سليمان داؤود منديل أول من حقق طبقات ود ضيف الله وأدخل الفانوس إلى السودان  

26
مطبعة
مبنى مطبعة منديل

أوراق من دفتر التاريخ

بقلم: هاشم محجوب

• داوود منديل يهودي من أصل جزائري، ولد في الإسكندرية عام 1830م وتوفي ودفن في النهود ، قضى سنوات من   عمره في مصر ، كان يدير مصنعا للنسيج في كفر الزيات ، هاجر للسودان في سنة 1870 واستقر في الابيض ، وفي عام 1881م مارس تجارة البضائع المستوردة ، وكان له خبرة في االأحجار الكريمة « الماس» .

  في عام 1883 تم فتح الأبيض من قبل المهدي ، فاعتقل داوود منديل ، يقول داوود بسيوني، كما أوردت بعض الروايات ، أن داوود منديل أجبر  على أعتناق اﻻسلام لكن  الثابت أن داوود منديل ظل على أسلامه حتى وفاته في سنة 1888 تقريبا ، وقد ظل أبناؤه وأحفاده من بعده متمسكين بأسلامهم إلى يومنا هذا ، ويجب أن لا ننسى أن زوجة داؤود منديل كانت مسلمة علما أن الكثير من المسيحيين وغيرهم والذين كانوا قد أسلموا في المهدية مثل يوسف ميخائل رجعوا لللمسيحية ، لكن داؤود منديل اختار الإسلام عن عناقة ، وتزوج من امرأة مسلمة من أصل تركي ، ووالدها هو الضابط التركي محمد آغا ، وأنجب منها أبناءه أدم وسليمان ومحمد ، في عهد الخليفة عبدالله التعايشي  عمل معه داوود منديل مترجما ،وتوفى في النهود ودفن فيها ،  سليمان هو الشخصية الأكثر ةشهرة من أبناء داؤود منديل بسبب أنجازاته ومبادراته ألتي لم يسبقه عليها أحد ، وعلاقاته المتشعبة مع كل مكونات المجتمع وريادته في مجال الصحافة والطباعة والتجارة في الاستيراد والتصدير.

ولد سليمان داوود منديل في عام 1891م أي قبل نهاية المهدية بسبعة سنوات وتعلم وتفتحت معارفه  في الحكم الثنائي ، وتزوج من حفيظة خورشيد عبد الله ، وهي بخلطة مصرية وتركية ، وهي أم جميع أبنائه ، كان أنصاريا وصديقا شخصيا للسيد عبدالرحمن ، وكان في ذات الوقت منتميا للطريقة التجانية ، في الأربعينات سافر للحج ، كان الملك عبد العزيز يعلم مدى ثقافة سليمان خاصة الدينية فأهداه مكتبة تضم أمهات الكتب الدينية، وعند وفاته أوصي أبناءه بان يحتفظوا بهذه المكتبة على أن تتوارثها الأسرة جيلا بعد جيل ، وما تزال هذه المكتبة موجودة بحوزة أحفاد الأسرة وقد خلف أيضا مسبحة ألفية ، قسمها ابناؤه إلى عدد من السبح توزعوها بينهم .

   في 28 فبراير 1919 صدر العدد الأول من صحيفة ( حضارة السودان ) وكان يرأس تحريرها حسين شريف، وبحسب ما أورد الباحث محجوب مالك  فهي قد كانت النسخة العربية ل» the Sudan daily news « وتلك كانت تخص الجالية الإغريقية ، أما النسخة العربية فكانت ملكا للسيد عبدالرحيمن المهدي ، وفي سنة 1928 دخل في ملكيتها السيد علي الميرعني زعيم طائفة الختمية والشريف الهندي ، في عام 1934ابرم الشركاء عقدا مع سليمان داوود منديل ، ادمج بموجبه سليمان صحيفته ملتقى النيلين « في صحيفة « حضارة السودان « ، وكان سليمان قد أنشأ في  البدء وفي سنة 1928 صحيفة بأسم « الجريدة التجارية الأسبوعية « وفي سنة1931 بدل أسمها ألى « ملتقى النيلين».

ذلك هو نشاط سليمان داوود منديل في مجال الصحافة ، أما في مجال الطباعة فقد كان هو المالك لمطبعة  منديل في مبنى ما زال موجودا بشارع الجمهورية .

سليمان منديل هو أول من طبع راتب المهدي في العهد الثنائي لمرتين اﻻولى في سنة1925م والثانية في1926م  وقد تمت الطباعة في القاهرة والمعروف أن الخليفة عبد الله كان يطبع الراتب في مطبعة الحجر  ، وفي الوقت الذي قام فيه سليمان بطباعة الراتب كانت قراءة الراتب ممنوعة خاصة من قبل المجموعات 

وحبس سليمان لثلاثة أيام بسبب أدخاله الراتب  من القاهرة بدون تصريح من الحكومة.

أول منن طبع «الدوبيت»  واول من حقق  طبقات ود ضيف الله  معتمدا كما ذكر البروفسور يوسف فضل على ثلاثة مخطوطات فحسب ، وقد أعقبه القاضي الشرعي بالمعاش  إبراهيم صديق الذي حقق ذات الكتاب وطبعه على نفقته ونفقة  الخليفة محي الدين خليفة الشيخ خوجلي في سنة 1930م

اول من ادخل الفانوس  في السودان  ، وكان السودانيون ينيرون بيوتهم باللمبة أم شريط ويطلق عليها اسم « السهر وجة « وقد استورده من المانيا ومكتوب عليه بحروف بارزة « وارد سليمان داؤود منديل  الخرطوم « صارت تلك الفوانيس بعد ذلك تستورد من مصر ، وبعضها بلون زجاج  أزرق خفيف . لأسرة داوود منديل بيوت في المسالمة ، ويقيم فيها جزء من العائلة ، كما أن سليمان نفسه عاش في دار له بالمسالمة ، جوار مدرسة كمبوني  ،أما محمد داؤود منديل فداره كانت جنوب مدرسة عثمان صالح بين الركابية وحي العمدة شرق، كما أن جزء من الأبناء والأحفاد يقيم في الخرطوم . توفى سليمان أفندي داؤود  منديل عام 1962م ودفن بمقابر الأسرة بالبكري.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *