمات ببراعة وسجل 3 صناعات أهداف، وحارس المرمى أبو طويلة رغم تلقيه خمسة أهداف، حيث أنقذ موقفين خطيرين في الشوط الأول. بينما تألق في صفوف الأخضر حبيب، الذي كان محوراً أساسياً في بناء الهجمات وسجل صناعتين، بالإضافة إلى محمد مصطفى، هداف المباراة الذي سجل هدفين وصنع هدفاً آخر.

أدار المباراة الحكم نصر الدين خليفة وسط بيئة مشحونة، حيث سجل الحكم 5 إنذارات (3 للأزرق و2 للأخضر)، بالإضافة إلى طرد اللاعب أحمد السر من الفريق الأزرق في الدقيقة 75 بعد عراك مع لاعب من الفريق المنافس. بينما أشرف على اللقاء كل من مجاهد زيكو، رضا حسن، وعماد شوة كمراقبين إداريين.

هذا التعادل يترك العديد من التساؤلات حول القوة الدفاعية للفريقين، خاصة مع وجود ثغرات واضحة في خطوط الدفاع، حيث تلقى الفريقان معاً 10 أهداف في مباراة واحدة، وهو رقم قياسي في مواجهات القطبين خلال السنوات الخمس الماضية. لكنه في المقابل يؤكد أن روح المنافسة والهجومية ستكون العنوان الأبرز في منافسات الموسم الحالي. المدربون سيحتاجون إلى إعادة تقييم الخطط الدفاعية، خاصة مع اقتراب مواجهات حاسمة في الجولات المقبلة من الدوري.

في تصريحات ما بعد المباراة، أعرب مدرب الفريق الأزرق عن استيائه من الأداء الدفاعي، بينما أشاد نظيره في الفريق الأخضر بروح لاعبيه القتالية. الجمهور الذي غصت به المدرجات غادر وهو في قمة الإعجاب بالأداء الهجومي المتميز، لكنه في نفس الوقت يتساءل عن مصير الدفاعات التي تبدو هشة بشكل مثير للقلق مع تقدم الموسم.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *