سحر اللغة العربية

بقلم: نهى أحمد

• أيُ سحر وأية طاقة تعبيرية هائلة تجليها اللغة العربية على الكلمات؛ فتحولها لمعانٍ ساحرة تكتب طلاسمها في دواخلك؛ فتتمكن من مشاعرك فتأخذك إلى عوالم مختلفة تسبح في بحارها الغائرة، حيث اللآلئ جاثمة في ملكوتها العظيم؛فيقع أثرها الكبير على النفس؛ فيتيم بها الإنسان، ويصبح عاشقها، ويصبح ولهان بها، فيرى الأرض الخضراء كأنها محبوبته تكتسي فستاناً أخضر اللون، والتلال الصغيرة وعليها الندى كأنه جيدها يتحلى باللآلئ الجميلة، وذلك الوصف جاء على لسان شعراء الأندلس عندما وصفوا أرض الأندلس في قولهم:

الأرض قد لبست رداء أخضرا

والطل ينثر في رباها جوهرا

وكأن سوسنها يصافح وردها

ثــغـــر يقبــل منه خـداً أحمرا

ومن جمال سحر هذة اللغة عندما توصف إحدى  الكاتبات الليالي المظلمة المخيفة، بأن تقول (تلفحت السماء عباءتها السوداء المرصعة باللآلئ)؛ هذا الوصف يمر عبر خيال القارئ وكأن امرأة شديدة القوة والسرعة تلفح عباءتها وتتأهب لفعل شيء؛ فعندها تشعر بالخوف في نفسك، وسرعان ما ينشغل خاطرك بتلك اللمعة على عباءتها، فينتقل إحساسك من الخوف للشعور بجمال تلك النجوم.

وعندما يقول عاشق هائم في الحب والعشق لمحبوبته: أشعلت لك قناديل العشق؛ فعندها يمر بخيالك لهيب شمعة، حارق، ودافئ، وجميل يسري في داخلك؛ لينير سويداء فؤادك، وتذوب كل المشاعر الحزينة وتحترق، ويبقى في داخلك الفرح فقط ونشوة الحب. وعندما توصف اللغة العربية المجاهدين، وتشبههم بالأسود، يتملكك شعور الشجاعة والحماسة، فتمطتي خيالك، وتركب على حصانك وتحمل سيفك البتار وتلوح به في سماء دواخلك، فتكون قوياً لا تهاب الموت. 

يا لها من لغة، سحرية فاتنة ومبهرة، تجعل كل شيء محسوس يلامس مشاعرك وذوقك، فتتذوق حلاوة الكلمات والمعاني وجمالها، وما زال هناك الكثير من سحرها.

أنا أعشقها وأهيم فيها للأبد.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *