د. خالد مصطفى

د. خالد مصطفى إسماعيل

كاتب صحفي

• في بلاد تنتج كميات كبيرة من المحصولات الزراعية والبستانية والحيوانية والغابية.

في بلاد كهذه لماذا لا تفكر الدولة أو يفكر المجتمع في إقامة مصانع لتحويل هذه المنتجات أو على الأقل جزء منها إلى منتجات صناعية تزيد من قيمتها، وتوفر فوائد يستفيد منها المجتمع والدولة؟ 

فمن المعادلات المقلوبة في هذا السودان، أن أماكن الإنتاج هي الأكثر فقراً وتخلفاً، فهل هذا الفقر وهذا التخلف قدر كتب عليهم أم بسبب سياسات معلومة ومعروفة؟ 

أعتقد أنه يمكن الخروج من دائرة الفقر الشريرة هذه؛ ولكن باتخاذ إجراء وسياسات واضحة وجريئة، مع استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة لزيادة الإنتاج أولاً، سواء كان هذا الإنتاج  نباتياً أو حيوانياً، أو غابياً، ومن ثم  التفكير في إقامة صناعات تحويلية، تحول هذه المنتجات الزراعية والحيوانية والغابية إلى منتجات صناعية تزيد من قيمتها. 

قيام المصانع يؤدي إلى فوائد جمة لا حصر لها، منها:

١/  زيادة القيمة لتلك المنتجات. 

٢/ توفر فرص عمل بالنسبة للمواطنين. 

٣/ بوجود المصانع تتوفر البنى التحتية من طرق وجسور وكهرباء وشبكات اتصال وغيرها في أماكن الإنتاج؛ مما يحسن من جودة الحياة، ويساهم في استقرار المجتمعات وتطورها  ورفاهيتها.  

٤/ وجود المصانع أيضاً يمنع أو يحد من استغلال التجار للمنتجين وبيعهم المحصولات بأسعار زهيدة خاصة في فترات المواسم،

ويرفع العائد المادي للمزارعين. 

٥/ يقلل من تكلفة الترحيل؛ لأن تكلفة ترحيل المواد الخام أكبر بكثير من تكلفة المواد المصنعة. 

٦/ يمكن لأصحاب المصانع أن يساهموا في عملية الإنتاج، وذلك بتوفير التمويل  للمنتجين من أجل زيادة الإنتاج، وإدخال الآليات.

٧/ يمكن إنشاء كليات جامعية أو مراكز بحثية ومراكز  تدريب. 

ومن الصناعات التي يمكن قيامها في الريف السوداني عامة والريف الجنوب كردفاني خاصة: 

١/ صناعة الزيوت؛ خاصة زيت السمسم، وزيت الفول السوداني.  

٢/ صناعة تعليب الفواكه، مثل المانجو. 

٣/ صناعة  الصلصة. 

٤/ صناعة الأجبان. 

 ٥/ صناعة الأعلاف. 

٦/ الصمغ العربي. 

٧/ صناعة المنتجات القطنية. 

٨/ صناعة الطحنية. 

٩/ صناعة الدكوة (زبدة الفول السوداني). 

١٠/ الصناعات الخشبية. 

١١/ صناعة الجلود. 

١٢/ مسالخ اللحوم 

وغيرها من الصناعات التي يمكن أن تزيد الدخل، وتساهم في الإنتاج. 

حيث تتوفر المواد الخام بكميات كبيرة في الريف، ولكن للأسف يتم تصديرها لأماكن ومدن بعيدة  كمواد خام ليتم تصنيعها هناك، ومن ثم إعادة المواد المصنعة وبيعها في الريف، ونفس العربات التي تحمل المواد الخام من الريف، تأتي بالبضائع المصنعة من المدن إلى الريف، في عملية عكسية تماماً، فمن الأسهل تصنيع المواد الخام في أماكن إنتاجها ومن ثم تصدير المواد المصنعة بعد الاكتفاء الذاتي. 

وقد يقول قائل إن الريف لا توجد فيه بنى تحتية تتحمل إقامة مصانع، وهذا كلام وجيه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تقام في الريف بنى تحتية من كهرباء وطرق ومحطات مياه وغيرها؟ لماذا؟ 

أليس جزء كبير من مشكلات السودان الحالية سببه هو عدم التنمية المتوازنة! 

أليس من الأفضل نقل الخدمات إلى الريف، بدلاً عن زحف سكان الريف إلى المدن بحثاً عن الخدمات مما يسبب اختلالاً في الريف وفي المدن على حد السواء. 

نتمنى أن يفكر الناس جدياً في تلافي آثار الماضي، والمضي قدماً نحول المستقبل بعقل مفتوح، وقلب متسامح،، 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *