

رصد: نميري مجاور
• ضمن أنشطتها الأسبوعية الرمضانية، والتي استمرت على مدى السنوات الماضية، أصبح شهر رمضان المبارك جسرًا ثقافيًا يجمع بين أفراد الجالية السودانية في مدينة بريستول البريطانية. في إطار هذا الشهر الفضيل، درجت العادة على إقامة إفطار أسبوعي للأسَر والشباب السودانيين، ليكون مناسبة تجمعهم حول مائدة واحدة، تجمع بين الأصالة والتقاليد السودانية.
تُعَدُّ وجبة الإفطار التي تُعدّها نساء الجالية السودانية حدثًا خاصًا، إذ تحضر فيها الأطباق التقليدية التي تحمل مذاقًا خاصًا، يعيد إلى الأذهان ذكريات الوطن. ويأخذ هؤلاء المشاركون من مختلف الأعمار، بما في ذلك الأطفال الذين وُلِدوا وترعرعوا بعيدًا عن وطنهم، في الاستمتاع بمجموعة من الأطباق السودانية الشهية، مثل القراصة والكسرة والعصيدة، بالإضافة إلى المشروبات التقليدية، مثل الحلو مر، والعرديب، ومشروب التبلدي، والتي تُعد رموزًا للثقافة السودانية.

يتجاوز الإفطار مجرد تناول الطعام، حيث يُشكل فرصة قيّمة للأسر والشباب للتواصل وتبادل الخبرات. خاصةً أن مثل هذه الفعاليات تمثل فسحة للأجيال الجديدة للتعرف على هويتهم الثقافية والدينية، مما يسهم في تعزيز د Bonds الثقافية بين الأفراد. كما تُعَدُّ هذه الاجتماعات فرصة لتبادل الأفكار والمشاعر خلال هذا الشهر المبارك.
وفي إطار الأنشطة الرمضانية، استضافت الجالية السودانية في دارها ببريستول عضوة البرلمان والوزيرة بالمحكمة البريطانية كيري ماكارثي، حيث جرى نقاش شامل حول القضايا المهمة المتعلقة بالسودان. تناول اللقاء الدور الذي تلعبه الحكومة البريطانية في إحلال السلام في السودان، إضافةً إلى التوقعات التي يحملها السودانيون البريطانيون من الحكومة فيما يتعلق بإعادة الإعمار والتنمية المستدامة على المدى الطويل.

وخلال اللقاء، استمعت الوزيرة إلى حالات خاصة لبعض الأسر التي تم إجلاؤها من السودان من جراء الظروف الصعبة. كما التقت بمجموعة من طالبي اللجوء الجدد، واستمعت إلى التحديات التي يواجهونها في الحياة اليومية في بريطانيا. وقد عكس حرص الحكومة البريطانية على دعم الجالية السودانية من خلال التزام الوزيرة بالتواصل مع وزارة الداخلية للتعامل مع القضايا التي تم طرحها.
تمثل هذه الفعاليات الثقافية والاجتماعية منصة لتوثيق الروابط بين أبناء الجالية. فبالإضافة إلى تقديم الطعام، تتدرج الأنشطة الأخرى، التي تشمل فقرات موسيقية وعروضًا ثقافية تتطرق إلى العادات والتقاليد السودانية، مما يسهم في تشجيع الأطفال والشباب على التعرف على ماضيهم وثقافتهم. كما تساعد هذه الأنشطة في تعزيز تضامن المجتمع السوداني في المهجر، وتعزيز قيم التعاون والمشاركة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقاءات تساهم في بناء مجتمعات أكثر تلاحمًا، حيث يتم تبادل القصص والخبرات، بما يُعزز من وجود تجربة مشتركة تسهم في تكوين هوية جماعية. وتأخذ الأنشطة الاجتماعية في الجالية طابعًا تعاونيًا، حيث يساهم الجميع في تنظيمها، مما يُعزز من روح التطوع والعطاء.


رغم النجاحات التي تحققها الجالية السودانية في بريستول، يواجه عدد من عضويتها بعض التحديات، مثل السكن والنظر في طلبات اللجو، والالتحاق بالكليات والجامعات التي تتطلب المزيد من الاهتمام والتعاون. والاهم في مثل هذه الظروف التي يعيشها السودانيون داخل السودان وخارجه، خاصة في بريطانيا سُبل الدعم النفسي للأسر التي تم إجلاؤها وطالبي اللجوء ومع ذلك، يبقى الأمل كبيرًا بين أبناء الجالية في أن تتمكن الحكومة البريطانية من دعم برامج إعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة، التي تسهم في تحسين الظروف في السودان.
تظل أنشطة الجالية السودانية في بريستول منارةً للثقافة والهوية ومكانًا يلتقي فيه السودانيون من أجل تعزيز تواصلهم وتقاليدهم، حيث تُعبر هذه الأنشطة عن اعتزازهم بجذورهم وهويتهم. إن الفعاليات الرمضانية، بما في ذلك الإفطارات الأسبوعية، لا تعزز فقط من الروابط الاجتماعية، ولكن تسهم أيضًا في تعزيز الدعم والسياسات التي تساهم في تحسين أوضاع الجالية في المملكة المتحدة، وتعزيز موقفهم من القضايا التي تهمهم.
في النهاية، يتطلع أفراد الجالية السودانية إلى فعل المزيد من الأنشطة الإيجابية والتعاونية التي تعكس الأصالة وتروج للقيم الثقافية، معتمدين على الدعم الجماعي والتفاعل الإيجابي من الجهات الحكومية والمجتمع المحلي في بريستول.
شارك الخبر